+A
A-

بِكَ يَا أَبَا سَلمَانَ نَنتَصِرُ

 

قصيدة مهداة إلى مقام  صاحب الجلالة الملك  حمد بن عيسى آل خليفة  ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه

 

المُعجَبُونَ بِمَوطِنِي كَثِرُوا وَتَسَاءَلُوا عَجَبًا وَقَد بُهِرُوا
مَا بالُ بَحرَين العُلا ازدَهَرَت فَاخضَرَّ فيها العُشبُ والشَّجَرُ
وتَفَتَّحَت أزهارُها فَرَحًا فَالطِّيبُ في الأرجَاءِ يَنتَشِرُ
وَعُيُونُهَا فَاضَت بِمَاءِ غَدَا كَالسَّلسَبِيلِ تَرَاهُ يِنهَمِرُ
وبَلابِلٌ جَذلَى مُغَرِّدَةً لَحنًا بِهِ الأَلبَابُ قَد سَحَرُوا
والنَّخلُ والأَشجَارُ مُونِقَةٌ ويُزِينُهَا يَنعًا بِهَا الثَّمَرُ
حَتَّى المَغَاصَاتُ التِّي نَضَبَت عَادَت حَيَاةً مِلؤُهَا الدُّرَرُ
وتَرَاقَصَت أَموَاجُهَا فَرَحًا فَالدَّانُ في الشُّطآنِ يَنتَثِرُ
بَانَت كَفِردَوسٍ لِنَاظِرِهَا مَنْ لا بِهَذَا الحُسنِ يَنبَهِرُ
ولَقَد عَجِبنَا مِن رِجَالِ بِهَا فِي حُبِّهَا لِنُفُوسِهِم نَذَرُوا
فَأَجَبتُهُم لا  تَعجَبُوا فَبِها مَلِكٌ عَظِيمٌ جُودُهُ المَطَرُ
مَلِكٌ أَحَبَّ النَّاسَ فَاقتَرَبت مِنهُ  القُلُوبُ، بِحُبِّهِ أُسِرُوا
حَمَدٌ عَلا فِي المَجدِ مَنزِلَةً أَقوَالُهُ، أَفعَالُهُ عِبَرُ
بَينَ الوَرَى إن هُم قَدِ افتَخَرُوا بِكَ يَا مَلِيكَ الخَيرِ نَفتَخِرُ
في كُلِّ  مَيدَانٍ  نَرُومُ  عُلاً بِكَ  يَا  أبا  سَلمَانَ نَنتَصِرُ
مازِلتَ  تُعلِي شَأنَ مَملَكَةٍ حَتَّى اشرَأَبَّ لِمَجدِها النَّظَرُ
حَمَدٌ بَدا وِترًا وَ لَيسَ لَهُ شَفعٌ  وَذا  التَّارِيخُ  يَنتَظِرُ
لِلهِ   دَرُّكَ   أَنتَ   يا   حَمَدٌ في كُلِّ مَسعَىً حَظُّكَ الظَّفَرُ
وَلأنتَ مِن قَومٍ عَلَوا أُفُقًا وَإذا أرادُوا الشَّيءَ هُم قَدَرُوا
وَلَأنتَ مِن قَومٍ إذا قَدَرُوا فَلِمَن أساءُوا أو بَغَوا غَفَرُوا
وَلَأنتَ مِمَّن قَد غَدَوا مَثلاً بِالخَيرِ وَالمَعرُوفِ قَد أَمَرُوا
قَد بَارَكَ الرَّحمَنُ مَنهَجَهُم وَ لِنِعمَةِ الرَّحمَنِ قَد شَكَرُوا
حَمَدٌ فشَا في النَّاسِ فَضلُكَ إذ عَمَّ الجَمِيعَ ولَيسَ يَستَتِرُ
حَمَدٌ   فَهذَا   دَأبُكُم   أَبَدًا كَرَمٌ  وَذِكرٌ طَيِّبٌ عَطِرُ
عِشنَا الأمانَ بِفضلِ حِكمَتِكُم مَن ذَا بِهَذا الأمنِ  يَعتَبِرُ
بَلَدٌ  بِهِ   لِلمَرءِ  مَنزِلَةٌ كُلٌّ  يُصَانُ، فَكُلُّهُم بَشَرُ
تَتَعَايَشُ الأَعرَاقُ في نَسَقٍ وَكَذا العَقائِدُ فيه تَزدَهِرُ
لَا  يُبخَسُ الإِنسانُ فِي قَدَرٍ مَا مِن بِذِي الإِنسَانِ  يَتَّجِرُ
فَضَمنتَ أَنتَ العَيشَ في رَغَدٍ لا ظُلمُ لا غُبنٌ وَلا خَطَرُ
بَأسٌ وَحِلمٌ  زَانَكُم  فَإِذا حَمِيَ الوَطِيسُ لِشَخصِكُم نَظَرُوا
أَنتَ الحِمَى مِن كُلِّ ضَائِقَةٍ وَمِنَ الأَعادِي إن هُمُ غَدَرُوا
وَإذا تَمَادَى الغَدرُ في صَلَفٍ صُلتُم فَلا تُبقِي وَلا  تَذَرُ
تَغشَى الوَغَى فَتَكُونُ سَيِّدَهَا فَتَرَى العِدَا قُدَّامَكَ اندَحَرُوا
هَذا أَبو سَلمانَ قَائِدُنَا قَد خَلَّدَت  أَفعَالَهُ السِّيَرُ
مَلِكٌ  عَظِيمٌ  ليسَ يُنكِرُهُ إلَّا حَقُودٌ مَا لَهُ بَصَرُ
فَاحفَظ لَنا يَا رَبَّنَا حَمَدًا فَبِأَمرِكَ الأَكوانُ تَأتَمِرُ