+A
A-

شجرة “العمل” تطعم “600 عامل” أموالاً بمئات الآلاف

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

إذا كانت شجرة التفاح هي التي صاغت نظرية الجاذبية لنيوتن، فإن شجرة وزارة العمل هي التي جذبت آلاف الدنانير إلى 600 عامل.

لجأ عدد كبير من عمال شركة المحركات البحرينية إلى تنفيذ وقفة احتجاجية أمام شجرة تقع بداخل مواقف السيارات بمبنى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في مدينة زايد، وذلك احتجاجًا لعدم صرف رواتبهم لمدة وصلت إلى ستة أشهر.

“البلاد” تابعت تحركات العمال الذين بدأوها منذ الصباح الباكر أمس (الخميس) حتى انتهاء وقت الدوام الرسمي للوزارة، إذ توافد العشرات من العمال إلى الوزارة وازداد العدد شيئًا فشيئًا مع منتصف الظهيرة وشكل العمال لوحة فنية تحت إحدى الشجرات اليتيمة في أقصى شرق مواقف سيارات الوزارة.

وأكد العمال في حديثهم لـ”البلاد”: أن الشركة لم تصرف لهم رواتب لمدة تتراوح بين الثلاثة شهور والستة أشهر، لافتين إلى أنهم مضربون عن العمل لحين إيجاد الحلول المناسبة والناجعة لحل أزمتهم مع الشركة.

وبيّنوا: أن هذا الأمر لم يكن موجودًا طيلة فترة عملهم مع الشركة وأنهم يكنّون فائق الاحترام والتقدير لصاحب الشركة والمديرين إلى أن تطور الوضع وبدأت الشركة بتسريح عدد كبير من الموظفين حيث كان عدد الموظفين قبل نحو ثلاث سنوات 2900 موظف ووصل اليوم إلى نحو 600 موظف.

وأردفوا بالقول: ورغم تقليص عدد الموظفين إلا أن أوضاع الشركة بدأت بالتدهور أكثر وأكثر، وأخذ الوضع منعطفا خطيرا، حيث بدأ الشركة بعدم صرف الرواتب للموظفين، ومع كثرة الوعود من قبل المسؤولين للصرف، لم يتوقف العمال من العمل لحد ما تطورت الحالة لعدم صرف الرواتب لمدة وصلت إلى ستة أشهر.

وبينوا أن وقفتهم الاحتجاجية اليوم تأتي في الوقت الذي استنفدوا مع الشركة كل الحلول ووصلوا إلى طريق غير مسدود مما جعلهم يتواصلون مع وزارة العمل للوقوف على قصتهم مع الشركة وإيجاد الحلول.

ولفتوا إلى أن الوزارة رحبت بهم بكل حفاوة وتابعت الموضوع مع صاحب الشركة وأن هنالك مسعى جادًّا من قبلها لحد الموضوع أمس (الخميس).

وقال عدد منهم لـ “البلاد” “إننا ننوي ترك الشركة نهائيًا حيث إننا ننتظر أن نستلم رواتبنا المتأخرة ومن ثم سنترك العمل باحثين عن وجهة أخرى، مشيرين إلى أن العمل في الشركة أصبح مصدر تعاسة بعد أن كان مصدر سعادة”.

وبيّن أحد الموظفين البحرينيين لـ “البلاد” أن الشركة لم تكن تعاني أي أزمات ولكن بسبب اختلال على مستوى الإدارة من جهة وعدم الالتزامات بالدفع من قبل بعض الزبائن الرئيسيين والركود الذي تعيشه البحرين برزت هذه المشكلة.

وأفاد: “أصحاب الشركة جدًّا محترمون، ونكنّ لهم كل الاحترام، ويجب على الدولة الوقوف مع هذه الشركة العملاقة التي تمثل فارقًا كبيرًا في سوق الإنشاءات والبناء في البحرين”.

 

الدوسري لـ”^”: حللنا المشكلة ومالك الشركة أودع أموال الرواتب

أكد وكيل وزارة العمل والتنمية صباح الدوسري لـ”البلاد” أن الوزارة باشرت عملياتها بين عمال شركة المحركات البحرينية والإدارة على الفور، وذلك بعد أن تقدّم عشرات الموظفين للوزارة بشكوى رسمية تفيد بعدم صرف مرتبات العمال لفترات طويل وصلت لأكثر من ثلاثة شهور.

وبيّن أن الوزارة اجتمعت مع مالك الشركة وممثلين عن العمال، مشيرًا إلى أن صاحب الشركة رجل متفهم ومحترم وأبدى مرونة كبيرة وأودع أموال رواتب العمال في الحسابات الخاصة تمهيدًا لصرفها للعمال بإشراف وزارة العمل.

ولفت الدوسري إلى أن الوزارة ستتابع مع الشركة باستمرار عملية حفظ حقوق الطرفين، لاسيما العمال لتتأكد من عدم تكرار مثل هذه المشكلة.

هذا وأثنى عمال الشركة وموظفوها على الدور البارز والكبير الذي بذلته وزارة العمل من أجل الوصول إلى نهايات سعيدة لمشكلتهم، وعبروا عن بالغ تقديرهم وشكرهم إلى مسؤولي الوزارة وعلى رأسهم الوكيل صباح الدوسري.