العدد 5902
الأربعاء 11 ديسمبر 2024
banner
الرياضة المدرسيّة.. ودور التعاون المؤسسي لتنمية المواهب
الإثنين 19 فبراير 2024

تعدّ البيئة المدرسية حاضنة للعديد من المهارات، وتحديداً الأنشطة اللاصفية التي من شأنها صقل الطلبة والطالبات بدنياً وعقلياً واجتماعياً ونفسياً، وهذا ما تقوم به ويتحقق مع الرياضة المدرسية في تحديد مسارات الطالب في الرياضات الجماعية أو على المستوى الفردي، وكذلك تعزيز الثقة والتشجيع على التعاون والعمل بروح الفريق الواحد.

بالطبع، إن الاهتمام بالرياضة والألعاب الفردية والجماعية في المدارس، ينعكس إيجابياً في نشر الثقافية الرياضية لدى الطلاب لتهيئة الظروف الملائمة لجيل ينشأ على تفكير رياضي سليم، وقبل ذلك، تهيئة ذهنية ونفسية لتأسيس عقلية رياضية من جميع الجوانب والأوجه التي يتطلبها الطالب الرياضي.

أضف إلى ذلك، يحتاج الطالب في بيئته المدرسية، إلى كشّافين يكون على عاتقهم توجيه المواهب الرياضية بمختلف أنواعها، وأيضاً التركيز على استكشاف المواهب الخفية أو المخبوءة وإظهارها بشكل لافت وذلك لتبنّيها والدفع بها نحو آفاق التميز والنجومية.

تتواصل هذه السلسلة، عبر تكامل الجهود بين المدرسة وأولياء الأمور والأندية الوطنية والجهات ذات العلاقة، وبالنتيجة، الوصول إلى مجتمع مهتم بالرياضة ويؤدي العديد من الرسائل الصحية والنفسية، ويشارك في الحد من أمراض العصر.

في مجتمعنا، يبدو واضحاً التعاون بين المؤسسات الرسمية والأهلية في تعزيز مسار الرياضة، بدليل بسيط هو تعاون وزارة التربية والتعليم مع الأندية الرياضية في سبيل شراكة مجتمعية متبادلة تصب في صالح الطلاب واللاعبين، سواء باستخدام المنشآت، أو استكشاف المواهب، وهذا ما ينعكس على تميز المستوى الرياضي في مملكة البحرين بشكل عام.

نحتاج إلى تهيئة المنشآت الرياضية بشكل أفضل بجميع المرافق والمستلزمات، وتفعيل أو تكوين لجان خاصة باكتشاف المواهب الطلابية على مستوى مدارس مملكة البحرين، وذلك دعماً للرياضة المدرسية كونها الأساس في رفد وضخ الدماء الجديدة للأندية الوطنية ومن ثم المنتخبات الوطنية، وهذا ما يترتب عليه المساهمة في تطوير الرياضة البحرينية ابتداء من القاعدة.

نقدر جميع الجهود التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم ممثلة في سعادة الدكتور محمد بن مبارك بن جمعة، والأستاذة كفاية حبيب العنزور الوكيل المساعد للخدمات التعليمية، والجهود التي يقوم بها مدير إدارة التربية الرياضية الدكتور نادر جمالي وجميع أفراد الطاقم، وليس أدل على ذلك، المسابقات الدورية والمستمرة التي تقام للمدارس في جميع الألعاب والمراحل العمرية.

وأبرز تلك المسابقات، بطولة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لكرة القدم للمدارس الثانوية التي أثمرت عن منافسة شريفة ولعب وأداء بمستوى راقٍ يليق بالمرحلة، والتي فاز فيها بالمركز الأول مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني على مدرسة الرفاع الشرقي بهدفين نظيفين، وسط حضور جماهيري غفير ملأ المدرجات، وكذلك بطولة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لكرة اليد التي ستختتم في الفترة المقبلة.

لا يمكن أن نصل إلى مجتمع رياضي دون تضافر جهود جميع المؤسسات ذات العلاقة وتعاونها بشكل يلبي طموحات المرحلة، فمن بين الاقتراحات التي ربما تطبق في دول أخرى وأثبتت نجاحها، هو عمل نظام خاص للتحصيل الدراسي يراعى فيه الطالب الموهوب أو المنضوي تحت مظلة الأندية الوطنية، بحيث يمارس نشاطه الرياضي بأريحية للتوفيق بين الجانب الدراسي والجانب الرياضي. 

ومن ضمن هذه المقترحات وليس حصراً، إعطاء الصلاحيات لبعض الجهات المسؤولة لرخصة اللاعبين وفقاً لجداول المباريات، كل هذا يأتي بالتنسيق والتوافق مع جميع المؤسسات والجهات الرياضية من أبرزها الهيئة العامة للرياضة والاتحادات الرياضية الوطنية والأندية الرياضية.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية