+A
A-

الخضرة وأنابيب الغاز: قصة صداقة لا يعرفها البشر

يتساءل الكثيرون من عقود طويلة، لمن ستكون الغلبة؟ للثورة الصناعية المتسارعة أم لقوة الطبيعة، والتي وجدت على هذه الأرض منذ ملايين السنين؟

تساؤل يراود أذهان الكثيرين، في ظل التوسع المخيف لثقب الأوزون، وتصاعد منسوب الاحتباس الحراري، وذوبان جبال الجليد بالقطبين الشمالي والجنوبي، وغيرها الكثير.

وما بين هذه الانشغالات المشروعة للنشطاء، والصحفيين، والحكومات، عما يجب أن يكون، وألا يكون، وجدت خلف الدهاليز علاقات تقارب ما بين الندين الخصمين، على سفوح الوديان والجبال، والأراضي الفضاء التي اخترقتها أنابيب الغاز والبترول، محملة بداخلها الذهب الأسود والذي استطاع أن يغير موازين القوى في العالم بغمضة عين.

هذه الصداقة ما بين الخضرة، وبين الأنابيب والكتل الحديدية الصلبة، المتناثرة هنا وهنالك، هي اختصار حقيقي لما فشل به البشر ذاتهم، عبر عقود طويلة من الصراعات والحروب على ما هو كنوز تحت الأرض، من ثروات الكل يرى بأنه الأحق والأجدر بها.

تنمو الحشائش على أطراف هذه الأنابيب الضخمة غير مبالية بما يحدث في العالم، من خصومة وجدال وصراعات محمومة لا تتوقف، وتتصاعد الأشجار والأحراش ببطء وبجمال لا يفوقه جمال، هنا وهنالك معبرة عن مرحلة جديدة من دورة الحياة التي تحتضن بداخلها البشر كلهم، دون أي استثناء.