العدد 5810
الثلاثاء 10 سبتمبر 2024
banner
هل ينفعنا الكينتسوجي الياباني؟!
الخميس 15 أغسطس 2024

الأشياء التي تذهب، لا تعود، والعلاقات الإنسانية التي تنطفيء ربما تتبخر، والمعاهدات التي يتم الاتفاق عليها بين الأطراف قد ينقضها البعض ويكسر بنودها، فعندما تنكسر الأشياء لا تعود لسابق عهدها ويصبح من الصعب تدارك ما فاتها، هذا ما نفهمه وما يتكرر على الألسن وهذا ما أنتجته المواقف.  

بين الكسر المادي والمعنوي، مسافة من المقارنات تتدخل فيها قوانين الطبيعة حيناً وسيطرة وغلبة الوجدان حيناً آخر، المسافة، تبدو شاسعة بين صداقة حقيقية تمتد لعقود وتنتهي بكلمة لم تكن في سياقها فيتهدم البناء، وبين مبنىً زجاجي تقاذفته أيدي الحجارة بقصد أو دون قصد، ما أدى إلى تهاوي زجاجه بعد عملية الارتطام والتكسير. 

هكذا، يكون المشهد بحاجة إلى ترميم وتعديل وإعادة صياغة، إذا ما حاولنا أن نعيده إلى ما يشبه سيرته الأولى، وهنا يأتي دور تقديم التنازلات والتغافل والتغاضي خصوصاً في الجانب المعنوي، ويأتي دور إعادة التشكيل بالزيادة والنقصان في جانبنا المادي. 

أختم هنا، بدعوة للتأمل، لتجربة يمارسها اليابانيون منذ 400 عام في سبيل إصلاح العيوب وإعادة صلابتها، عن طريق إصلاح القطع الفخارية وإعادة لصقها معاً بالذهب الخالص، فتصبح القطعة التي تعرضت للتلف أقوى في الأماكن المكسورة. 

تُرى، كم فخارة يمكن لنا أن نصلح في هذا العالم المليء بالتلفيات والمشاحنات، أعتقد أنها فرصة لتبني استخدام "الكينتسوجي" لتصبح الأشياء والأشخاص لدينا، أكثر قيمة وأنفع تأثيراً وأبلغ قدرة في تحويل العيوب إلى مصادر قوة تعيننا في تخطي العيش في هذا العالم، على الضفة الأخرى، تُرى، كم فخارة يجب علينا أن نكسرها ونفتتها على أصحابها دون رجعة؟!

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .