+A
A-

“منصور العريض تاريخ وطن” يتناول حياة سفير اللؤلؤ

دشن صباح أمس كتاب الراحل منصور العريض، الذي يعد أحد أبرز رجالات البحرين في القرن العشرين، وهو شخصية فريدة من نوعها؛ نظرا إلى ما حباه الله من مواهب لا تتوافر في شخص غيره، فهو الإنسان النبيل والتاجر ورجل الأعمال الناجح، المثقف المتنور، السياسي الحكي، والمصلح الاجتماعي الذي تميز بالواقعية وبعد النظر.

وبين الباحثون المشاركون في إعداد كتاب “منصور العريض تاريخ وطن”، وهم: منصور محمد سرحان ومحمد حميد السلمان وعبدالكريم علي العريض، أهمية الدور الوطني والتجاري والاجتماعي الذي قام به رجل الأعمال الوجيه منصور العريض في تاريخ البحرين خلال ما يزيد على نصف قرن؛ لكونه خدم وطنه وقدم كثيرا من العطاء في سبيل مساعدة المحتاجين والفقراء من خلال مشروعاته الإسكانية والزراعية، إلى جانب دوره الاقتصادي، إذ كان من الرعيل الإصلاحي الأول، ومن دعاة التعليم والحداثة.

وأشار الباحثون إلى أن الكتاب انتظم في 6 فصول، تناول الفصل الأول الجذور والنشأة التاريخية، وفيه تمت دراسة جذور أسرة العريض ونشأة صاحب السيرة. أما الفصل الثاني، فتناول دور منصور العريض الاقتصادي في تجارة اللؤلؤ والمشروعات الإنمائية التي قام بها. أما الفصل الثالث، فتناول دوره الوطني الإصلاحي على مستوى الإدارة الحديثة والإصلاح الإداري والقضائي في البحرين، وكشف عن الدور الذي لعبه في الحركة الوطنية في خمسينات القرن الماضي.

أما عن دوره التربوي والثقافي في المجتمع، فأشبعه الفصل الرابع بكثير من المعلومات التاريخية المهمة. أما الفصل الخامس، فناقش دوره الاجتماعي، وفيه تم الحديث عن مجلسه ومساعداته في حل مشكلات المواطنين وتسامحه الديني.

وفي الختام، جاء الفصل السادس ليستعرض 10 شهادات من معارف منصور العريض وأصدقائه، منهم مستشار حكومة البحرين تشارلز بلجريف، والشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة. ويتضمن الكتاب عددا كبيرا من الوثائق والصور التاريخية النادرة، ويقع في 246 صفحة.  

 

ناصر: رمز وطني ومثال مضيء

قال ناصر محمد جميل العريض “نحتفي  بإطلاق كتاب (منصور العريض تاريخ وطن)، وهو حدث طالما تشوقت نفوسنا إليه منذ سنوات، كنا خلالها نجتهد في تعزيز هذا العمل التوثيقي بجميع عناصر الاكتمال والنضج من جهة، ومن جهة أخرى كنا نتطلع إلى اختيار توقيت مناسب يكون فيه تدشين هذا الكتاب حدثا وطنيا يجتمع فيه ومن حوله أهل البحرين بكل مكوناتهم، لنجسد بذلك النموذج الذي كان عليه صاحب السيرة الرمز الوطني الكبير منصور العريض، إذ كان مثالا ناصعا للتواصل والألفة التي تجمع أبناء الوطن الواحد وقدوة في احترام التعددية والقيم الإنسانية المشتركة، وقدّم صورة مضيئة لتاريخ حقبة مجيدة في ذاكرتنا الوطنية. لقد كان صاحب السيرة عنوانًا للمحبة والحكمة، ونرى أن الأجيال الجديدة بحاجة إلى الاطلاع على هذا الموروث الوطني ودراسة سير هؤلاء الأفذاذ للسير على هديهم الملهم ومنهجهم الحكيم”.

وذكر عن كتاب الوجيه منصور العريض أن “الكتاب يتناول سيرة حياة رجل ساهم بشكل فاعل في صناعة تاريخ البحرين الاقتصادي والاجتماعي والتنويري لأكثر من 6 عقود، وقد هدفنا من إعداده للكشف عن الكثير من الحقائق التي نجدها لصيقة بتاريخنا الوطني، الذي اشترك فيه أهل البحرين بمختلف خلفياتهم المذهبية وأمزجتهم الفكرية، ونرى أنه من خلال أقلام 3 من الباحثين المتخصصين حقّق هذه الغاية”.

 

سرحان: أسس جمعية لمساعدة الفقراء وأسقط ديون المنتفعين بمشروعه الإسكاني

أشار الباحث منصور سرحان إلى أن الوجيه منصور العريض له إنجازات ومحطات؛ إذ اشتهر بين أفراد المجتمع البحريني بمساعدته الفقراء والمحتاجين وحل مشكلاتهم، فقد تأسست على يديه جمعية من تجار البحرين لمساعدة الفقراء في العام 1949.

وقال “ولكونه أحد كبار ملاك الأراضي في البحرين، فقد قام بمشروعه الإسكاني من خلال تقسيم قطعة الأرض الكبيرة التي يمتلكها وتمتد من قلعة الشرطة إلى المغيثة، وعرض على جميع الأهالي الذين بنوا أكواخهم على تلك القسائم مشروع تمليكهم قطع الأرض التي بنوا عليها أكواخهم مقابل دفع ثمن قطعة الأرض على أقساط طويلة الأمد، وسمح لهم بالتعاون مع الجهات الرسمية لإصدار رخص لبناء منازلهم، وقبل وفاته بعام واحد تنازل عن الأقساط المتبقية عليهم وسلمهم وثائق أراضيهم”.