+A
A-

الهدي لـ “البلاد”: لدينا حتى الآن 3 آلاف كتاب ومستمرون بتلقّي التبرعات

  • المهرجان‭ ‬دمج‭ ‬القطاع‭ ‬الخيري‭ ‬مع‭ ‬الثقافي‭ ‬للجمعية

  • أسماء‭ ‬بحرينية‭ ‬لامعة‭ ‬عرضت‭ ‬مؤلفاتها‭ ‬على‭ ‬المشاركين‭ ‬بالمجان

  • المنافسة‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬مضمون‭ ‬الكتاب‭ ‬المقروء‭ ‬وليس‭ ‬العدد

  • نخطط‭ ‬لتصميم‭ ‬تطبيق‭ ‬لبيع‭ ‬الكتب‭ ‬المستعملة

  • تحويل‭ ‬كافة‭ ‬الكتب‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬كتب‭ ‬مسموعة

 

وصف رئيس اللجنة العليا لمهرجان “ق القراءة الخيري” جعفر الهدي رعاية “البلاد” للمهرجان بأنها دفعة كبيرة جدا قبل انطلاقته، لافتًا إلى أن اللجنة العليا للمهرجان وجدت نفسها أمام مسؤولية كبيرة بأن تجد الأضواء مسلطة على المهرجان قبل أن يبدأ وتعاظم حس المسؤولية لديها بأن يكون حفل التدشين قويا.
جاء ذلك في حوار أجرته معه “البلاد” وذلك بعد تدشين المهرجان من قبل جمعية عالي الخيرية وبرعاية كل من وزارة التنمية الاجتماعية وأسرة الأدباء والكتاب وصحيفة البلاد.
وفيما يأتي نص الحوار:

ما هي الفكرة المحورية من إقامة مهرجان “ق القراءة الخيري”؟
أتت فكرة إقامة المهرجان لتشجيع المنافسة على قراءة الكتب في أجواء تسودها المنافسة بين الشباب من العمر 10 سنوات وحتى 30 سنة، وهي قائمة على محورين أساسين، الأول القراءة والثاني العمل الخيري؛ أي دمج القطاع الخيري الذي تقدمه الجمعية مع قطاع الثقافة لأن الجمعية لديها إمكانيات كثيرة ولكن إمكانياتها تنصب بشكل رئيسي في مجال مساعدة المحتاجين والمجال الاقتصادي.

وما الهدف من المسابقة المصاحبة للمهرجان؟
خلق بيئة ثقافية للقارئ تكون مساعدة ومحفزة له، كون أن عملية القراءة ليست فردية وإنما جماعية بحيث تكون هناك بيئة ثقافية متكاملة تشجع الفرد على الثقافة من جميع النواحي، ولكل فرد من المجموعة دور كبير في التحفيز على القراءة.

هل هذه المبادرة الثقافية الأولى التي تقوم بها جمعية عالي الخيرية، أم سبق لها القيام بفعاليات مشابهة؟
ليست المبادرة الثقافية الأولى، ولكنها المبادرة الأولى من نوعها التي تكون متخصصة في مجال القراءة، حيث سبق للجمعية القيام بأنشطة ذات صلة للعمل الثقافي، إلا أننا نستطيع القول بأن المهرجان ثقافي بحت لوجود تعاون كبير بين مختلف الجهات والمراكز الثقافية والكتاب والتي لها صلة كبيرة بالمهرجان.

ما الخطوة المقبلة للمهرجان؟
تسعى جمعية عالي الخيرية واللجنة المنظمة للمهرجان لإقامة معرض خيري للبيع الكتب المستعملة في مجمع الرملي، وسيكون حجم المعرض أكبر عن حجم المعرض الذي تمت إقامته على هامش افتتاح المهرجان بتاريخ 3 مارس، وفيما يتعلق بالمشاركين في مسابقة قراءة الكتب والذي بلغ عددهم إلى الآن 50 مشاركا ومشاركة، سيتم توزيع كتب الكتاب البحرينيين المساهمين في المهرجان عليهم بالمجان للاطلاع عليها واختيار الكتاب الذي سيشاركون فيه بالمنافسة.

