+A
A-

كيف يسهم الذكاء الصناعي في خفض تكاليف المنشآت الصحية؟

يشهد قطاع الرعاية الصحية في العديد من البلدان تزايداً متصاعدا في التكاليف، مع نزوع الحكومات لتقديم رعاية صحية أفضل لمواطنيها، بالتوازي مع تفاقم التهديدات الصحية، التي بلغت ذروتها عام 2020، حينما داهم العالم فيروس كورونا، مسببا جائحة أودت بحياة عشرات الآلاف، وسببت خسائر جمة للاقتصاد العالمي.

ومنذ ذلك الحين، تتصدر قضايا الرعاية الصحية المناقشات على مختلف الأصعدة، ومنها كيفية خفض التكاليف، ودور التقنيات الجديدة في تخفيض كلفة الرعاية من ناحية، ومضاعفة جودة الخدمات الصحية من ناحية أخرى.


وشهدت قمة "C3" أو "دافوس الرعاية الصحية" التي عقدت مؤخرًا في البحرين، نقاشًا هامًا حول دور التكنولوجيا في خفض تكاليف الرعاية الصحية المتزايدة في الولايات المتحدة تحديداً، كنموذج قابل للتطبيق، ومن ثم كيفية الاستفادة من تلك التجربة في المملكة.


وانعقدت القمة تحت شعار "تطور الرعاية الصحية العالمية"، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية المحلية ذات الصلة، ومستشفى الإرسالية الأمريكية الذي يبلغ عمره 120 عامًا.


ورأى النائب السابق لرئيس غرفة التكنولوجيا بمصر، حسام الصماد، أن دول الخليج سبقت بخطوات واسعة فيما يتعلق بدور التكنولوجيا في قطاع الصحة، وقطعت شوطا في مسألة توحيد الملف الطبي بشكل عام على مستوى المناطق والدول.


وأوضح الصماد في حديثه "البلاد" أن الملف الطبي الموحد هو ملف شامل يجمع كل ما يتعلق بالمريض، وهدفه الأول إيجاد ملف طبي كامل للمريض، وهو ما يحسن جودة ودقة التشخيص، وثاني أهدافه خفض التكاليف على المريض والمنشأة الصحية معا، بما لا يحتاج معه المريض لتكرار الفحوص في أكثر من نصف الحالات.


واستبقت دول الخليج قبل سنوات مسألة توحيد الملف الطبي بتوحيد المسميات الطبية، وأهمها التكويد العالمي للأمراض، والتكويد العالمي للخدمات، وفق النسخة العاشرة (ايه ام)، أي أن في الخليج الآن قاعدة جيدة لقفزة متطورة، وفق الصماد.


ولفت إلى تجربة ناجحة في البحرين نفذتها مستشفى الملك حمد في المنامة، حول ملف طبي موحد للمرضى.


وقال إن ميكنة المستشفيات عموما تحسن القدرات الإدارية للمستشفى وترفع من قدراتها الإدارية وتقلل التكاليف، ما يؤدي إلى تحسين في اتجاهات مختلفة طبية ومالية وإدارية سواء فيما يتعلق بالمخزون أو الصيدلية أو الشؤون المالية وشؤون الأفراد وكيفية إداراتها، وكل ذلك بات الآن مرتبطا بتطبيقات الهاتف المحمول، التي تجعل لوحات التحكم والقيادة في يد كل مسؤول عن المنشأة أو مرتبط بها، ليطلع على كل التقارير من كل أقسام المستشفى.


ودخل الذكاء الصناعي مؤخراً ليلعب دوراً بارزا حد القيام بالتشخيص العام، وعمل مقارنات وتنبيهات بحالة المريض.


ونفى المتحدث إمكانية أن يلعب التطور التقني المدعوم مؤخراً بالذكاء الصناعي دوراً حيويا في مسألة عمل الأطباء عن بعد، لأنها مسألة غير واقعية، مستدركا بالقول إن الذكاء الصناعي يفيد الاستشاريين ومقدمي الخدمات، ممن يساعدون من لا خبرة له أو قليلي الخبرة، لكن لا يصح أن يمارس الطبيب مهنته عن بعد.


وبحسب توقعات تقرير صادر عن القمة العالمية للحكومات 2023، يرتفع الإنفاق العالمي على الرعاية الصحية في القطاعين الحكومي والخاص بنسبة 5 % بين سنتي 2020 و2040، ليصل إلى ما يقرب من 12 تريليون دولار بحلول سنة 2024، وذلك بسبب ارتفاع نسبة المشكلات الصحية التي تؤثر سلباً في جودة الحياة.


ويعود جزء كبير من هذه التكاليف إلى ارتفاع تكاليف الرعاية في المستشفيات.


ومن أجل استفادة قصوى من إمكانيات التكنولوجيا في خفض تكاليف الرعاية الصحية، تحتاج دول الخليج إلى اتخاذ خطوات ملموسة، تشمل:
الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، تدريب مقدمي الرعاية الصحية على استخدام التكنولوجيا، تطوير سياسات تدعم استخدام التكنولوجيا في الرعاية الصحية، وتشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص.