+A
A-

علي حسن لاري.. نموذج التنمية المتكاملة

"أحلم بفتح مؤسستي الخاصة وإعادة تدشين مخبز جدي"

- خالي أصرّ على عملي بالقطاع الخاص قبل الالتحاق بـ”العائلية”

- تعلمت الكثير على الصعيد المهني من مسؤوليتي السابقة

- مخبز أوال كان يرسل 4 كعكات في الاحتفال بالعيد الوطني

صغر سنه لم يقف حجر عثرة أمام طموحه وشغفه في العمل والتطور والارتقاء في السلم الوظيفي والمهني؛ بل على العكس من ذلك كان دافعًا له للسعي والمثابرة لتحقيق آماله وأمنياته. يرى أن كل رائد عمل يبدأ بحلم، وهو خطة عمل، وحلمه كان إطلاق شركته الخاصة ذات يوم، وإعادة فتح مخبز جده المرحوم محمود لاري ألا وهو مخبز أوال، الذي كان من المخابز المشهورة في البحرين حتى التسعينات. حصل مؤخرًا على شهادة الشاب النموذج من قبل مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة تقديرًا لحسن خلقه ولتعاونه مع المجتمع والبيئة المحيطة به وانتمائه لوطنه وعروبته ولكونه باعثًا للأمل مبدعًا وواثقًا في نفسه ملتزمًا تجاه وطنه وقيادته السياسية.

عمل 12 عامًا في ثلاثة بنوك دولية، قبل أن يعود ويلتحق بالشركة العائلية، وهي مجموعة لاري في العام 2015 كمدير لتطوير الأعمال وخدمات التموين، إنه رجل الأعمال الشاب علي حسن لاري، الذي يعتبر جده قدوته في العمل الحر. وفيما يلي نص اللقاء معه:

الطفولة في بيت جدي

ولدت يوم الثلاثاء 31 يوليو 1984 بمستشفى الإرسالية الأميركية، وقد كان المغفور له جدي يُوثِّق تاريخ ومكان ووقت ولادة كل حفيد واسمه بالصفحة الأخيرة من المصحف الشريف باللغتين العربية والإنجليزية، وسار على ذات النهج خالي الكبير عبدالرزاق. نشأت في عائلة تجارية وكنت الابن الأكبر لوالدي بين أربعة إخوان، حيث توفي أخي محمود الله يرحمه، وحاليًّا نحن ثلاثة.

تربيت في منطقة القفول في بيت المغفور له جدي خليل لاري (والد أمي)، وقد كانت منطقة رائعة ولغاية اليوم البنية التحتية لها مناسبة.

نشأت في بيت جدي المرحوم خليل لاري وبيت جدي المرحوم محمود لاري في المنامة بالفريج القديم، حيث تربى والدي وأعمامي، وكانت أبواب المنازل وقتها مفتوحة لجميع أفراد العائلة.

  تفوق وبعثة دراسية

درست مرحلة الحضانة برعاية الأمومة في الزنج، ثم التحقت بمدرسة العلاء الحضرمي للمرحلة الابتدائية بالسقية، فمدرسة عبدالرحمن الداخل الإعدادية، ثم مدرسة أحمد العمران الثانوية، وتخرجت بتفوق من المرحلة الثانوية، وحصلت على بعثة دراسية من وزارة التربية والتعليم حيث تخصصت في نظم المعلومات “BIS” بجامعة البحرين لمدة عام ونصف، ثم غيرت تخصصي إلى بكالوريس محاسبة إذ تخرجت في صيف عام 2007.

تعلم أصول العمل منذ الطفولة

عندما بلغت الثامنة أو التاسعة من العمر كان جدي محمود يمتلك مخبز أوال على شارع البديع، وهو من المخابز القديمة في البحرين على نفس مستوى مخبز الرسالة والمخبز الشرقي.

وكان والدي يصطحبني معه إلى مخبز أوال دائمًا مساءً بعد الانتهاء من دوامه الصباحي. وأذكر على أيام الأمير الراحل الشيخ عيسى بن خليفة آل خليفة، كان يرسل في العيد الوطني 4 كعكات إلى الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والشيخ محمد بن سلمان آل خليفة، والأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (رئيس الوزراء)، وولي العهد آنذاك (جلالة الملك الآن).

كما كانت علاقة جدَّاي المرحومين محمود وخليل ممتازة مع الناس عامة، وكانا من وجهاء العائلة. وفي المرحلتين الإعدادية والثانوية كان جدي خليل يصر على أن نعمل معه أنا وأبناء أخوالي في المتجر والمخازن، فالعمل ليس عيبًا.

