العدد 2028
الأحد 04 مايو 2014
banner
“ساحــة الشــرفاء” إحـــدى الشواهــد... شرفــــاء الوطــــن يريـــــدون الإبقــــاء عليهــــا محمد عبدالله المطوع
محمد عبدالله المطوع
الأحد 04 مايو 2014

وحدها الأوقات العصيبة هي التي تكشف معادن الرجال وتصقلهم، وقد كشفت أزمة 2011 من هم رجالات الوطن الحقيقيون، الذين وقفوا سداً منيعاً أمام الطامعين في خيرات المملكة، أولئك الذين ارتدوا رداء الشر والخيانة وحاولوا أن يفتتونا ويقدموا الوطن لقمة سائغة، ولكن هيهات هيهات وفي البحرين شرفاء وشريفات.
ساحة الشرفاء.. هي إحدى الشواهد على عظمة هذا الشعب، هذا الشعب الذي وقف أغلبه ضد الحركات المشبوهة التي اجتمعت في العاصمة وكشرت عن أنيابها وانقلبت رأساً على عقب في وجه عز الوطن. فكان أن تحركت السواعد الوطنية الصالحة من رجال ونساء، صغار وكبار، ليضحي كلٌ بما يملك في سبيل الحفاظ على الوطن.
لقد وقف الأهالي ووقفنا معهم يومياً في هذه الساحة، مجددين ولاءهم يومياً لحضرة جلالة الملك المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد حفظه الله، ولحضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، مؤكدين انتماءهم الذي لا يقبل الانقسام لتربة هذا الوطن العزيز.
وبينما بدأت الأزمة في الانحسار التدريجي (ولم تنته بعد) فقد ظلت ساحة الشرفاء فاعلة، تجمع أهالي البسيتين والمحرق والمملكة من الشرفاء، حيث تقام الأنشطة والفعاليات الوطنية والتثقيفية، ويكبر الصغار وهم يتعلمون من هذه الساحة منهجاً اسمه “كيف تحب الوطن”.
وإذ استمرت الساحة في نشاطها فقد فوجئنا بطعنة من الظهر وجهت إليها وإلى تاريخها، فكأنها موجهة ضد الوطن، حيث رأى البعض وفي قرار صادم، أن يطمسوا معالم هذه الساحة وتاريخها بتحويلها إلى سوق للحم والخضروات والدجاج والسمك، وكأنهم يريدون أن يمسخونها من معلم وطني حضاري ثقافي إلى شيء آخر لا يمت لصفاتها الأصيلة بصلة.
هذه التوصية التي اتخذها البعض من المجلس أو خارجه، نقول له هذه التوصية تلاقي صعوبات جمة، ليس فقد وطمس معلم وطني، بل هناك صعوبات فنية من المستغرب أن المجلس أو المسؤول الذي اتخذ القرار بطمس ساحة الشرفاء، لماذا لم يضعها في الحسبان ولما اتخذ هذه التوصية الغريبة. فالساحة هي ملك للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وحسب معلوماتي بأن المؤسسة تقدمت بطلب إلى مجلس المناقصات للحصول على الموافقة لطرحها مناقصة لبناء مركز شبابي، وقد حصلت المؤسسة على موافقة مجلس المناقصات بطرحها لبناء مركز شبابي.
وإضافة إلى ذلك، فإنه تم ضرب رأي أهالي البسيتين عرض الحائط، فهناك مجموعة من الأهالي التي تطل فللهم على الساحة أو أن مساكنهم قريبة منها، وقد تواصلوا معي رافضين تحويل هذه الساحة إلى سوق مركزي شعبي حتى وإن كان مؤقتاً، وللأهالي مطلق الحق في الاعتراض؛ لأنهم الأقرب للضرر والإزعاج.
إننا اليوم لابد أن نحافظ على هذه الساحة “ساحة الشرفاء” التي أصبحت اليوم معلماً وطنياً ارتبط بالبسيتين، وكانت هي الميدان بعد تجمع الفاتح للوقوف في وجة الانقلاب الصفوي على الشرعية. واليوم، ساحة الشرفاء هي ملك لجميع شرفاء الوطن الذين وقفوا بكل كرامة وعزة ضد الانقلابين. وليس من حق أحد تشويه هذا المعلم حتى وإن اختلفنا مع بعض من يدعون بأنهم القائمين على ساحة الشرفاء، الذين استغلوا هذه الساحة لأجل أغراض شخصية، فهم لا يفسدون أصل الساحة وأهدافها وتاريخها.
وفي هذا المقام، أناشد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر التفضل بإصدار توجيهاته المباركة للحفاظ على هذه الساحة وحمايتها من محاولات التشويه ومن القرارات غير الموفقة، فمن النادر أن يتخذ موقع ما هذه الرمزية الوطنية التي كسبها بفضل الله ثم عشرات الألوف من أهالي الوطن الشرفاء. مذكراً الجميع بأن سمو رئيس الوزراء الموقر وطئت أقدامه هذه الساحة وتجول فيها وتعرف على نشاطاتها، وهو الرمز الوطني الكبير الذي استحسن هذا العمل وشجعه، ولا يمكننا أن نزايد على خليفة بن سلمان حفظه الله للبحرين ذخراً.
إننا نتطلع أن نقف في ساحة الشرفاء مرة أخرى، ونقول للانقلابيين ما قاله معالي المشير خليفة بن أحمد آل خليفة: “إن عدتم عدنا”، فنحن معك أيتها القيادة، وإن ساحة الشرفاء بانتظار أبناء وبنات الوطن الشرفاء الذين سيحيونها مجدداً بإذن الله وسوف تكون رمزا لأبنائنا وأحفادنا وسيكون أبناؤنا وأحفادنا في ساحة الشرفاء ملبين نداء الواجب ضد الانقلابين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .