العدد 5687
الجمعة 10 مايو 2024
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
عن يوم الصحافة (1)
الجمعة 10 مايو 2024

مر قبل أيام يوم الصحافة العالمي، والذي تحتفل فيه المؤسسات الصحافية والإعلامية العالمية، دعما واستذكارا لمفهوم حرية الصحافة والإعلام. وقد احتفلت هذه المؤسسات على طريقتها وفلسفتها، لكن ركزت معظم هذه الاحتفالات على مفهوم حرية الصحافة والإعلام والدفاع عن الصحافيين بممارسة أعمالهم، سواء كانت هذه الكيانات الصحافية والإعلامية صادقة في طرحها، أو الكيانات التي تستغل هذه المناسبة لتحقيق أجندتها وعمالتها وتبعيتها للخارج.

وقد احتفلنا بهذا اليوم في الجمعية العربية للصحافة والإعلام أرابرس، وهي إحدى جمعيات ومؤسسات مجلس العلاقات العربية الدولية كارنتر، وقد أصدرنا بيانا بهذه المناسبة نشرته صحيفة "البلاد" البحرينية، وكان على لسان رئيس أرابرس كاتب هذه السطور، شددنا فيه على حرية الصحافة والإعلام تماشيا مع فلسفة واحتفالية هذا اليوم. لكن كانت لنا فلسفة واضحة في فهم والدفاع عن حرية الصحافة، وهي مختلفة جذريا عن فلسفات هذه الكيانات الصحافية والإعلامية، ويتمثل ذلك في فلسفتنا حول العلاقة ما بين المؤسسات والكيانات الصحافية وما بين النظام السياسي لأية دولة.

فالأغلبية الساحقة من هذه الكيانات الإعلامية خارج نطاق الدول الغربية كانت تتصادم تصادما قويا مع النظام السياسي على مر العقود الماضية حتى هذه اللحظة. وأستطيع القول إن كل الكيانات والمؤسسات الصحافية أو المؤسسات الحقوقية التي تتصادم مع النظام السياسي، طبعا أقصد أي نظام بالعالم غير الغربي، هي المؤسسات التي تصنف نفسها على أنها معارضة وتتخذ من الخارج مقرات لها، والتي لها آيديولوجيا خارجية وتستغل مفهوم حرية الصحافة والإعلام للتصادم مع النظام السياسي، كنوع من الاستعطاف العالمي لها وتصوير نفسها بأن قضيتها هي قضية حرية الصحافة وحقوق الإنسان، لا قضية عمالة وتبعية خارجية، هذا بالإضافة إلى الأشخاص أو الكيانات السياسية التي تريد تصفية حساباتها مع النظام لأهداف انتخابية.


أو التي تهدف إلى إسقاط النظام لأسباب طائفية، أو الذين يريدون الشهرة والرصيد عن طريق لبس عباءة حرية الصحافة، والبحث عن التصادم مع النظام لعله يحصل على لقب ناشط صحافي. وللقصة بقية.

كاتب سعودي متخصص في الإعلام السياسي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية