عرض المخرج البحريني جعفر البقالي بنجاح كبير فيلمه القصير الجديد "مصنوع للجمال يستخدم للقبح" في عرضه العالمي الأول في الدورة العاشرة بـ مهرجان أفلام السعودية.

بصورة مذهلة وعميقة اعادة كتابة 

يقدم المخرج جعفر البقالي فيلم جميل ذو نبرة نفسية قوية، ويستخدم ندبات الحرب النفسية ليصنع فيلمًا لا يتناول الأعماق العاطفية للحرب النفسية، وهو ما لا يظهر في الفيلم نفسه. وتتعلق بالانتصارات أكثر بإحياء ذكرى وتكريم الضحايا الذين نجوا من الحرب بأجسادهم بينما كانت أرواحهم وأرواحهم تتعذب في ساحة المعركة. وإن الانتصارات لا تتعلق فقط بتكريم أولئك الذين قتلوا، بل تتعلق بتكريم أولئك الذين خدموا ونجاوا من جراحهم بصورة ربما كانت نفسية مؤذية في لحظات.

في وقت سابق من الفيلم، يتم تقديم الجندي الذي تم تسريحه في فبراير 2009 إلى الشخص الذي تمت مقابلته، وهو جندي سابق. ويقدم البقالي لمحة موجزة وثاقبة عن علاقة الأب، سواء بنفسه أو بابنته، خلال المقابلة التمهيدية، التي تأخذنا في رحلة سردية من الوعي الذاتي.

نشاهد في "مصنوع للجمال يستخدم للقبح" كيف يعرض لنا البقالي علاقتين متوازيتين نجد أننا نتعرض للتعقيد الموجود لدى الطرفين، كما نرى في الحلقة الأولى عن الأب الذي يعاني من متلازمة PTS نتيجة تورطه في حرب الكويت والعراق، وهو يحاول أن ينكر كل يوم في أحلامه أنه قتل نفسه، ليستيقظ ذات صباح مذعورًا، يلعن الحرب ومعاناتها. 

ويتذكر أنه لا يزال على قيد الحياة ويعاني من عذاب الألم، بينما في المستوى الثاني، نتعلم عن علاقته المكسورة مع ابنته، ولم يرغب في العودة إليها واختار أن ينساها وينسى علاقته الزوجية التي انتهت منذ سنوات طويلة مع زوجته التي يلقبها "بالخنزيرة"!

 جلوس الأب على طاولة في مقصورته، أمام ابنته على طاولة، لا يبدو أن الحياة موجودة، في استخدام لغة سينمائية لتعزيز. لك، مما يعطي الانطباع بأن المشاهد كان يشاهد كل ذلك امامه، هناك لحظات يتحدثون فيها عن شيء ما بصورة سؤال وجواب، ويقوم المخرج بتقسيم الشاشة بين الحين والآخر، لكي نتأكد من أن هذه المحاكمة ليست مجازية فحسب، بل حقيقية أيضًا بين الاب والبنت ونحن نشاهد المحاكمة التي تجري، واستكشاف القاتل الحقيقي والتعرف عليه، الجاني المخادع. العقوبة أيضا لا تتوقف عند العقوبة. يسلط الفيلم الضوء على حدوث اختلاف كبير، ويتحرك الفيلم نحو فهم ووصف الطبيعة الدقيقة للاختلافات المجتمعية، الابنة المصابة بجرح لن يلتئم، ولكنه قد تعيش مع أهلها وأصدقائها، والأب المصاب بالندوب العاطفية والجسدية ولا يتحمل العيش يومًا واحدًا، مع عدم وجود اي تشابه بينهما، إنهم لا يستوعبون حجم التعب والأسى الذي يعيشه المرء، رغم أنهم لا يدركون أن الفاعل الحقيقي في هذا الأمر غير موجود.

الفيلم من إخراج ومونتاج جعفر محمد البقالي، ويشاركه في التأليف والإنتاج حسين جعفر حبيب، وبطولة مبارك خميس زايد وإيدما يوسف شاهين.

جعفر محمد البقالي هو كاتب ومخرج سينمائي بحريني حائز على العديد من الجوائز السينمائية في البحرين وتونس وهولاندا والهند والعراق والإمارات عن فيلم الحاكم الذي تم إنتاجه عام 2020.

شارك في العديد من الأفلام بأدوار مختلفة منذ أن بدأ في هذا المجال بعمر 16 سنة عام 2013 حيث عمل: VFX ومونتير وتصميم إنتاج في أعمال داخل البحرين وخارج البحرين، ولكنه وجد شغفه في مهنة الإخراج والكتابة، وقد قام بتأسيس شركة أفلامه الخاصة Black Hole Films.