منذ ظهوره لأول مرة مع شخصية "إتش دبور" واجه النجم المخرج "أحمد مكى" اعتراضات كثيرة من جانب جهاز الرقابة بسبب كثرة الألفاظ والعبارات التى تحمل مدلولات وإيحاءات جنسية بخلاف عدد من المشاهد التي رأت فيها الرقابة مساسا بالأمن العام وحطا من قدر بعض فئات المجتمع.
ولهذا كان اللقاء مع بطل الفيلم "أحمد مكي" الذي أعترف بأنه استقى تلك الألفاظ من أحاديث الشباب في الشارع والجامعة وأن فريق العمل لم يقصد اهانة أية فئة أو خدش الحياء العام في أفلامه...
هل مازلت مقتنعا بأن العبارات والألفاظ الإباحية والجنسية لا زالت حتى الآن تلعب دورا مهما ومؤثرا في جذب جمهور الشباب والمراهقين لدور العرض السينمائي ولهذا أكثرت منها في أعمالك الأخيرة؟
انزعج بشدة وسأل بحدة: "من قال هذا"؟
الرقابة هي التي قالت هذا بدليل اعتراضها على عدد كبير من مشاهد أفلامك والعبارات التي تضمنها وأصرت على حذفها قبل عرض الفيلم.
اعتقد إن هذا الكلام مبالغ فيه بدرجة كبيرة.
ولكن المعلومات التى لدينا تقول أن الرقباء انزعجوا بسبب كثرة المشاهد بعضها لأسباب أمنية مثل مشهد البداية في فيلم "طير أنت" الذي يظهر فيه طفل صغير مع أهله في المطار أثناء عودتهم من الكويت وهو يغنى ادخلوا مصر إن شاء الله سالمين ثم تنقلب بهم السيارة وأيضا المشاهد الخمسة التي تم تصويرها بداخل أحد أقسام الشرطة وتتضمن تجاوزات في حق النظام ورجال الشرطة وأيضا اعترضت الرقابة على مشاهد أخرى بسبب العبارات والألفاظ الجنسية التي تتضمنها ومن بينها كلمة "فانكى" لما لها من مدلول إباحى، كما جاء في تقرير الرقابة وإصرارك على ترديدها عدة مرات وأيضا أبدت الرقابة اعتراضها على اسمك فى الفيلم "بهيج" واعتبارها أن هذا الاسم يحمل إيحاء جنسي وغيرها من الجمل والعبارات والمشاهد الأخرى؟
أولا هناك تجاوز كبير فيما قيل حول مشاهد قسم الشرطة والتجاوز فى حق رجالها فقد تم الاعتراض على مشهد أو مشهدين على الأكثر وأؤكد إنه لم تكن لدينا أية نوايا سيئة أو خبيثة من ترديد كلمة "فانكى" فهي واحدة من المفردات الجديدة التي يرددها الشباب بصفة مستمرة في لقاءاتهم سواء في الأندية أو الجامعات أو حتى في الشوارع والتقطناها منهم ووضعناها في الفيلم لأنه من المفترض إننا نخاطب الشباب ونتحدث بلغتهم. أما فيما يتعلق باسمي في الفيلم فأنا نفسي أتساءل معكم ما معنى الاعتراض على اسم "بهيج" أليس هناك عشرات ومئات الأشخاص يحملون بالفعل هذا الاسم في كافة الأقطار العربية!
الأزمة ليست في الاسم في حد ذاته ولكن في طريقة نطقه ومناداتك به في الفيلم وهو ما يبرر موقف الرقابة؟
هذا الكلام ليس صحيحا فنحن لم نتعمد اللجوء لأية تصرفات أو عبارات بعيده عما يتردد في الشارع وبين الشباب دون محاولة خدش الحياء العام.
فما معنى الأفيش الغريب الخاص بالفيلم ونرى فيه كلب يمسك بلافته تحمل صورتك واسمك "د. بهيج"؟
الأفيش تحديدا لابد وأن يقوم على فكرة جديدة ومبتكرة والحمد لله إن أفيش الفيلم نال أعجاب الكثيرين لكونه مختلف عن كل أفيشات أفلام السباق الأخرى.
في فيلمك السابق أتش دبور حققت مفاجأة رغم إن الفيلم كان أول بطولة مطلقة لك وأشار البعض إلى أنك ظاهرة سرعان ما ستنتهي؟
ليس لدى تعليق سوى رأى الجمهور.
معنى ذلك أنك واثق في نجاح الفيلم؟
لقد اجتهدت قدر استطاعتي في تقديم موضوع جيد يحترم عقول المشاهدين ويناقش مشاكلنا وفى النهاية النجاح والتوفيق أمور بيد الله وحده.
ألا ترى أنك غامرت بالخروج من جلباب دبور بهذه السرعة رغم ارتباط الجمهور بك من خلال هذه الشخصية خلال الأعوام الماضية؟
أجلا أو عاجلا كان لابد من الخروج من هذه الشخصية والانتقال لشخصيات أخرى لأني ارفض أن أظل حبيس شخصية واحدة ولا اعتقد أن الأمر كان بمثابة المغامرة بدليل إننى خلعت باروكة هيثم دبور بشكل تدريجي.
ما النوعية التي ينتمي إليها مسلسلك الجديد "الكبير أوى" خاصة أنه يعتبر غريبا بعض الشيء للجمهور؟
هو قالب جديد اخترعته أنا ولا يوجد مثيل له لا في مصر ولا في العالم فهو ليس "ميني كوميدي" ولا ست كوم وأتمنى أن تستمر ردود الفعل التي ألمسها حاليا طوال الحلقات، وهو شيء نحتاجه نحن في مصر أن نكون مجددين وأن نختار ما يلائمنا من الأنواع.
شخصية الكبير أوى مستوحاة من نفس الشخصية التي ظهرت في فيلم "طير أنت"؟
أتفق معك ولكنه معدل بعض الشيء ولكنه ليس بمفرده فلقد أضفت له شخصية جوني شقيقه التوأم كى نقدم شيئا مختلفا للجمهور، وأنا قدمته لأنني أحب الصعيد جدا ومعظم أصدقائي صعايدة، وهم أكثر من يحب المسلسل. والصعايدة دمهم خفيف جدا ومثقفون وأكثر جمهور كان يفهم عادل إمام مثلا هم الصعايدة وضحك، فالمسلسل ريحته ريحة الصعيد وأنا كتبته ومعى شريف نجيب مدير الإنتاج وأحمد الجندى المخرج ومصطفى صقر.
ديكور المسلسل غريب جدا؟
هو "بين البينين" وهو غيط كبير فى منطقة ناحية الصحراوي ما بينه وبين المنصورية وبني فيها سامر الجمال مهندس الديكور قرية كاملة بدوارها بكل شيء، ونحن نحاول فيه إظهار جماليات الصعيد.
ما هو الشيء الذي يراهن عليه مكي في "الكبير أوى"؟
أراهن على جودة العمل وما تمت كتابته ومجموعة كبيرة من ضيوف الشرف مثل الممثل التركي الذي أدى شخصية مهند في مسلسل نور والفنانة نيكول سابا والعديد من ضيوف الشرف، والشيء الأهم هو أن تراعى ضميرك وأن تعمل بجد واجتهاد.
يتساءل الجمهور ونحن معهم: هل سنرى أحمد مكي في عمل بعيدا عن الكوميديا؟
أنا مع العمل الجيد وأبحث عن الدور الجيد والملائم لى وسأضرب لك مثلا بفيلم "ليلة البيبى دول"، والذى قدمت فيه ثمانية مشاهد رغم أننى كنت أستعد لأول أفلامى كبطل وكانت الشخصية حقيقية وبعيدة تماما عن الكوميديا وللعلم قمت بإضافة بعض التفاصيل للشخصية وقدمتها وقد أحبها الجمهور بالرغم من بعدها عن الكوميديا وللعلم مشروعى المؤجل والذي سأقوم بإخراجه والتمثيل فيه هو فيلم كتبته أن وهو "عقد يعقد"، وهو مأخوذ من بيت شعر للإمام الشافعى يقول إن الدنيا جيفة تحوم حولها الكلاب.
"لا تراجع ولا استسلام" و"الكبير أوى" من إنتاجك ترى متى يلجأ الممثل للإنتاج لنفسه؟
يلجأ الممثل للإنتاج لنفسه عندما يكون لديه مشروع فني يرغب في تحقيقه وهو شيء يبدأ حتى من اسم شركتنا "بيرد أى" وهو مصطلح فى الإخراج له علاقة بزاوية الكاميرة ونهدف من هذه الشركة لإحداث ثورة في عالم السينما والدراما والأفكار المختلفة للأفلام وحتى القصير منها.
متى سنشهد عودة مكي مخرجا فأنت ومنذ فيلمك "الحاسة السابعة" لم تخرج أي عمل؟
سأخبرك سرا كنت أنوى تقديم كليب خاص بالمسلسل بكلمات صعيدية وبالفعل وضعنا تيمته ولكنني حاليا أولى تركيزي الكامل للتمثيل حتى أشعر أنني قد ثبت أقدامى فيها تماما وبعدها أعود للإخراج.