80 دينارًا راتبي الأول

عملت 12 عامًا في مجال البنوك، بداية من عام 2004 كمتدرب في سيتي بنك لمدة عام واحد براتب لم يتعد الـ 80 دينارًا، وكان أول راتب حصلت عليه، ولم أستطع مواصلة العمل بسبب تضارب أوقات الدوام بالبنك مع المحاضرات، خصوصًا أنني من الطلبة المتفوقين في المدرسة حيث حصلت على بعثة من وزارة التربية والتعليم، ويعود الفضل في تحقيق التفوق إلى والدتي.

“مفتاح الواحد طيبته مع الناس” حكمة تعلمتها

يعود الفضل في تحقيق التفوق بالدراسة إلى والدتي

 

  العمل بالقطاع الخاص قبل الشركة العائلية

وبعد تخرجي في الجامعة عام 2007 عملت ببنك “بي ام اي” قبل أن يستحوذ عليه مصرف السلام براتب 150 دينارًا، وقد عملت بالقطاع الخاص قبل الالتحاق بالعمل في الشركة العائلية، إذ كان جدي خليل يصر على ذلك من أجل التعود على الانضباط في الدوام وتقدير الموظفين واحترام الآخرين، ومعرفة أصول التعامل مع المدير، وهنالك اختلاف بين الدورات المعدة للقطاع الخاص والدورات المصممة للشركات العائلية. وفي 2008 عملت في الشركة العربية للاستثمار المملوكة لـ 17 دولة عربية ومقرها الرياض. ولها فرع في البحرين كبنك جملة وكنت مسؤول قسم عمليات الخزينة وثم مساعدًا لمدير إدارة مكافحة غسيل الأموال حتى العام 2015، وقد تعلمت في الوظيفة الأخيرة الكثير ويعود الفضل في ذلك لمديرتي السابقة الأخت عزيزة كمال التي أصبحت حاليًّا عضوًا في أمانة العاصمة، حيث علمتني أصول العمل من الألف إلى الياء، وكانت داعمة لي دائمًا.

  العمل بالشركة العائلية

أجريتُ دراسة للسوق بنهاية العام 2014 ورأيتُ أن هنالك مجالاً لقطاع الأغذية خصوصًا أنه شهد نقلة نوعية كبيرة في تلك الفترة بسبب انخفاض أسعار البترول وتركيز الحكومة على القطاع السياحي، ففتحت الكثير من المطاعم والفنادق، وقررنا التركيز على تزويد المطاعم والفنادق بالمواد الأولية.

وكانت مخاطرة كبيرة بالنسبة لي ترك مجال عملي، وراتبي المضمون شهريًّا والتأمين الاجتماعي، وأخبرتُ خالي علي في 2015 أن الوقت قد حان للالتحاق بالعمل في الشركة العائلية، فوافق على ذلك، ولا أزال أعمل مع مجموعة لاري، وهي شركة تجارة قديمة ومعروفة.

وقد استطعنا عمل الكثير والسيطرة على نسبة كبيرة من سوق الحلويات والمكسرات والعلامات التجارية التي نزود بها السوق، كما نزود المطاعم بالأغراض التموينية على حسب اختياراتهم من مواد أولية.‎ وقد بدأنا في هذه النقلة منذ شهر يونيو 2015 وتمكنا من التوسع، والقادم أفضل. شخصيًّا أساعد رواد الأعمال الذين يدخلون هذا المجال والذين يرغبون العمل به، ليستطيعوا الإفادة منه.

مرحلة مفصلية... وفاة جدي في عام واحد

جدِّي الحاج خليل والحاج محمود توفيا في نفس الفترة، فالحاج محمود توفي في عام 2006 وبعد 3 أشهر توفي الحاج خليل. لقد تعلمت الكثير منهما اجتماعيًّا وتجاريًّا وفكريًّا، كان الحاج محمود دائمًا يقول “مفتاح الواحد طيبته مع الناس” فيجب أن يكون الإنسان طيبًا مع جميع الناس ويتعامل بأخلاق عالية سواء أكان تاجرًا أم موظفًا أم أي أحد، فالطيبة والأخلاق والسمعة الطيبة هي أهم الصفات التي يتصف بها الشخص، وتعودنا لمساعدة الناس ليس بالضرورة ماليًّا فبالإمكان أن تكون نفسية ومعنوية.

والمرحوم الحاج خليل له فضل كبير علينا وعشنا معه لحظات جميلة، فقد نشأت مع إخواني وترعرعنا في كنفه وسافرنا معه، و قطنتُ في بيت العائلة في القفول حتى أهدى والدتي منزلا حيث لا نزال نسكن فيه بذات المنطقة.

  بداية مشوار عمل عائلة لاري

الحاج خليل (والد أمي) بدأ عمله في العام 1942، وكان يستورد البضائع من دول آسيا المختلفة؛ لأن البحرين تعتبر مركزًا تجاريًّا لتوزيع البضائع بالسوق المحلي وإعادة تصديره إلى دول الخليج ولا تزال حتى اليوم، فيجب أن يستفيد الجميع من هذه الميزة القرب من المملكة العربية السعودية وتصدير البضائع إليها.

وتمكن جدي من إشهار اسمه في مجال المكسرات وفتح له فروع في البديع وشارع المعارض والمحرق وعراد ثم ساعده أخوالي في تنمية عمله بحكم خبرتهم المهنية والدراسية حيث طبقوا الكثير منها في الشركة.

كما أجروا تغييرًا في المجال بدل التركيز على المكسرات جلبوا ماركات عالمية مثل لواكر ولوتس وغيرها من الماركات، فساعدوا على تنمية الأعمال.

وفي الجانب الآخر من العائلة، بدأ المرحوم جدي محمود عمله في الأربعينات بمجال الأغذية، وكان لديه برادة (بوكس غرين) في ميناء سلمان على أيام الاستعمار، ويستورد الكثير من المنتجات من أوروبا في الستينات والسبعينات. وقد عمل في السوق المركزي إلى جانب البرادة، بعد ذلك اتجه للعمل في المخابز ومطحنة الكوفي والخبز، إلا أن الجيل السابق لم يكن يستطيع إدارة أكثر من بزنس في ذات الوقت، ولذا فقد أغلق جدي مخبز أوال على شارع البديع في التسعينات، والبرادة أيضًا.

  أحلم بإعادة فتح مخبز أوال

أتواصل مع عائلتي لإعادة فتح مخبز أوال بالمقشع على شارع البديع، خصوصًَا أن المخبز كان مشهورًا بصناعة الروتي المدوّر، ومشروعي القادم إعادة فتح المخبز بإذن الله في يوم من الأيام.

وأكبر تحدٍ يواجه الشركات العائلية هو الفجوة بين الجيلين السابق والحالي، وأهم شيء لاستمرارية العمل وجود ميثاق لحوكمة الشركة.

الأنشطة الاجتماعية

في عام 2012 ذهبت مع الأخت عزيزة إلى اجتماع جمعية الإداريين البحرينية تعرفت فيها على الأخ العزيز الدكتور عبدالحسن الديري وقد كانت نقطة تحول في حياتي، وبعد سنة ونصف السنة طلب مني أن أصبح عضوًا في مجلس إدارة جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ولدينا فعاليات كثيرة على النطاق الدولي، ونعقد دورات في البحرين وخارجها.

الشاب النموذج

كرمتُ من قبل مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة وحصلت على شهادة الشاب النموذج تقديرًا لحسن الخلق والتعاون مع المجتمع والبيئة المحيطة والانتماء للوطن والعروبة وكونه باعثًا للأمل مبدعًا وواثقًا في نفسه ملتزمًا تجاه وطنه وقيادته السياسية.

وقد وزعت الشهادة لأول مرة هذا العام، وحصلت عليها تقديرًا لجهودي مع جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكنتُ من ضمن 20 شخصًا مكرمًا من الدول العربية، واعتبر ذلك شرفًا لي.

بسرعة مع الضيف

جدي خليل أهداني أول سيارة

أول سيارة قدتها هدية من المرحوم جدي خليل، وكانت سيارة مازدا موديل العام 2002، بعد أن حصلت على رخصة القيادة، ثم اشتريت في 1 يناير 2010 سيارة بورش جيب على نفقتي الخاصة.

الهوايات

أهوى الرياضة والأنشطة الاجتماعية والقراءة، وأحب متابعة الأخبار الدولية والتجارية والاقتصادية يوميًّا.

الرياضة

لعبت حارسًا لفريق كرة قدم في المدرسة والجامعة، كما أنني مشجع متعصب لنادي المنامة لكرة السلة، لأن والدي كان لاعبًا في فريق الفردوسي قبل أن يصبح فريق المنامة (4 فرق أندية اندمجت “الفردوسي” و”أوال” و”التاج” و”شعاع”).

حكمتك المفضلة

حلمك يجب أن يكون هو خطتك (Your dream should be your plan)، والفشل هو مفتاح النجاح (Failure is the key of success)، واختر الشخص المناسب لك وليس الشخص الأفضل (Choose the right person, not the best one).

الموسيقى

أحب الاستماع للموسيقى الهادئة.