من هم الكتاب المساهمون بعرض كتبهم على المشاركين؟
أسماء بحرينية عديدة ولامعة منهم الباحث والناقد فهد حسين، الشاعر الروائي عبد الحميد القائد، الباحثة جميلة الوطني، الكاتبة شيماء الوطني، الكاتبة زهراء المبارك، الكاتب محمد بو حسن، الكاتب حسن بو حسن.

ولماذا وقع الاختيار على كتب المؤلفين البحرينيين؟
نلاحظ بأن كتاب المؤلف البحريني لا يصل إلى حد كبير إلى الشباب البحرينيين وإنما تصلهم كتبا أجنبية أخرى، وقد يرجع ذلك لارتباط تلك الكتب بالأفلام وغيرها، لذا؛ حرصنا على أن نختار كتب المؤلفين البحرينيين وذلك لكي يصل الكتاب البحريني إلى القارئ البحريني الشاب.

كيف ستقام المنافسة بين الأفراد المشاركين في مسابقة القراءة؟
بعد إتاحة فرصة وجيزة للمشاركين لقراءة الكتب التي تم توفيرها لهم سابقا من قبل الكتاب البحرينيين، سيتم عقد حلقة نقاشية لتشجيع المشاركين على القراءة مع كتاب بارزين، وورش عمل للتحفيز على القراءة ولتعليم المشاركين كيفية قراءة الكتاب بطريقة صحيحة واستنباط أفكار منه وتحليلها ونقدها وإبداء الرأي واستنتاج نتائج جديدة أخرى غير الموجودة في الكتاب، ومعرفة المسكوت عنه في الرواية، حيث إن المنافسة تركز على مضمون الكتاب المقروء وليس عدد الكتب المقروءة.

ما هي الجوائز التي حددتها لجنة المهرجان للفائزين بالمسابقة؟
حددت اللجنة 6 جوائز مالية للفائزين في المهرجان قدرها 500 دينار للفائز بالمركز الأول، 300 دينار للفائز بالمركز الثاني، 200 دينار للفائز بالمركز الثالث، وتنقسم إلى فئتين؛ الأولى من 10 إلى 18 سنة، والثانية من 19 إلى 30 سنة، حيث ستحصل كل فئة على 3 جوائز، وأستطيع القول بأن هذه هي المرة الأولى التي يخصص مهرجان للقراءة في البحرين جوائز مالية بهذا الحجم للمشاركين.

ما الذي يميز مهرجان “ق القراءة الخيري “ عن غيره من المهرجانات الضخمة التي تقام للكتاب؟
يتميز المهرجان بأنه أهلي وشعبي وليس رسميا بحت وينظم من قبل جمعية أهلية، ولكنه حظي برعاية ودعم رسمي رفيع المستوى من قبل وزير التنمية الاجتماعية أسامة العصفور الذي شهد تدشين حفل الافتتاح برفقة مسؤولين من الوزارة، وبحضور نخبوي من المثقفين والكتاب البحرينيين والخليجيين منهم شخصية المهرجان الرئيسة طالب الرفاعي إلى جانب الشخصية البحرينية إبراهيم سند.

ماذا نقصد بالقول بأن المهرجان خيري؟
القصد من ذلك بأننا نسهل عملية وصول الكتاب للقارئ بشكل ميسور إما مجاني أو شبه مجاني أي أنه الحصول على الكتاب لا يكون مقابل المال وإنما مقابل عمل الخير، حيث إن معرض الكتاب الذي نظمه المهرجان في حفل الافتتاح والتي سينظمها لاحقا تتخذ الطابع الخيري بحيث يأخذ القارئ ما يشاء من الكتب ويتبرع بالمبلغ الذي يستطيع، أو أن تكون الكتب بأسعار زهيدة جدا حتى يستطيع القارئ اقتناءها.

ما هي خطتكم القادمة للاستمرار بنشر رسالة المهرجان؟
نخطط لعمل نسخة ثانية من المهرجان وأن يستمر تنظيمه بشكل دوري سنوي أو كل عامين لخلق بيئة ثقافية، كما أننا نسعى لتحويل معرض بيع الكتب المستعملة إلى معرض دائم، وقد أعددنا لذلك الغرض مكانا مناسبا له في الجمعية، بحيث يتم جمع كافة الكتب التي تم الحصول عليها خلال أيام المهرجان ووضعها فيه لكي تكون متاحة لكل من يرغب في اقتناء أي من هذه الكتب طول العام، كما أننا نخطط لتصميم تطبيق لبيع الكتب المعروضة في معرض الكتب الخيري بسعر بسيط جدا، وهنالك أيضا تفاهم مبدئي مع تطبيق “الراوي” لتحويل كافة الكتب البحرينية إلى كتب مسموعة، علاوة على تنظيم فعالية أخرى تحت عنوان “امشي واسمع كتابا” برعاية تطبيق “الراوي”، بحيث تكمن فكرة الفعالية بالاستماع إلى كتاب واحد من التطبيق أثناء علمية المشي للترويج للرياضة في الكتاب ولخلق نوع من العادة في هذا المجال بوجود شخصيات ثقافية تستمع لانطباعات المشاركين.

ما هو انطباعك عن النماذج الشبابية المشاركة في المناظرة في المهرجان؟
الطلاب الثلاثة الذين شاركوا في المناظرة الافتتاحية لمهرجان ق القراءة الخيري والذين لم يبلغوا من العمر 18 عاما هم من الطلاب المشرفين لمملكة البحرين لانهم شاركوا سابقا في مناظرات على المستوى الوطن العربي وأحرزوا فيها مراكز متقدمة، وما يميزهم أنهم يقفون أمام جمهور مثقف نخبوي وليس جمهورا عاديا ويرتجلون المناظرات دون تحضير مسبق للأفكار التي يطرحونها، علاوة على كون اختياراتهم للأفكار عميقة وليست سطحية ويدافعون عن آرائهم بكل قوة وصلابة، وهذا يكشف عمق الجانب الفكري لدى هؤلاء الطلاب، وتشجيع ذويهم لهم وحرصهم على قراءة الكتب لصقل شخصيتهم.

ما عدد الكتب التي تمكنت جمعية عالي الخيرية جمعها خلال فترة المهرجان؟
تجاوزنا قرابة 3 آلاف كتاب، بعضها جديد والآخر مستعمل، وهي كتب قيمة جدا منها كتب قد تم تصنيفها بأنها الأعلى مبيعا على مستوى العالم والبحرين، وما زلنا إلى الآن نستقبل تبرعات الكتب عبر قنوات التواصل الخاصة بالجمعية.

ما موقفك من إيقاف إقامة معرض الكتاب في البحرين؟
في رأيي الشخصي؛ أرى بأن هذه الخطوة مؤسفة ومؤثرة جدا على حالة القراءة بشكل خاص وعلى الثقافة بشكل عام، كما أن الناشرين في الدول العربية تأثروا بشكل كبير من تجميد المعرض كونه نافذة رئيسية لتسويق المؤلفات، وأدى ذلك أيضا إلى جمود حركة المكتبات في بيع الكتب، بينما وجود المعارض المختلفة ستخلق دورانا في عملية حركة الكتاب، وسيفتح نافذة مباشرة ما بين الناشرين والكتاب للوصول إلى شريحة كبيرة من القراء، علاوة على أن الأمسيات المصاحبة للمعرض تخلق وعيا لدى القارئ البحريني بالكتب المهمة.

ما هي رسالتك للشباب البحريني القارئ؟
أوصي بالاهتمام بالقراءة والانفتاح على قراءة الكتب الثقافية والروايات والقصص باعتبارها متعة جميلة جدا وتضيف أفكارا وعوالم إلى عالمك، وعدم الانغماس في الألعاب الإلكترونية فقط، كما اوصي بالاهتمام بالكتاب الورقي حتى لو كان بالإمكان الاستماع إليه لأن الكتاب الورقي تأثيره في الذهن أقوى من أي وسيلة أخرى من الوسائل الحديثة.