العدد 5683
الإثنين 06 مايو 2024
banner
صادق أحمد السماهيجي
صادق أحمد السماهيجي
أناملُ الإشارة
الأربعاء 15 فبراير 2023

تجربة جميلة، خضتها في أثناء حضوري ورشة تدريبية بعنوان "الموسوعة الكشفية العربية للغة الإشارة" قدمتها المبدعة الدكتورة منى فخر نائب رئيس فريق أنامل للغة الإشارة بتنظيم متميز من كشافة البحرين.

يحدُث، أن يكون الأب مع ابنه في أحد المجالس، ويعطيه إشارة بعينه أو بيده، لتكون مفتاح التزام السكوت أو الهدوء، ويحدث أن يقوم أحد الموظفين في اجتماع مجلس الإدارة بإعطاء إشارة لرئيسه بضرورة الموافقة على قرار أو رفض قرار، وقد يحدث العكس من ذلك.

من هنا، يمكن القول، أن استخدامات الإشارة، بليغة في إيصال الرسائل الطويلة التي لا يتسع الكلام لقولها، وحتى الرسائل القصيرة، فتفعل الإشارة فعلها من خلال الرمزية والتصريح، التي بواسطتها تنجز الأعمال وبواسطتها يفهم ويستوعب ويدرك المستقبِل الرسالة.

بطييعة الحال، كل إنسان بحاجة إلى لغة تواصل واتصال تربطه بالإنسان الآخر، وبحاجة إلى لغة مشاعر أيضاً يقيس فيها مدى ما يصل من رسالة، ليتضح المعنى بشكل أقرب إلى المقصود إن لم يكن المقصود بالضبط.

إن تخصيص موسوعة كشفية عربية للغة الإشارة، أمر يعني اهتمام واضح لإدماج فئة الصم والبكم في الحياة الاجتماعية، وبالخصوص في الأنشطة الكشفية التي تحتوي العديد من المجالات الثقافية والرياضية وحياة الخلاء، وبحسب القريبين، فإن طبيعة فئة الصم والبكم يتميزون بممارسة هذه المهارات والهوايات اليدوية متى تم استثمارها وتوظيفها لهم.

تضم  الموسوعة، أكثر من 850 مصطلح كشفي متخصص تم العمل على اختيارها عن طريق لجنة متخصصة من القادة الكشفيين ومن الصم أنفسهم، وهي خطوة جادّة، قام بها الإقليم الكشفي العربي والمنظمة الكشفية العربية.

كانت ورشة تدريبية مهمة، أقيمت على مدى يومين بمدرسة وادي السيل، بمشاركة 25 قائد وقائدة و 20 شاباً من عشيرة كشافة البحرين، تفاعل فيها المشاركون بطريقة تلقائية للتعرف على أساسيات لغة الإشارة، والتعرف على المصطلحات الكشفية المتخصصة التي تعينهم على نشرها واستخدامها للفئة المستهدفة.

هذه الأنامل، التي تدربت على "كلام" الإشارة، بالطبع، حرصت على تعلم هذه المهارة لتدعو أقرانها من الصم والبكم للانضمام والانخراط في الحركة الكشفية، ليكونوا جزءً من هذه الحركة التي تخدم قطاعاً كبيراً من الشباب، وبالتأكيد، فإن هذه الخطوة حرية بالتعميم على جميع المؤسسات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني حتى تؤتي نتائجها وثمارها.

"كل إنسان له الحق في التعبير، وكل أصم وأبكم لا يستثنى من هذا الحق"، فأناملك التي تستعين بها من أجل قطع كعكة الحلوى، جدير أيضاً بأن تستخدمها في مخاطبة من تحب، إننا إذاً نتحدث بأناملنا ونستخدمها في "إشارة" لمن نحب.  

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .