+A
A-

ساكس يشيد بجهود البحرين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

نظّمت لجنة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة، في إطار أنشطتها محاضرة بعنوان “تحقيق التنمية المستدامة في الشرق الأوسط.. التحديات والفرص” ألقاها مدير معهد الأرض في جامعة كولومبيا، وأستاذ التنمية المستدامة في كلية العلاقات الدولية والعامة بالجامعة المفكر الاقتصادي العالمي البروفيسور جيفري ساكس، بحضور رئيس لجنة الجائزة الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، وعدد من المسؤولين والسفراء والأكاديميين وأساتذة من عدد من الجامعات ورجال الصحافة والإعلام وذلك بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بالمحرق.

وأشاد جيفري ساكس، بالسياسة الحكيمة التي تنتهجها مملكة البحرين، في إرساء دعائم السلام، وتعزيز دور الضمير العالمي، ولفت إلي المكانة المتميزة التي تشغلها البحرين على الصعيد الدولي هي المحصلة الواقعية لإسهاماتها ومواقفها الداعمة في إرساء أسس الأمن والسلم الدوليين.

ونوه ساكس، بدور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ورؤيته في تعزيز قضايا السلام العالمي من خلال مبادرة سموه، التي أقرتها الأمم المتحدة باعتماد الخامس من أبريل من كل عام يوما دوليا للضمير، معرباً عن كامل شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، لمبادرته العالمية الرائدة التي تسهم في تحفيز وتشجيع العمل والتعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة.

وأضاف أن جهود مملكة البحرين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، جعلتها من الدول الرائدة في مسيرة الاستدامة العالمية، مشيداً بما تحققه البحرين من تقدم تنموي على كافة المستويات، وما قطعته من خطوات متقدمة في تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، والتي أقرتها الأمم المتحدة من خلال إدراجها في برنامج عمل الحكومة للسنوات 2019-2022.

وأكد أن مملكة البحرين خطت خطوات مهمة وحققت إنجازات لافتة في مجال تحقيق الأهداف الإنمائية ولاتزال من رواد دفة التغيير نحو الاقتصاد الأخضر على مستوى المنطقة، والتي اعتبرها ريادة ضرورية لدفع دول منطقة الشرق الأوسط إلى الحذو حذوها لتحقيق الأفضل على الصعيد البيئي.

وقال: لدى حكومة مملكة البحرين فهم كبير وإدراك عميق لأهمية ديمومة الالتزام تجاه تعزيز عرى التنمية المستدامة وجاهزيتها على الدوام لبذل مزيد من الجهود الرامية لضمان التحول الأخضر، وتقليل الاعتماد على القطاع الهيدروكربوني من أجل توليد طاقة متجددة نظيفة بما يخدم تحسين معيشة ورفاه مواطنيها.

وأوضح أن استعداد البحرين للقيادة على مستوى القيم (التسامح والسلم والأمان وصون الحريات واحترام الآخر) ليس أمر هين، فالقيم هي التي تحفظ للدول استقرارها لما يربطها بالتنمية من ارتباط وثيق، لافتاً إلي أن البحرين قطعت في هذا المجال شوطا طويلا.

وتطرق ساكس إلي تقييم تجارب دول المنطقة في مجال التنمية المستدامة، والتحديات التي تواجهها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة، وسبل التعامل معها بالشكل الذي يدعم سعي المجتمع الدولي نحو إرساء أسس السلام والأمن والاستقرار.

وعلى الصعيد الإقليمي، أكد ساكس أهمية أن تعمل دول منطقة الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية أكثر من أي وقت مضى على تعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية التي تزخر بها حتى تكون قادرة على الحد من الاعتماد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، لافتا إلى أن وضع المنطقة معقد إذا ما أخذنا- في الاعتبار اعتماد ميزانيات وثروات حكومات المنطقة على القطاع الهيدروكربوني بصورة شبه كلية.

وحث دول المنطقة على وضع استراتيجيات تنموية وبيئية وطنية والإسراع في تنفيذها جديا، إلى جانب تسخير أفضل العقول والتقنيات المتطورة للاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية، إلى جانب التوجه الجدي تجاه استخدام التطبيقات الكهربائية على غرار السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.

ولفت إلى أن تحقيق التنمية والتحول إلى الاقتصاديات الخضراء في المنطقة بالصورة المأمولة يستلزم تحقيق استقرار وسلام مستدام بصيغة تلائم خصوصية وتاريخ المنطقة.

وفي حديث عن التغير الرقمي والتكنولوجيات الرقمية، علق بالقول “من اكبر التحديات التي تواجه أمريكا هي التكنولوجيا الصينية، و لقد أثرت الثورة التكنولوجية في العالم بشكل مباشر على مستويات الرفاهية الاقتصادية، العسكرية، والأمنية، وبعد مرور 90 سنة على فكرة طرحها عالم إنجليزي في عام 1936 عن التواصل العالمي”.

وزاد ”في العام 1959 اختراع أجهزة البث في الاتصال والتي أحدثت ثورة رقمية، أعقبتها اختراع أجهزة الكمبيوتر، ومن بعد جاء الإنترنت، ومعها جاءت تغيرات جذرية أخرى مثل الإيميلات، الأجهزة اللاسلكية وغيرها”. وواصل “أن التكنولوجيا تستطيع أن تحل مشاكل كثيرة في قطاعات الصحة، التعليم، وقطاعات أخرى. ولكن هناك مشاكل تأتي مع التكنولوجيا مثل حماية الخصوصية والإدمان النفسي على التكنولوجيا”.

وأكمل “هناك نقطة مهمة فيما يتعلق بالتكنولوجيا، وهو الانعكاسات الاقتصادية للتكنولوجيا، ومحاولات تسهيل أمور التواصل، لكن المؤشرات السلبية للتكنولوجيا في مجال الاقتصاد قد تؤدي إلى خسارة الوظائف للكثيرين في المهمات التي تتم تقنينها آليا، وعليه فإن هذا التكنولوجيا قد تكون ليست عادلة في قد تسبب في تسريح الملايين”.

وأضاف “أقدر أهمية التكنولوجيا في مجال الصحة والتعليم والمعلومات ولكنها أيضا قد تكون لها عواقب سلبية في بعض الجوانب”.

وقال ”لدينا غازات مضرة أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة، فكوكبنا الآن هو اكثر حرارة من أي فتره سابقة، لآخر مره كانت الأرض بهذه الحرارة كانت قبل 150 ألف سنة”.

وأكمل ”التحدي الثاني هو ارتفاع منسوب سطح الماء الملاحظ عالميا والذي وصل الى 8 أمتار في بعض المناطق، إن ارتفاع سطح الماء لثمانية أمتار قد يدمر مدينة كاملة مثل (منهاتن)، ناهيكم بأن هنالك تحديات أخرى كتدمير الغابات بهدف التوسع العمراني وحرائق الغابات كالذي حدثت في استراليا وغابات الأمارون، وتلوث البحار والمحيطات وتأثيره على الثروة البحرية”.

وبدورها، استعرضت رئيس قسم التخطيط البيئي إدارة السياسات والتخطيط البيئي بالمجلس الأعلى للبيئة سوزان عجاوي آليات تحقيق بيئة مستدامة من خلال تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة عبر توفير المياه النظيفة والصرف الصحي الآمن، وأشارت الي اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ والآثار السلبية الناجمة عنه قائلة: أن البحرين هي إحدى الدول الموقعة على اتفاقية تغير المناخ واتفاقية باريس وهي ملتزمة بمقررات تلك الاتفاقيات، مبينة أنه يجرى العمل على إعداد خطة شاملة بشأن المناخ لتكون جاهزة بحلول نهاية عام 2020، كذلك إعداد عدد من الاتفاقات والمشاريع المقترحة التي تتعلق برفع كفاءة الطاقة المتجددة والتي تمهد الطريق لانبعاثات أقل.

وقالت القائم بأعمال مدير إدارة الإحصاءات السكانية والديموغرافية بهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية مها سبت أن رؤية مملكة البحرين 2030 تضمنت طموحات تنموية عالية لتحقيق أفضل معدلات التنمية، مستعرضة لأهداف التنمية المستدامة في البحرين 2030 من خلال إنشاء اللجنة الوطنية للمعلومات والسكان في عام 2015، بهدف مواءمة أهداف التنمية المستدامة مع الحكومة الموقرة.

وأشارت إلي أن نتائج لجنة المعلومات الوطنية أظهرت مواءمة أهداف التنمية المستدامة وخطة العملـــ الحكوميــــة بنسبـــــة 78 %، مضيفة أن خطة العمل الحكومية (2019-2022) تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.