+A
A-

المكرمون في “العين السينمائي”: البعض لا يكترث للكوميديا في المهرجانات

سلّط المخرج السوداني أمجد أبو العلاء الضوء، من خلال فيلمه الروائي الطويل الأول في مسيرته ستموت في العشرين على الأجواء الفلكلورية والصوفية وبعض العادات الغريبة التي البعض يمارسها ونقد العادات والتقاليد والأفكار الضحلة والمسلم بها التي توارثها المجتمع السوداني، وكشف كذب ومكر ودجل بعض كبار السن الذين يدعون قدسيتهم وفقهم بالدين الإسلامي وكشف العوالم الخفية بالصوفية في فيلم عرض في انطلاقة مهرجان العين السينمائي الذي قدم نجوم الفيلم في لقاء خاص مع الصحافة بمشاركة أبطال الفيلم، إسلام مبارك والتي لعبت دور الأم (سكينة) ومصطفى عبدالكريم بحضور المدير الفني للمهرجان هاني الشيباني.

وأكدت الفنانة السودانية إسلام مبارك أن الفيلم يعتبر نقلة حقيقية للسينما السودانية، مشيرة إلى الجهد الكبير الذي بذل في تصوير الفيلم بمعدات وأدوات هائلة ومتطورة كان أيضًا كلمة السر في نجاحه مع الظروف الصعبة التي كانت تلاحق الفيلم من إرهاب وتهديد وبالطبع صعوبات التصوير في السودان، بالمقابل، ألمحت مبارك إلى أن “ستموت في العشرين” ناقش بشكل واضح قضية الصوفية وعكس العديد من السلبيات والخفايا التي تصاحبها، مبينة أن تناول الصوفية لم يكن لإثارة الجدل أو الاستعداء، بل لعكس الوجه الحقيقي لما يحدث هناك، كما أضافت أنها سعيدة جدًّا بالتواجد في الفيلم الذي وصفته بـ (المختلف). وقالت مبارك إنها كانت تدرك أن الفيلم سينجح ولكنها تفاجأت أن نجاحه كان كاسحًا حيث إلى يومنا هذا يحصد العديد من الحوائط والتقدير ولم يعرض بعد في الخرطوم، وأثنت على إبداع المخرج أمجد أبو العلا والذي أكدت أنه مخرج مبدع وصاحب رؤية ثاقبة.

وكشفت إسلام أن الصدفة كان لها دور أساسي في اختيارها للدور، حيث ذهبت إلى المسرح فوجدت مجموعة من الأشخاص يقومون باختبار أداء المرشحين للعب أدوار بالفيلم، الأمر الذي أثار إعجابها لحداثة هذه التجربة في السودان فقالت شعرت أن مشاركتي سوف تضيف الكثير لمسيرتي الفنية من خلال مخرج سوداني له تجارب خارجية.

من جانبه، قال طبيب العيون الفنان مصطفى عبدالكريم الذي جسّده شخصية “مزمل” إن ذلك لم يكن سهلاً لأن الشخصية تصارع الحياة في داخلها، وأوضح مصطفى أن اختياره للشخصية كان عن طريق الصدفة التي كانت تلعب محور تغيير في حياته، حيث أخبره أحد أصدقائه أن هناك اختبارًا للأداء لفيلم لمخرج عالمي آتى إلى السودان، الأمر الذي شجّعه على خوض التجربة مما دفعه إلى إبراز كل ما عنده ليتم اختياره، وبعد التدريب تعلم كيفية التدقيق في قراءة النصوص واكتشاف ما في داخلها من أشياء يمكن من خلالها أن يجيد الدور المطلوب، مبينًا أن ما يميّز تجربته أن فريق العمل كان من خارج السودان، الأمر الذي يشكّل إضافة إلى خبرته كممثل في مشواره حيث إنها التجربة أولى مع بعض المحاولات “اسكتشات” بسيطة.

تكريم

وعقد المهرجان بعد ذلك جلسة حوار مع المكرمين في دورته الثانية والذين تم تكريمهم في الافتتاح، حيث حضر كلا من الفنانين أحمد بدير، وطارق العلي، وخليل الرميثي بوجود رئيس المهرجان عامر سالمين المري ومدير المهرجان هاني الشيباني والضيوف والصحافة وعدد من الفنانين أمثال خالد الرويعي وأمين الصايغ وغيرهم.

وشكر المكرمون على مبادرة المهرجان في اختيار فن الكوميديا هذا العام في اختياراته، حيث أكد المري أن المهرجان منذ انطلاقه له خط في الاهتمام بالفن والفنانين المتميزين الخليجيين والعرب في المقام الأول بعيدًا عن البهرجة، فهو تكريم للفن، وشكر الفنان خليل الرميثي في سؤال لـ”البلاد” عن أهمية تكريم الفنان الراحل علي الغرير كأول تكريم له في الخليج، واعتبر أن ذلك بمثابة شكر خاص له ولمشواره وسط أهله، وقال: “كان من الصعب علي الحضور إلى المهرجان لاستلام جائزة رفيق دربي، وأقرب شخص لي سواء من الناحية الشخصية أو الفنية، فكان شعورًا مؤثرًا ومحزنًا لي عندما تحدثت معي إدارة المهرجان حول هذا الأمر، لاسيما أنه لم يمر على وفاته سوى أيام، لكني شعرت أن تكريمه سيكون بمثابة لمسة وفاء له، وعلى عمل فني قدمه خلال مسيرته التي امتدت نحو 30 عامًا، ورسم من خلالها السعادة والبهجة على وجوه المشاهدين”.

وقال الفنان الكويتي إن بعض المهرجان للأسف لا تهتم للفنان الخليحي مطلقًا وسط إبهار كبير بالفنانين الأجانب أو أن بعضها تأخذ الموضوع كإعلان للمهرجان بانهم استضافوا الأسماء المهمة من هوليوود! وقال الفنان المصري الكبير أحمد بدير بأنه سعيد جدًّا بتواجده في هذا المهرجان الصغير في عمره والكبير في تفاصيله، وثمّن حرص المهرجان على تكريمه كفنان كوميدي لأن للأسف نجوم الكوميديا بعيدون عن هذه التكريمات ولا يختارونهم في الأحداث السينمائية ولا التكريم.

وتم عرض عدد من الأفلام في اليوم الأول من المهرجان، حيث شاهد الجمهور عددًا كبيرًا من الأفلام الخليجية القصيرة المشاركة في المسابقات مثل من البحرين قاسم حداد “هزيع الباب” و”المنطقة الرمادية”، إلى جانب من الأفلام الطويلة مثل “شارع حيفا” وفيلم “إن شئت كما في السماء” وغيرها من الأفلام.