أحدثكم اليوم، عن أحجية شارع، دامت سنين طويلة، عرفنا اسم الشارع، ولم نعرف ولم نستطع فكّ لغزه الطويل الذي يمتد لأكثر من 6 كيلومترات، ويستخدمه المرتادون والمستفيدون لما يقرب من خمسين سنة أو يزيد، ولا زالت الخطة تتأرجح، بين أن يرى النور أو لا نراه نحن للأبد.
مع ما تمر به مملكة البحرين، من معاناة مستمرة في الازدحامات المرورية، في ظل ازدياد أعداد المستخدمين للمركبات ونظراً لازدياد التعداد السكاني وحاملي رخص السوق من الأجانب، الأمر يطال حتى الشوارع الرئيسية "الهايوي"، تبقى أيضاً أحجية شارعنا الذي يخدم مناطق المحرق، مؤرقة ومقلقة وتبعث على الاستياء.
تصوّر، أنك على موعد مهم مع مسؤول في منطقة المنامة، وليس لك سوى أن تسلك شارعاً من مسار واحد، وصرت في موقف لا تحسد عليه أبداً، وقعت في فخ طابور السيارات التي بالكاد تتحرك، وأخيراً، وصلت وجهتك بعد نصف ساعة من الموعد، ماذا سيكون موقفك ؟
تخيّل، أنك تنقل أحد أقاربك للمشفى بداعي حالة طارئة، وأنت تتجه نحو شارع يخدم خمس مناطق، المحرق، البسيتين، الدير، سماهيج وقلالي، وفي أثناء تواجدك لاحظت أن هناك حادث مروري لأربع سيارات على بعد ثلاثة أمتار، هل تتخيل معي أنك تصل المشفى بعد ساعة ونصف من تعطل الحركة المرورية على هذا الشارع "الأحجية".
يكفي من القول، أن الشارع يقدم خدماته للوصول إلى خمس مدارس تعليمية وثلاث منشآت صحية، فضلاً عن المؤسسات الخدمية والرسمية الأخرى، حيث يستوعب 15 ألف مركبة في الساعة يومياً، وتصل المركبات في ساعة الذروة إلى 1900 مركبة، في حين أن الطاقة الاستيعابية الحالية 1600 مركبة.
وسواء، تصورنا أم تخيلنا، يبقى هو الواقع المرّ المفروض على هذه المناطق، إذ لم تقع يد التطوير على هذا الشارع منذ إنشائه، هو الواقع الذي يجعلك تظل حبيساً في مركبتك وأنت قاصد إلى مشاويرك، تنتظر فرج الانتهاء من مسار حدود الشارع لتقص الشريطة إيذاناً بالاستمرار في قطع المرحلة التي تليها.
أحدثكم عن منحنى شارع، بدت البوادر في تطويره مطلع 2019 من خلال الانتهاء من إعداد تصاميمه التفصيلية بكلفة 8 ملايين دينار، وبدأ العمل فيه في مرحلته الأولى من أصل ثلاث مراحل، والمتوقع الانتهاء منه بين عامي 2026 و 2027م ليكون من "مسارين لكل اتجاه" تسهيلاً للازدحام على المواطنين.
ما يثير الاستغراب، أن مشروعاً بهذا الحجم، يخدم المواطنين، ويخدم أيضاً الأشقاء من دول الخليج الذين يقصدون هذا الشارع عنوة وباستمرار، في طريقهم إلى سوق التنين وغيره، أستغرب أن يتم تعطيله لمدة ثمانية أشهر، وهو ما دعا عضو مجلس المحرق البلدي الأستاذ فاضل العود - الذي يجتهد كثيراً - إلى تقديم بعض المقترحات التي تساهم في بعض الحلول لتخفيف "الزحمة" ولو بشكل جزئي.
وأستغرب أيضاً، الرد على المداخلة والتساؤل الذي أثاره مؤخراً النائب البرلماني الدكتور هشام العشيري الموجه لوزارة الأشغال في إحدى جلسات المجلس النيابي، بخصوص تطوير منحنى الشارع، حيث جاء الرد "لا تطوير"، ورفضت الوزارة إيجاد حل لتخفيف الازدحام، دون وجود خط للطواريء ولا منافذ للخروج في المنحنى الممتد من البسيتين للدير، وهو عبارة عن حل ترقيعي لمدخل، فيما يبقى التركيز على مشروع الشارع الدائري.
لذلك، نقول، أحجية منحنى شارع ريّا، بعد أن كنا نقول أزمة شارع ريّا، الذي تُنشر العناوين البراقة ببدء العمل عليه حيناً، ويتوقف في 2022 بسبب تعديل الميزانية، ويتم تعطيل العمل فيه حيناً آخر، ويأتي الجواب أخيراً أنْ لا تطوير يذكر في هذا الشارع !! من هنا، يمكن أن نوجه الاستفسار مرة أخرى لوزارة الأشغال، لماذا بدأت الوزارة في تطوير الشارع في الجزء الذي لا يعاني من المشكلة وتأخرت في إتمامها، من جهة أخرى، تأتي إجابة الوزير بعدم تطوير الجزء المهم من الشارع، وهل سينال شارع ريّا التطوير وفق الخطة الموضوعة ؟!
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |