+A
A-

للقراءة كتاب "خرافة الكاريزما"

" عندما تقابل شخصاً ذو شخصية جذابة ومؤثرة ، يتكون لديك انطباع بأن لديهم قوة كبيرة و أنهم يحبونك كثيراً "
لو نظرت إلى الظهور الأول لستيف جابز ، سوف تلاحظ أنه لم يكن لديه تلك الكاريزما التي حظي بها في أواخر حياته. فكان خجولاً وأخرقاً ولا تحبه الجماهير. وقد استغرق ستيف جابز عدة سنوات ليصبح شخصاً ذو كاريزما لا يزال يتذكرها معظمنا حتى الآن.
قضت المؤلفة معظم حياتها في دراسة وتعليم الكاريزما. وأثبتت أنه كما قام به ستيف جابز ، باستطاعتك تحسين شخصيتك بالتمرين. فرضية أن الكاريزما هو شيء " تملكه بشكل طبيعي " ما هو إلا خرافة فهي ليست بموهبة إنما مهارة يمكنك تطويرها.
إذا أردت أن تتعلم كيف تصبح لديك شخصية جذابة فأنت بحاجة لأن تتعلم كيف توصل الاحساس بالقوة والدفء والحضور الذهني في آن واحد ودون عناء.
بإمكانك أن تجد هذا المزيج النادر من القوة والدفء والحضور في شخصية ستيف جابز ومارتن لوثر كينق وأوبرا وينفري. فهذه التركيبة النادرة هي التي منحتهم شخصياتهم الجذابة.
أفضل طريقة لإيصال القوة والدفء والحضور تلقائياً ودون جهد و عناء هو أن تضع نفسك في حالة ذهنية من القوة والدفء والحضور.
فعندما تتبنى الحالة الذهنية المثالية للقوة والدفء والحضور فإن لغة جسدك وصوتك سيكونان أكثر قوة و أكثر دفء و أكثر حضور و بشكل طبيعي.
" ما يعتقده عقلك يمثله جسدك "
هناك ثلاث تصورات لصنع حالة ذهنية لشخصية مؤثرة و جذابة :

# القوة :
قبل أي تفاعل اجتماعي خذ من وقتك ثواني معدودة و تخيل نفسك تتحول لغوريلا كبيرة.
فلو كنت غوريلا كبيرة ستشغل مساحة كبيرة و عندما تمشي إلى داخل غرفة ما سوف يضطر الناس لإفساح الطريق لك. كما سترى نفسك واقفاً نافخاً صدرك و تضربه بقبضتيك.
عندما تتصور نفسك كالغوريلا الكبيرة في الغرفة سوف تجد أنك خففت من التوتر الواقع على عاتقيك و بوضعية منفتحة و واقفاً بشموخ. فالوضعية التي تكون فيها مسترخياً ومنفتحاً و شامخاً سوف تنقل بشكل طبيعي شعور القوة للأشخاص الآخرين.
 " هذا تمرين رائع باستطاعتك استخدامه قبل أي لقاء أو تفاعل اجتماعي عندما تريد أن تشعر بالثقة أو تنشرها - مثلاً قبل مقابلة وظيفية أو مقابلة شخص لا تحبه "

# الدفء :
عندما تكون في موقف اجتماعي تخيل أن كل شخص في الغرفة لديه جناحي ملاك.
يجب على كل ملاك القيام بعمل صالح في حياته أو حياتها ليكون ملاكاً.
عندما تتخيل أن هناك جناحي ملاك على كل شخص ، فأنت تفترض أن أي شخص تقابله هو شخص صالح و سبق له أن قام بعمل رائع من الإيثار فلربما كان الشخص الذي أنت على وشك التحدث معه قد أنقذ طفلاً من مبنى محترق أو اعتنى بأحد والديه وهما يصارعان الموت لسنوات عديدة.
بغض النظر عن ما فعلوه ، فأنت تعلم أنهم بالأساس أشخاص صالحين ويستحقون منك الاحترام البالغ و سوف ينتقل لهم ذلك الشعور من الدفء بشكل طبيعي.
" الكثير من المتدربين لدي حتى كبار المسئولين التنفيذيين المتعنتين أخبروني عن مدى التأثير المذهل الذي أحدثته هذه التصورات فيهم. و استطاعوا أن يشعروا على بحضور داخلي و دفء ، و أستطيع أن أرى زيادة ملحوظة في كمية الحضور والدفء ظاهرة في لغة أجسادهم"

# الحضور الذهني :
قبل أو أثناء حديثك مع شخص ما ، قد تجد عقلك يفكر فيما ستقول لاحقاً أو أن تكون قلقاً بشأن مشكلة ليست لها علاقة بالحديث.
عندما يحدث ذلك ، فأنت بحاجة لاستعادة انتباهك إلى اللحظة الراهنة عن طريق ملاحظة شعور أصابع قدمك و لفترة وجيزة و هي تلامس الأرض أو نسيج جوربك أو باطن حذائك ليسهل علي تذكر هذا التصور ، أحب أن أتخيل عقلي ينتقل إلى أصبع قدمي الكبير. وباستطاعة العقل الموجود في اصبع قدمي أن يستشعر أدق الأحاسيس في كل الأصابع العشر.
عندما أركز على أصابع قدمي ، اللاحظ أن إدراكي يتحول من التركيز على الأفكار التي في رأسي نزولاً من خلال جسمي إلى أصابع قدمي.
بعد التركيز على أصابع قدمي ، فإن انتباهي يتم استعادته إلى اللحظة الحالية ، و أستطيع إعادة توجيه ذلك الانتباه إلى الشخص الذي أخاطبه.
" عندما تظهر حضوراً ذهنياً ، سيشعر من هم حولك بأنك تنصت لهم وأنهم محل تقدير و احترام "