+A
A-

“ حَمَدٌ بَنَى البَحرَينَ دَار مَحَبَّةٍ “

قصيدة مهداة إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه في ذكرى ميثاق العمل الوطني.

 

عَادَ الرَّبِيعُ وَعَادَ فِيهِ المَوعِدُ

وَرَبِيعُنا في كُلِّ يَومٍ يَولَدُ

فَلَكُلُّ يَومٍ مَرَّ يَبقَى شَاهِدًا

أنَّ الذي نَحيا رَبِيعٌ سَرمَدُ

حَمَدٌ بِثاقِب فِكرهِ وَبِعَزمِهِ

جَعَلَ الرَّبِيعَ بِأرضِنا يَتَجَدَّدُ

كَانَت بِدايَةُ حُكمِهِ أنمُوذَجًَا

كَسِرَاجِ عَدلٍ لِلبَرِيَّةِ يُوقَدُ

شَعَّت بِهِ البَحرَينُ حَتَّى أنَّها

صَارَت كَنَجمٍ في المعالي يَصعَدُ

لَمَعَت لًنَا بِاليُمنِ وَمضَةُ فِكرِهِ

لِتَصُوغَ سِفْرًا مِثلُهُ لا يُوجَدُ

فَإذا بِهِ المِيثاقُ أسفَرَ مُشرِقًا

وَلِتَستَبِينَ الدَربُ عَدلاً يَخلُدُ

مِيثاقُنا صَفَحَاتُهُ مُزدَانَةٌ

بِرؤى مَليكٍ فِكرُهُ مُتَوَقِّدُ

فَبُنُودُهُ رَسَمَت لَنا مِنهَاجَنا

مِنهَاجَ حُبٍّ فَالطَّرِيقُ مُمَهَّدُ

فَبِهِ نَسِيرُ إلى العُلا في عِزَّةٍ

وَغَدٌ يَطِلُّ عَلى الرَّعِيَّةِ أمجَدُ

مِيثَاقُ عَهدٍ بِالوَفاءِ قَد ارتَضَى

مِلِكٌ وَشَعبٌ وَالإلَهُ الشَّاهِدُ

فَكَأنَّ أحرُفَهُ وكُلَّ سُطُورِهِ

دَانَاتُ في عُقدِ المَحَبَّةِ تُنضَدُ

حَمَدٌ بَنَى البَحرَينَ دَار مَحَبَّةٍ

مَلِكٌ بِهِ البَحرَينُ صَارَت تُحسَدُ

حَمَدٌ أبٌ وَمُعَلِّمٌ وَلَقد غَدا

مَلفَى الكِرَامِ بِكُلِّ أَمرٍ يُقصَدُ

من صلبِ أمجادٍ كَرِيمٌ أصلُهُ

وَرَبِيبُ بَيتِ الجُودِ فَهوَ الأجوَدُ

فَإذا طَلبنَا اليُمنَ فهيَ يَمِينُهُ

وَاليُسرُ مِن يُسرَاهُ دَومًا يُولَدُ

لا تَحسَبَنَّ المَجدَ يَأتِي صُدفَةً

فَالمَجدُ ليسَ تَمَنِّيًا بَل سُؤدَدُ

فَإذا أرادَ اللهُ رِفعَةَ أُمَّةٍ

أَعطِي لها بَطَلاً بِهِ تَتَوَحَّدُ

حَمَدٌ أتَانَا نِعمَةً مِن رَبِّنَا

شَعبٌ عَلى حُبِّ المَلِيكِ تَوَحَّدُوا

فَلَقَد سَعَى لِلمَجدِ سَعيًا دَأبَهُ

يُعلِي مَكَانَةَ شِعبِهِ كَي يَسعَدُوا

مَلِكٌ أبَى إلَّا العَدَالة نَهجهُ

في حُكمِهِ يَأتِي بِما هُوَ أَحمَدُ

حَمَدٌ يُرَاعِي اللهَ في أعمالِهِ

وَلِنِعمَةِ المَولى يَصُونُ وَيَحمُدُ

وَلِذا تَرَى الشَّعبَ الوَفِيَّ يُجِلُهُ

وَوَلاءَهُم حَمَدٌ إلَيكَ يُجَدِّدُوا

في كُلِّ يَومٍ جَاءَ مِن أيَّامِنا

فُتِحَت لَنا أبَوابُ كَانت تُوصَدُ

أبوَابَ خَيرٍ قَد فَتحتَ لَنا بِها

أَمجَادُنا وَبِفَضلِكُم تَتَمَدَّدُ

فَلَكُم أبا سَلمانَ كُلُّ تَحِيَّةٍ

لَكَ في القُلوبِ مَحَبَّةٌ لا تَنفَدُ

عَادَ الرَّبِيعُ بَوردِه وَزُهُورهِ

وَطُيُورُهُ أحلى المَدائحِ تُنشُدُ

تَغرِيدُها بِاسمِ المَلِيكِ تُزِينُهُ

في شَدوِها حَمَدَ العَظِيمَ تُمَجِّدُ

وَاليومَ عُدنا يا رَبِيعًا دائمًا

وَالعَودُ لِلذِّكرَى العَزِيزَةِ يُحمَدُ

إِنجَازُكُم حَمدٌ وَمِيثاقٌ لَكُم

لَهِما تَرى التَّارِيخُ صَارَ يُرَدِّدُ

مَلِكًَا كَما نَبغِي حَبانَا رَبُّنَا

فَلِرَبِّنَا شَكرًا وَحمدًا نَسجُدُ

 

د. عبد الله بن أحمد منصور آل رضي