+A
A-

نعيش في غرفة وطلبنا الإسكاني قديم ونريد نظرة لحالنا

تعرض “البلاد” اليوم قصة إنسانية لعائلة بحرينية صابرة محتسبة على الابتلاء، ليس لها مطلب سوى ما تستحقه من تخصيص وزارة الإسكان منزلا سكنيا يلمها، خصوصًا أن طلبها الإسكاني مضى عليه 18 سنة (2002).

متحدثنا هو رب الأسرة عبدالحميد عبدالحسن، وهو أب لثلاثة أبناء، أكبرهم سلمان (18 عاما) وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعاني “صعوبة في التركيز وضعف في الإدراك والذاكرة وتخلف شديد ولديه اعتلال شديد في قدراته اللغوية ولا يستطيع استعمال كلمة واحدة، ويتعالج عن مرض الصرع، وإعاقة ذهنية دائمة، ويستخدم حفاضات لعدم تحكمه في قدرات التبول والخروج” كما تقول وزارة الصحة.

أما حسن (12 عام) ، وأبرار (8 أعوام) فيعانيان من أزمة تنفسية اشتدت حدتها بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشوها في شقتهم الواقعة في قرية المعامير بمنزل جدهم، والتي تصنف بأنها سكن غير ملائم وغير صحي.

عبدالحميد وهو يميط اللثام عن الواقع يبدأ بسرد قصته قائلا “تقدمت لوزارة الإسكان بطلب الانتفاع بوحدة سكنية في تاريخ 7 أبريل 2002، ومضى على طلب الإسكاني لحد اليوم نحو 18 سنة، وأنا اليوم أناشد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ضرورة النظر في قضيتنا وتخصيص الانتفاع بوحدة سكنية للعائلة التي تعاني معاناة شديدة نظرًا للحالة الإنسانية التي تعيشها”.

وتابع: بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وحالة ابني الكبير سلمان التي تستنزف الكثير من الأموال في سبيل تعليمه أبسط أبجديات الحياة، قررت أن أعيش في شقة صغيرة في منزل والدي، وهي شقة عبارة عن مطبخ وصالة صغيرة وحمام وغرفة ومخزن، إذ تعيش جميع الأسرة (5 أفراد) في غرفة واحدة وننام في غرفة واحدة.

وأضاف “وضعنا في غرفة المعيشة الصغيرة نظام السرير فوق السرير لكي يمكن للمساحة الصغيرة استيعابنا جميعنا، ونحن على هذه الحالة منذ 2006 حتى اليوم”.

وبين أن العائلة تعيش ظروفا صعبة بسبب حالة الابن سلمان، فهو لا يمكنه الإدراك أو الاستيعاب لذلك يقوم بتمزيق وتكسير كل شيء يواجهه، الكراسي والأثاث، التلفزيون ولاقط البث (الرسيفر)، وهو يحتاج رعاية خاصة، فهو لا يستطيع الأكل ولا دخول الحمام، ولا التبديل، ونصحنا الأطباء والمختصون الذين قابلناهم في البحرين وخارج البحرين، بأن نفتح له مساحة ليفرغ طاقته فيها باللعب واللهو، لكبح جماح طاقته الواسعة التي يستخدمها في تكسير الأشياء وتقشير الجدران وتقطيع وتمزيق وتكسير الأثاث.

ولفت إلى أن ابنيه الآخرين (أبرار وحسن) يعانيان من صعوبة في التنفس، بسبب الظروف المعيشية الصعبة في الشقة، حيث لا يوجد بها أي تهوية وضيقة ويعانيان مع الأب والأم من صعوبة التعامل مع شقيقهم الأكبر سلمان، مشيرًا إلى أن علاج الابنين كذلك يستنزف الكثير من الأموال.

وأوضح: وزارة الإسكان قامت بتوزيع الوحدات الإسكانية في مدينة شرق سترة، وقامت بتخصيص وحدات إسكانية لطلبات متقدمة على تاريخ تقديم طلبي الإسكاني، وأنا هنا لست بوارد مناقشة سياسات التوزيع لدى الوزارة، ولكني أطالبهم بالنظر في أمري.

وقال مسترسلا “ظروفي لا تسمح لي بالصبر أكثر وأنا لم أتحدث قبل عن استحقاقي رغم الظروف التي أعيشها، لكنني اليوم أرفع صوتي عاليًا للجميع بأن ينصفوني وينظروا في أمري، أنا اليوم مستحق ووضع عائلتي لا يسمح لنا بأن نعيش في هذه الشقة أكثر”.