العدد 5662
الإثنين 15 أبريل 2024
banner
متى يسود العالم هدوء في لون الياسمين؟
الإثنين 15 أبريل 2024

عندما يمر العالم بظروف اقتصادية استثنائية عصيبة تبرز في جوانب عديدة، مثل مشكلة الغذاء التي تمخضت ولا تزال عن ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية الأساسية، وكذلك شح المواد الأولية، وفي الوقت الذي يبحث فيه العالم عن جميع جذور الحلول دفعة واحدة، يعود الرد البشري العفوي في التمرد والتصميم على الحروب والدمار والخراب وبشتى الأساليب، وكأن هناك من يحاول ويستمتع بتغيير مسار الخير والسلام والطمأنينة.
رغم المصائب والآلام التي تعيشها الشعوب بسبب الحروب، إلا أن هناك روحا طاغية تسحق وتمحو في أية لحظة كل قدرة على العطف والشفقة وعموما كل ما هو إنساني، فما إن يبدأ العالم بالخروج من مصيبة وترتيب هندامه، حتى يعود مرة أخرى إلى صداع الحروب الشديد والطريق المترب المتعرج الطويل المتواصل، ولا أحد يريد أن يستخلص من هذا الواقع المخيف نتائج اجتماعية وأخلاقية عامة، ومن ثم التوصل إلى استنتاجات فلسفية أكثر عمومية.
بسبب هذه الحروب التي لا تتوقف وصناديق الجماجم والأشلاء أصبح عالمنا منهك القوى يتجول من منفى إلى آخر ويعوي من الألم الذي يمزقه ويفر هاربا من البشر غريبا مطرودا ولا يتماثل للشفاء أبدا. الإنسان على حد تعبير “هيغل” شغله أمران أولهما معرفة حقيقة جوهره ومصيره، وثانيهما السيطرة على العالم الخارجي وتسخيره، لكن اليوم كل التجارب والمشاهد توحي بحرقه العالم وربطه بالأشرطة الحمراء.
يقول بوذا “على الإنسان أن يتغلب على غضبه بالشفقة، وأن يزيل الشر بالخير. إن النصر يولد المقت، لأن المهزوم في شقاء، والكراهية ليستحيل عليها في هذه الدنيا أن تزول بكراهية مثلها، إنما تزول الكراهية بالحب. ومن الذي يدفع الألم عن الإنسان.. الإنسان نفسه”.
أتساءل.. متى يسود العالم هدوء في لون الياسمين؟
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية