تواجه الموهوبين العديدُ منَ العقبات (أو المشكلات) في مسيرةِ عطائِهم منذُ اكتشاف وتحديد جوانب القوّة لديْهم والتميُّز وانتهاءً بالمسار المهني والإحلال الوظيفي الرامي إلى إشباع الذات والهويّة؛ وتحقيق الاكتفاء المالي؛ ودفع عجلة التطوير المجتمعي، كما يتعرَّض الموهوبون للكثير منَ التحديات في سائرِ مواقف حياتِه، والتي تتطلّب تكيّفات نفسية واجتماعية أحيانًا وتعديلات سلوكية وتعليمية أحايين أخرى، وسوف نتناول أبرزها بإيجازٍ غيرِ مخلٍّ وفقًا للجوانب الأربعة الأساسيّة على النحوِ الآتي:   
أولاً: الجانب النفسي، ويشتمل على:
• الكمالية والمثالية الزائدة؛ الحساسية المُفرطة؛ ضَبابية فلسفة الوجود؛ الإفراط في محاسبة النفس؛ تشكيل الأنظمة والقوانين في سنٍّ مُبكِّرة؛ تعدُّد الاهتمامات والقدرات؛ البحث عنْ معنى الحياة؛ تجنُّب المخاطرة والبُعد عنِ المغامرة؛ الشعور بالإكتئاب والاضطراب الفِكري؛ تدني تقدير الذات في بعض الظروف؛ فقدان الحماسة والثقة بالنفس؛ والنمو غير المتزامن للشخصيّة.
ثانيًا: الجانب الاجتماعي، ويشتمل على:
• التوقّعات العالية؛ طُموحات الوالديْن غير الواقعية؛ البيئة المحبّطة؛ ضغوط الأقران؛ سوء التوافق مع الإخوة؛ ضعف الدعم والمساندة؛ العزلة الاجتماعية والشعور بالاغتراب؛ عدم القدرة على بناء علاقات عاطفيّة إيجابية مع المحيطين؛ عدم القدرة على التكيُّف الاجتماعي؛ إهمال إشباع الحاجات الأساسيّة؛ غياب الوعي بمعنى الموهبة؛ مهارات تحمُّل المسؤولية؛ وتذبذب المعاملة الوالدية.
ثالثًا: الجانب التعليمي، ويشتمل على:
• ترهُّل مهارات التعلم؛ تدنِّي التحصيل نتيجة غياب التشجيع؛ مزاحمة متطلّبات التحصيل الدراسي مع أوقات ممارسة الموهبة؛ صعوبة التجميع وفق القدرات والميول؛ المحاسبة والتقييم على أساسِ الدرجات المدرسية؛ عدم كفاية المناهج الدراسية وتلبيتها لحاجاتهم الأكاديمية؛ عدم وجود وسائل مدرسيّة لتحديد مستوى الموهبة؛ صرامة التعليم وغياب فرص التسريع (الترفيع)؛ وموسمية الفعاليات والمسابقات.
رابعًا: الجانب المهني، ويشتمل على:
• إغفال الميول المهنية؛ ندرة المعلومات المتاحة حول التخصصات الجامعيّة؛ صعوبة الاختيار وتحديد الأهداف المهنية؛ الرغبة في تغيير التخصصات المهنية؛ عدم القدرة على بناء المستقبل بصورة منفردة؛ صعوبة فرص المحاكاة والممارسة الميدانية؛ ترتيب الاختيارات والأولويّات بناءً على الميول والاهتمامات؛ واجتهادية جُلّ مقاييس التشخيص لجوانب القوة والضعف وانتفاء الموضوعية في بنائها.
ومنْ خلال ما تمّ استعراضه وفقَ الجوانب الأربعة وما اندرج تحتها من أمثلة لعقبات (لمشكلات) تمّ تناولها بالبسَط في الأدبيات التربوية المُتصلة بميدانِ الموهبة والإبداع نكونُ قد قاربنا على تحديد الومضات الأساسية المُعينة على بناء البرامج الارشادية المناسبة لكلِّ فئات الموهوبين من مختلف الأعمار والأجناس والمراحل التعليمية ومجالات الميول والاهتمامات المختلفة وأسرهم.