العدد 5687
الجمعة 10 مايو 2024
banner
عصام الخياط
عصام الخياط
مابين السعودية والسويد وفرنسا
الخميس 06 يوليو 2023

ما بين نجاح الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في تنظيم شعائر الحج وتفويج أكثر من مليون وثمانمائة ألف زائر في وقت ومكان محدد، وفدوا إلى المملكة من مختلف أقطار العالم، يحملون عادة وتقاليد ولغات مختلفة، وما بين تصريح السويد للفعل الشنيع بحرق المصحف الشريف، وما بين الإنفلات الأمني والفوضى العارمة في فرنسا، نستخلص مجموعة من القواعد والحكم، أهمها مراعاة حقوق المولى عز وجل، واحترام الإنسان لإنسانيته على رغم الاختلاف والتنوع الفكري والحضاري، والعمل بروح الأسرة الواحدة، من أجل الصالح العام والنئي عن التحييز والتعصب وحسن التعامل.

فقد سطرت الشقيقة الكبرى أجمل صور التعامل الأمني الراقي في أكبر تجمع تعرفه البشرية على سطح المعمورة، حيث سخرت كافة قوى الأمن جهودها لضمان سلامة وراحة الحجاج في مختلف الأماكن بدء من الوصول إلى موانئ المملكة ولحين مغادرة آخر حاج أراضيها، فما بين الوصول والمغادرة محطات وجهود أمنية كبيرة في تفاصيلها، استطاعت المملكة ان تصور خلالها ملاحم إنسانية تعكس الرقي والتحضر في التعامل مع الإنسان واحترام معتقداته وتسهيل أداءها، واضعين نصب أعينهم خدمة وراحة الحاج في أداء الشعائر.

بينما شهدنا ما قامت به السويد من أسلوب مستفز أثار حفيظة ملياري مسلم من سكان الأرض، بدعو ممارسة حرية التعبير، ضاربين عرض الحائط إنسانية ملياري مسلم، وما يمثله القرآن الكريم بالنسبة لنا، هذا التجاوز الصارخ للمعتقدات قابله سخط وغضب ستجني ثماره السويد عاجل غير آجل.

وفي فرنسا أرض أحلام الكثير من المهاجرين، ومثال الحرية والديموقراطية والتنوع، تطل علينا بين فنية وأخرى بأحداث أقل ما توصف بالانفلات الأمني، وحالة من الفوضى، بعد مقتل قاصر من أصول عربية على يد أفراد الشرطة الفرنسية، التي فشلت في التعامل معه، مما أداها إلى رميه بالرصاص القاتل، وكأنها الفتيل الذي أشعل الشارع الفرنسي قاطبة، للتعبير عن سخطهم وغضبهم على سياسة التعامل العرقي والعنصري، في زمن بات فيه التميز العنصري من القضايا التي تمس الإنسانية جمعاء، أن المشهد اليوم يعكس هشاشة المجتمع الفرنسي الذي استغل الإنفلات الأمني في السرقة والنهب وتفريغ شحنات الغضب، ورفض التعايش بين مختلف المكونات، هذا الأمر بات الصورة النمطية لأي إنفلات أمنية في الغرب بشكل عام، الشواهد كثيرة.

فما بين السعودية والسويد وفرنسا، نجد الفرق في التعامل وأحتواء الآخر، وتسخير الجهود الأمنية في تحقيق الصالح العام، واحترام التعدد والاختلاف.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .