+A
A-

صلاة العيد بالبيت بلا خطبة.. وإنما “موعظة”

أكد الشيخ صهيب عبدالرزاق أن يوم العيد في بيت النبي (ص) هو من الأيام المبهجة في المدينة المنورة حينها، موضحًا أن “البيت النبوي وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد، على مرأى وعلم من رسول الله”. جاء ذلك بحلقة من “حوارات البلاد” ضمن “أنستغرام لايف البلاد” يوم أمس الجمعة.

توقيت

وفي سؤال عن توقيت الشروع بتكبيرات عيد الفطر، قال عبدالرزاق إن التكبير يكون بعد الانتهاء من صيام شهر رمضان، والذي أتم هذا العام 30 يوم، مضيفا “مع غروب شمس آخر يوم من رمضان يشرع بالتكبير، وحتى وقت صلاة العيد التي ستكون هذا العام في البيوت”. وعن وقت صلاة العيد قال “يبدأ وقت صلاة العيدين من ارتفاع الشمس قدر رمح؛ أي بمقدار ربع ساعة من بعد طلوع الشمس، إلى زوال الشمس، أي إلى قبل أذان الظهر، يعني الآن مع صلاتنا في البيوت”. ولفت عبدالرزاق عن جواز صلاة العيد في البيوت بقوله “الوضع الراهن لـ(كورونا) هو استثنائي وجديد، لم تره الأمة الإسلامية منذ عهد النبي (ص) ومرورًا بتاريخ الأمة الإسلامية نفسها وحتى اليوم، كان هنالك ظروف مختلفة تتعلق بالطاعون والأوبئة المختلفة، ولكن ليس بصورتها الحالية”.

ويضيف “وعليه يجوز الصلاة في البيت وفق توجيهات العلماء وأولي الأمر، وإلزام الناس هنا بصلاة البيت ليس بفتوى عالم دين بعينه، وإنما باتفاق العلماء جميعًا على ذلك”.

كيفية الصلاة

وعن حكم وكيفية صلاة العيد في البيوت، علق قائلًا “يجوز أن نصلي العيد في البيوت وتصلى فرادى أو جماعة، عدد الركعات الراجح تصلى ركعتين جهريتين مثل الصلاة في المصليات والمساجد، 7 تكبيرات مع تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى، و6 تكبيرات مع تكبيرة القيام في الركعة الثانية”. وتابع “لا يشرع الخطبة صلاة من دون خطبة، تقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الأعلى، والثانية بعد الفاتحة سورة الغاشية، ومن نسي التكبيرات الزوائد في صلاة العيد فلا تبطل صلاته، ولا يسجد للسهو؛ لأنها من السنن المندوبة فيها، فمن تركها - ولو عمدًا - صحت صلاته؛ لأن الصلاة لا تبطل بترك السنن المستحبة”.

وعن وصف يوم العيد في بيت النبوة قال الشيخ عبدالرزاق “يوم بهيج من أيام المدينة النبوية، وفي صباح عيد، كان البيت النبوي وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد، على مرأى وعلم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعن عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) قالت: دخل عليَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعندي جاريتان تغنّيان بغناء يوم بعاث (أي أناشيد الجهاد والفرح والعيد وليس المقصود الغناء المحرم غناء الغزل الصاخب المحرم) فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلّم)، فقال: دعهما، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا، وفي رواية: ليعلموا أنَّ في ديننا فسحة، وإني أُرسلت بحنيفية سمحة”.

ويزيد “وغير بعيد من الحجرة الشريفة كانت هنالك احتفالية أخرى تحدثنا عنها عائشة (رضي الله عنها) متممةً لسياق حديثها المتقدم فتقول: كَانَ يَوْمُ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ الحبوش بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَإِمَّا قَالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ فَقلتْ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ وهم يرون الأطفال يلعبون”.

عبادة ونسك

وأكمل عبدالرزاق “وفي موضع آخر قريبٍ من الحجرة النبوية تنشأ احتفالية بهيجة بالعيد تولى شأنها عدد من الأطفال في أناشيد رائقة وجميلة في مدح النبي عليه الصلاة والسلام: تقول عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا فسمعنا لَغَطًا وصوت صبيان! فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا حبشية تزفن (تتمايل وتلعب) والصبيان حولها، فقال: “ياعائشة تعالي فانظري”.

وواصل “وعندما نحاول معرفة طرف من تلك الأناشيد وكلماتها فإنها كانت بلغاتهم، حتى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يستفهم عن معانيها، ففي المسند وصحيح ابن حبان عن أنس بن مالك أن الحبشة كانوا يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتكلمون بكلام لا يفهمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يقولون”؟ قالوا: يقولون: محمد عبدٌ صالح”.

وأكمل “فلذلك العيد في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) عبادة ونُسُك، واستنبط العلماء من فرح وعيد النبي صلى الله عليه وسلم في بيته: هو أنه يجب علينا إظهار السرور في الأعياد بما يحصل من بسط النفس وترويح البدن من شعائر الدِّين. نعم لبس الجديد والتطيب والتزين من شعائر الدين في العيد ودلالة على إظهار الفرح”.

وفي سؤال عن مناصحة الناس بصلة الرحم في العيد، مع تفشي جائحة فيروس كورونا قال الشيخ صهيب عبدالرزاق “أمر مطلوب في الدين الإسلامي، وصلة الرحم متمكنة الآن وإن كان هنالك بعد في بالمسافات بالطرق السمعية والمرئية، وعليه نعيش العيد في تقليل التجمعات؛ حفاظًا على صحة وسلامة الآخرين، مع إيجاد البرنامج اللازم لقضاء العيد السعيد بالشكل الصحيح مع الأهل والأولاد”.