تحولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الثلاثة الماضية بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل بالطائرات المسيرة إلى أشبه بدائرة من المعارف والعلوم العسكرية والسياسية، وقامت الكثير من الحسابات بطرح مسائل الشرق الأوسط واستعراض التطورات، بل وذهب البعض بكل غباء إلى التحدث عن الاستعدادات والمعلومات الاستخبارية وتطور العلاقات، وكأنه يراقب بأقصى حد من الحذر ما يدور في الساحة، فالجميع تحول إلى محلل ومعلم ويفهم في التطور السياسي والاجتماعي ووجهات النظر والمواقف والرؤية الشاملة للكون، وهو في حقيقة الأمر ليس إلا صاحب حساب في وسائل التواصل الاجتماعي لا يفهم في السياسة بشتى الأصعدة والميادين، ويجهل السمات التي تنتمي إلى مهنة الإعلام المعروفة بكونها رسالة اجتماعية وإنسانية مقدسة ونبيلة، وهناك مقاييس عامة مرتبطة بكل حدث ولا يمكن لكل من هب ودب من الناس أن يخرج في وسائل التواصل الاجتماعي بصفة المحلل أو المراسل الصحافي الذي ينتقل فورا إلى مسرح الأحداث ويتحدث في سلسلة مواضيع لا يعرف عنها أي شيء.
والمضحك في هذه الحسابات وعندما تقرأ ما فيها من ثرثرة أن ما يطرح يفتقد إلى كفاءة التحليل والتبصر والتقرير والحس النقدي والأسلوب المنهجي، وتشعر أن ما يفعلونه بدافع الفراغ أو لفت أنظار المتابعين من خلال الكلمة المذاعة أو المرئية أو المكتوبة حتى إن كانت غير دقيقة.
وهنا يفترض من الجهات المسؤولة أن تتصدى لمثل هذه الحسابات التي تخرج – ربما – عمدا في مثل هذه الأوضاع والظروف للمصلحة العامة وعدم تركها تشوه الوقائع بطريقة العرض والطلب، فالجمهور المستهدف من وسائل التواصل الاجتماعي كبير بكل البيانات الإحصائية، وكلنا يعلم تأثير هذه الوسائل على الفرد والمجتمع.
* كاتب بحريني