العدد 5683
الإثنين 06 مايو 2024
banner
خالد أبو أحمد
خالد أبو أحمد
لماذا يحاربون البحرين..؟!.
الثلاثاء 09 مارس 2021

هذا السؤال ظل في خاطري منذ سنوات عندما كنت مسؤولا عن ديسك الأخبار المحلية في إحدى الصُحف وكنت معجبا بما يحدث في البحرين من خطوات متسارعة في تحقيق الانجازات على أرض الواقع والحراك الايجابي في دولاب الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني، والحريات وسط المجالس الشعبية في الفرجان تتناول أهم الموضوعات السياسية والاقتصادية، شخصيا كنت من رُواد هذه المجالس وشاهد على ما يقال فيها بحرية تامة وفيها نقد ساخن للمسؤولين كما هناك تأييد للخطوات التي تقوم بها الجهات الخدمية لصالح المواطن البحريني.

الصحافة البحرينية تنشر ما يتم تداوله في هذه المجالس التي تمثل الديمقراطية الشعبية في أبهى صورها، وفي تلك السنوات من بداية الألفينات لم تكن المنطقة الخليجية ولا البلاد العربية تشهد إي مشروعات إصلاح  سياسي ولا حتى في الأفق، كانت البحرين حينها تتجلى فيها كل مظاهر التطور السياسي الذي يتمثل في الحرية الاعلامية والصحفية مع زيادة أعداد الصحف من اربعة صحف اثنان باللغة الانجليزية إلى قريب العشرة صحف بينها اسبوعيتان، وبرلمان منتخب أسهم بشكل كبير فيما وصلت إليه البحرين من تطور.

إن مهنة (ديسك) الأخبار تعني استلام كل الأخبار التي تصل لمقر الصحيفة سواء من جاهز الفاكس أو من البريد الالكتروني، أو من المحررين الصحفيين، ومن ثم القيام بإعادة صياغة هذه الأخبار وفق الأسس المهنية الصحفية، هذا يعني أن الشخص الذي يقوم بهذه المهمة عارفا ومُلما بكل ما يدور في البلاد ساعة بساعة، خاصة إذا كان من رُواد المجالس الشعبية ويواظب على حضورها، بطبيعة الحال إن من يعمل في (ديسك الأخبار) هو في الأساس صحفي له خبرة طويلة، وشخصيا عملت في أربع صحف منها صحيفتان اسبوعيتان، ومع عملي ومعرفتي بما يدور في البحرين والمقارنة التلقائية العفوية بين ما يحدث فيها من تطورات ايجابية وبين ما يجري في المنطقة الخليجية والعربية، كنت أرى البحرين متقدمة كثيرا على كل الأرقام في محيطها الخليجي والعربي ولا زالت، كنت اتضايق جدا وأشعر  بالغضب أحيانا أخرى من محاولات استهداف البحرين ومكتسباتها ومن هنا خرج السؤال بتلقائية.. لماذا يحاربون البحرين..؟!.

إن أعداء البحرين يستميتون في عدائهم لها وبكل الوسائل الاعلامية والصحفية، بنشر الأكاذيب والفبركات عبر قناة (الجزيرة)، التي تُعبر عما يقف خلفها برغم تشدقها بالمهنية واحترام المواثيق الصحفية، لكننا جميعا ندرك أن الغيرة والكراهية هي التي تحرك كل اسلحة هذا العداء ضد البحرين..لماذا..؟.

  • البحرين بحكمة مليكها المفدى حققت طفرة كبيرة غير مسبوقة في العصر الحديث سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا، ولا يوجد مجال إلا وقد لمسته يد التطور، ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو في قلبه مرض، وأنا كصحفي مقيم 20 عاما في الوسط الصحفي والاعلامي أشهد على ذلك.
  • منذ تقلد جلالة الملك المفدى مقاليد الحُكم في البلاد وحتى اليوم زاد وجود مملكة البحرين في الكثير من المحافل الدولية والاقليمية وأصبحت المنامة منارة ومركز تدريب للكثير من المجالات المهمة التي يعتمد عليها العالم في التطور مثل مجال الحكومة الالكترونية وحلبة البحرين الدولية لسباقات السيارات، والنموذج البحريني العالمي في التنمية الصناعية وتدريب رواد الأعمال...إلخ.
  • البحرين هذه الجزيرة الصغيرة الكبيرة بانجازاتها وعقولها النيرة تحتضن قمة قادة القطاعين المصرفي، وقطاع الصيرفة الإسلامية في العالم تحت عنوان (المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية) بحضور أهم الخبراء والمختصين في هذا العالم الواسع الامتداد، كذلك البحرين تستضيف أهم المؤتمرات والملتقيات الأمنية وهو (حوار المنامة) الذي يعتبر القمة الأمنية الأولى في الشرق الأوسط، وتجمع رؤساء الوزراء، ووزراء الدفاع ووزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي ورؤساء الجيش والمخابرات على مستوى العالم.
  • يجري في البحرين في كل عام سباق الفورمولا (1) على حلبة البحرين الدولية الذي يستقطب عشرات الآلاف من محبي هذه الرياضة، يأتون من كل أنحاء العالم، وقد أصبحت البحرين موطن لسباقات السرعة، ليس هذا فحسب، بل أن فريق (مارشالز البحرين) الذي ينظم هذا السباق أصبح كالعلامة العالمية وأثبت أبناء البحرين كفاءتهم وجدارتهم من خلال تنظيمهم وإدارتهم لسباقات الفورمولا واحد العالمية والسباقات الدولية الأخرى سواء التي تقام على مضمار حلبة البحرين أو في مختلف بلدان العالم.
  • البحرين مركز اشعاع عالمي في ترسيخ قيم السلام والتسامح والتعايش السلمي، ويعتبر جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه أيقونة السلام والمحبة، وسياساته الحكيمة جعلت البحرين تحتضن كل أصحاب الديانات والمذاهب، ويعمل جلالته على ترسيخ ونشر هذا المبادئ عمليا من خلال تأسيسه  مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان بجامعة سابينزا الإيطالية، وشتان ما بين من يزرع الحب والسلام والتعايش، ومن يدعم الإرهاب والارهابيين، ويمشي بين العالم بالفتنة وزرع الاحقاد والكراهية والبغضاء..!.

لذلك هم يحاربون البحرين بقوة لاستنزافها حتى لا تقوى على السير قدما في طريقها للأمام، فعندما لم يلحقوا بها ولم يستطيعوا منافستها بشرف قرروا الوقوف ضدها بالحرب الاعلامية وتشويه صورتها، لكن العالم كله يعرف البحرين ومليكها وشعبها الطيب المتسامح البعيد عن الأحقاد ونشر الكراهية.

فإذا تحدثنا عن الدبلوماسية بكل الفخر نقول أن مملكة البحرين من الدول القليلة جدا في العالم التي لا تربط علاقاتها مع الدول وفق أجندات ذات طبيعة خلافية أو تآمرية أو تضر بالآخرين، بل العكس تماما، تملك البحرين رصيدا كبيرا ومشهودا به في عراقة الدبلوماسية والصلات الطيبة والمصالح المشتركة التي تخدم وتبني وتؤسس لواقع جديد، لذلك هي مكان تقدير واحترام كل بلاد العالم، باستثناء الدول التآمرية الداعمة للإرهاب.

عملت ست سنوات في غرفة الأخبار الرئيسة بوكالة أنباء البحرين التابعة لوزارة شؤون الاعلام، وطيلة هذه السنوات كرئيس تحرير وأتعامل مع العديد من المسؤولين الكبار داخل الوزارة وخارجها أبدا لم يحدث أن جاءنا توجيه بنشر ما يسئ لدولة قطر أو لأي دولة في العالم، ويشهد الله سبحانه وتعالى لم أسمع يوما مسؤولا بحرينيا يسئ أو يشتم قطر أو أي دولة عربية أو أجنبية، فكنت دائما ألحظ أن قيادة البحرين على كل المستويات مهمومة ومشغولة بعملية البناء الداخلي والتطور الذي نلحظه في كل مكان، البحرين دائما لا تلتفت لصغائر الأمور، فهي تمضي بقوة وثبات في تحقيق التنمية المستدامة.

إن جلالة الملك حمد يدرك أن العالم يشهد تسابقا حميما وحثيثا نحو التقدم والنهوض ومواكبة كل ما هو جديد لتكون البحرين في المقدمة، ولأجل ذلك يقود جلالته البحرين بحنكة ونجاح منقطع النظير، وأكبر دليل على ذلك ما حققته المملكة من انجازات طبية واقتصادية تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء مع فريق التصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) حيث حولت البحرين التحديات إلى فرص من خلال الاستجابات السريعة لاحتواء تداعيات انتشار الفيروس، وتخفيف آثار الأزمة اقتصاديا على المواطنين، وهو ما وجد الإشادات العالمية من أهم الجهات في العالم.
حفظ الله مملكة البحرين قيادة وشعبا، وحماها من كل شر ومن كل سوء ومن كل بلاء.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .