+A
A-

الفارس والحصان والحاجز

 

بقلم حبيب حسين حبيب

كان منظر الفارس وهو يركض بحصانه القوي ويقفز على الحواجز رائعًا و«سمير» يشاهده باستمتاع.

 

كم أتمنى أن أتعلم ركوب الخيل وأصبح مثل هذا الفارس.. أنا أحب الخيل كثيرًا.. سأطلب من والدي أن يسجلني في مدرسة للفروسية لكي أتعلم.. إنها فكرة رائعة حقًا.

وافق والده على الفكرة، وبعد أيام، سجله في مدرسة للفروسية وبدأ «سمير» مع مدربه «سامي» يتعلم ركوب الخيل ومسك العنان وقيادة الحصان.

 

كن صديق الحصان يا سمير.. الحصان يشعر بالحب وكلما شعر بحبك له سيحبك.. لا تخف من الحصان أبدًا وعامله دائمًا بلطف وامسح على رقبته وخصلات شعره..

 

قال المدرب «سامي» وهو يعلم سمير كل يوم درسًا جديدًا...

وفي أول درس للقفز.. خاف سمير من التجربة على الرغم من أن الحاجز كان صغيرًا..

أعاد المحاولة مرة ومرتين وثلاث.. وفي كل مرة يفشل في القفز.

 

عاد إلى منزله حزينًا وأخبر والديه بأنه لن يواصل.. قال بهدوء: «أبي.. أمي.. لقد فشلت في القفز بالحصان على الحاجز الصغير.. لا أستطيع.. إنه أمر صعب.. خلاص.. لن أذهب إلى مدرسة الفروسية».

 

احتضنته والدته بعطف وقال والده: «لك ذلك يا سمير.. لكن تأكد أنك لو حاولت مرارًا وتكرارًا بصبر وعزيمة.. فإنك ستنجح.. لا تستسلم لليأس والفشل يا ولدي»، أما والدته فقالت: «لن تفشل يا ولدي لأنني أعرف طموحك وإصرارك على النجاح.. واصل يا سمير وستنجح».

 

قبل أن يخلد إلى النوم، فكر سمير في كلام والديه.. تشجع واستعاد ثقته في نفسه وهو يقول: «سأنجح.. لا شك في أنني سأنجح.. لن أستسلم للفشل».

 

 

وفي اليوم التالي، وبينما كان سمير يستعد لدرس القفز من جديد، قال له المدرب سامي: «يا سمير.. لا تحزن إن لم تتمكن من القفز.. أنا كنت مثلك تمامًا.. فشلت مرة تلو الأخرى لكنني واصلت طريقي حتى نجحت.. انطلق وستنجح».

 

مسح سمير على خصلات شعر الحصان وهو يهمس له: «بإذن الله سننجح يا صديقي.. أنا متأكد من أنك حصان قوي وشجاع وستساعدني.. أليس كذلك؟».

 

في ميدان المدرسة، انطلق سمير بحصانه، لكنه فشل من جديد في قفز الحاجز الأول.. عاد مرة أخرى وفشل.. وقبل الحاجز الثالث قال سمير: «سأنجح هذه المرة.. سأنجح.. سأنجح».. وكز حصانه فانطلق ليقفز الحاجز الثالث الذي كان أرفع قليلًا من الحواجز السابقة.. وكانت فرحته عارمة وهو يستمع للتصفيق والتشجيع من المدرب سامي وتلاميذ المدرسة..

 

في الدورة الرابعة.. قفز سمير كل الحواجز وعاد إلى نقطة الانطلاق الأولى ومدربه يقول: «لقد نجحت.. أحسنت يا سمير أحسنت».

في المساء، كان سمير وأخوه سامر ووالداهما يشاهدان بسرور مقطع فيديو التقطه المدرب سامي لسمير وهو يقفز الحواجز بنجاح وثقة وبطولة.