+A
A-

ما قصة الاحتفال بيوم الحب؟

جذور الاحتفال بعيد الحب تعود لزمن بعيد جدا، فالقصص تقول إن مناسبة يوم الحب، التي تصادف غدًا الجمعة، إلى القرن الثالث الميلادي، وبالتحديد في عصر الإمبراطورية الرومانية، إذ كان الإمبراطور كلوديوس الثاني هو الحاكم للامبراطورية يواجه تحديات قوية في تلك الفترة، منها انتشار مرض الطاعون والجدري بين الناس، واللذان تسببا في وفاة 5 آلاف شخص كل يوم، وخسر عددا كبيرا من الجنود، إضافة إلى تعرض الامبراطوية لهجمات القوط في ظل نقص عدد الجنود.

وأراد الإمبراطور الحفاظ على حياة الجنود العازبين، باعتبارهم أهم عنصر في الحروب، وأكثر تحملا لمشقة وصعوبات الحروب مقارنة بالجنود المتزوجين، الأمر الذي دفع الإمبراطور الروماني اتخاذ قرار بحظر الزواج بين الجنود حتى لا ينشغلوا بأمر أسرهم وليظلوا أقوياء.

وتزامن مع ذلك حدوث اضطرابات داخلية عقب اغتيال الإمبراطور، فكان الحل الأمثل بالنسبة للإمبراطور الحالي ليتخلص من ضجة هذه الاضطرابات، وليضمن ولاء الجميع له، إذ جعل للامبراطور السابق غالينيوس الذي اغتيل، إلها يعبد إلى جانب الآلهة الرومانية التي سبق وأن تم إجبار المواطنين على عبادة الآلهة الرومانية، وكان يعتبر من يرفضها عدوًا للدولة، بجانب أعدائه من المسيحيين الذين اضطهدوا ليتركوا دينهم، وقتل كل من يرفض أوامره.

وبسبب ما سبق، كان القديس فالنتين أحد القديسين المسيحيين الذين يزوجون الجنود سرا؛ حتى لا يتعرضون للقتل على يد الإمبراطور، وعلى الرغم من كون القديس فالنتين بطل قصة يوم الحب، إلا أنه وبسبب حرق الكنيسة في ذلك الوقت لم يعرف عنه سوى أنه كان قديسا يقوم بنشر المسيحية وتعاليمها، وذكرت جميع القصص التي تحدثت عنه أنه كان أحد أمرين، إما كاهنا في روما، أو أسقفا في تيرني بوسط إيطاليا يتزعم نشر المسيحية، ولذلك تم قتله على يد الامبراطور كلوديوس.

وذكرت المراجع التاريخية أنه لم يقبل مناقشة الإمبراطور في آلهة الرومان لرفضه الوثنية، ولأنه كان يعارض أوامر الإمبراطور ويزوج الجنود سرا، إذ حُكم عليه بالإعدام في الرابع عشر من شهر فبراير “وهو تاريخ الاحتفال بيوم الحب” لعام 269 للميلاد.

وتعتبر قصة حب فالنتين من أشهر الروايات الشعبية التي تناولت قصة حب القديس لابنة الامبراطور كلوديس الثاني، أو ابنة السجان وورد في روايات أخرى من بعض المصادر، أنه كتب لها بطاقة حب، يعتقد أنها أول بطاقة حب كتبت في التاريخ، ومن هنا جاءت فكرة الاحتفال بيوم الحب وهو “الفالنتاين”.

الرجال ينفقون أكثر من النساء

ينفق الرجال في الولايات المتحدة الأميركية في المتوسط ضعف ما تنفقه النساء تقريبًا على شراء بطاقات عيد الحب.

ومنذ القرن التاسع عشر، تراجعت الرسائل الموجزة المكتوبة بخط اليد إلى درجة كبيرة، لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم إنتاجها بأعداد كبيرة.

أما في النصف الثاني من القرن العشرين، فامتدت عادة تبادل بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأميركية لتشمل كل أنواع الهدايا، وهي هدايا يقدمها الرجال عادةً إلى النساء.

وتشتمل هذه الهدايا بصورة تقليدية على زهور وشوكولاته يتم تغليفها بقماش الساتان الأحمر، ووضعها في صندوق على هيئة قلب.

أما في الثمانينات من هذا القرن، فارتقت صناعة الماس بمنزلة عيد الحب لتجعل منه مناسبة لإهداء المجوهرات.

وارتبط هذا اليوم بالتهنئة الأفلاطونية العامة والتي تقول “أتمنى لك عيد حب سعيد”.

وعلى سبيل المزاح، يرتبط عيد الحب بالإشارة إلى “يوم العزّاب”.

أما في بعض المدارس الابتدائية في أميركا الشمالية، فيقوم الأطفال في هذا اليوم بتزيين حجرات الدراسة، وتبادل بطاقات المعايدة وتناول الحلوى.

وعادةً ما تذكر بطاقات المعايدة التي يتبادلها هؤلاء التلاميذ في هذا اليوم، الصفات التي تجعلهم يشعرون بالتقدير تجاه بعضهم البعض.

وأسهمت زيادة شعبية الإنترنت في مطلع الألفية الجديدة، في ظهور تقاليد جديدة خاصة بالاحتفال بعيد الحب.