+A
A-

سيدة العقار الأولى المناعي... دشنت مسيرتها بـ 20 دينارا

أول بحرينية تعتمد خبيرا عقاريا عالميا في 2015

بيع نحو 460 وحدة سكنية في “جولدن جيت” ولم يتبق سوى 85

“هزة ربانية” غيرت مجرى حياتها وشخصيتها

سوقت لـ 10 مشاريع وأكثر من 4 آلاف وحدة سكنية

 

وسط تفاعل كبير من الحضور مساء يوم الخميس الماضي في مركز البحرين الدولي للمؤتمرات والمعارض، استعرضت سيدة الأعمال والمديرة التنفيذية لعدد من الشركات إيمان المناعي، حياتها المهنية الحافلة والتي ناهزت الـ 15 عامًا منذ أن كان عمرها 18 سنة إلى اليوم وهي في سن 39 عامًا، إذ شهدت خلال حياتها المهنية تحولات كبيرة ومحطات صعبة؛ لتصنع لنفسها نجومية في عالم العقارات، لخصته في كتاب صدر أخيرا بعنوان “الحياة والعقارات في 60 يوما”. استطاعت المناعي خلال مسيرتها من كسب اسم لامع في المحافل العقارية خصوصًا، وفي فترة قصيرة استطاعت الصعود رغم المطبات المهنية والشخصية التي استطاعت التغلب عليها متسلحة بدعاء الوالدين، إذ تمكنت خلال هذه المسيرة تسويق نحو 17 برجا وأكثر من 4 آلاف وحدة سكنية ونحو 10 مشاريع.

من “دلوعة” إلى مسؤولة

بدأت المناعي بالحديث عن نفسها، إذ وصفت نفسها بأنها “دلوعة” وهي على مقاعد الدراسة الجامعية، إلا أن “هزة ربانية”، بحسب قولها، هي التي غيرت وقلبت حياتها رأس على عقب. ففي إحدى المرات، وأثناء مرورها بالشارع، شاهدت حادثًا مروريًا كان يبدو عاديًا، لكنها تساءلت عمن يكون في هذا الحادث، وبعد عودتها للمنزل اكتشفت أن والدتها هي طرف فيه، إذ أصيبت بكسور بينما توفي شقيقها في الحادث، فكانت الصدمة التي غيرت حياتها بصورة كبيرة وشخصيتها وجعلها تطلع بالمسؤولية في سن مبكرة، وأن هذه الحادثة علمتها مواجهة الأزمات مرارًا وتكرارا في حياتها، ناصحة الحضور بأن عليهم اختيار الطريق الصعب دائمًا حين يواجهون مثل هذه الهزات.

وبعد 4 سنوات من هذا الحادث، واصلت المناعي تحصيلها الجامعي في كلية إدارة الأعمال تخصص تقنية المعلومات، وبعد انتهاء الدراسة كان لابد من اجتياز التدريب المهني، فأشار عليها والدها بالعمل في مشروع “أبراج اللؤلؤ” العقاري والذي تواكب مع انطلاق مشاريع “التملك الحر” حينها، وبالفعل انضمت للشركة كمتدربة.

وكونها البحرينية الوحيدة التي كانت تتقن اللغة العربية، كان زبائن “أبراج اللؤلؤ” وكثير منهم خليجيون، يفضلون الحديث معها، وبفضل أسلوبها الجذاب استطاعات التسويق لعدد كبير من الشقق ما أثار غيرة مديرتها الفرنسية، التي بدأت بالتضييق عليها، خصوصًا كونها سيدة محجبة. وأوضحت المناعي أنها تعرضت لممارسات مهينة، ورغم صبرها، لم تتحمل المديرة ذلك، لتطلب نقلها إلى قسم الاتصالات أو الرد على الهاتف، وحين تحدثت مع والدها بخصوص ذلك، نصحها بالبقاء وعدم المغادرة، وبالفعل سمعت نصحية والدها لتبقى وتثبت نفسها؛ لتصبح مديرة للشركة في 2007، وتكون بذلك أصغر مدير عقاري في البحرين حينها.

ورغم الوظيفة المستقرة والمزايا العالية، إلا أنها اختارت لنفسها التحدي حين قدمت استقالتها من منصبها المرموق في 2009، وسط ذهول بعض المحيطين بها، لكنها لم تكن أن تقبل في وضع يتسم فيه العقار بالركود بعد الأزمة المالية العالمية في 2008.

 

5 سنوات عاطلة عن العمل

بدأت المناعي من الصفر، إذ ظلت عاطلة عن العمل نحو 5 سنوات، وكان مدخولها صفرا، لكنها بدأت في أولى خطوتها بتأسيس شركة للديكور (Foi Design) واستثمرت السمعة الطيبة التي حصلت عليها من خلال نشاطها السابق في “أبراج اللؤلؤ”، إذ من خلال اتصالاتها عرضت على ملاك الوحدات عمل الديكور لهم، إذ كانت تتفق مع المقاولين والموردين؛ لتقوم بدور المرتب والوسيط، ورغم عدم وجود أي خبرة سابق لها في الديكور، لكنها استطاعت تحقيق النجاح رغم العقبات والصعوبات التي مرت بها منذ تأسيس السجل وحتى ممارسة العمل على أرض الواقع.

تشير المناعي إلى أنها بدأت برأس مال لا يتجاوز 20 دينارا فقط، إذ عملت لوحدها دون الاستعانة بأي عامل، فقامت بالاتفاق مع المقاولين لتوفير الخدمات، وتمكنت من خلال مؤسستها من عمل الديكور لنحو 40 شقة في أبراج اللؤلؤ و30 شقة في أمواج، و3 فلل في “الرفاع فيوز” و20 فيلا ومقهى في السعودية.

واستثمرت ولعها بالتراث، لتؤسس مؤسسة ثانية هي “بقشة للهدايا” وذلك في العام 2011، إذ تغلف بنفسها توزيعات “القرقاعون” ولم تكن في البداية تعتمد على أية موظفات.

العودة للعقار

وفي 2013 عادت المناعي لحضن العقار مرة أخرى، من خلال “فونتانا”، إذ استطاعت تسويق 6 أبراج في 4 سنوات وحققت خلالها إنجازات كونها أول سيدة بحرينية تعتمد خبيرا عقاريا عالميا في 2015، ومن ثم حصولها في 2016 على شهادة “كوتشنغ”، التي غيرت طريقة تعاملها مع الموظفين وحتى على مستوى العائلة، وخلال هذه الفترة برز اسمها في الصحافة والإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

وفي 2018، حصلت على عضوية لجنة العقار في غرفة تجارة وصناعة البحرين بعد أن وقع الاختيار عليها؛ نظرًا لكفاءتها ومهنيتها. وأشارت المناعي بفخر إلى تشرفها بلقاء سمو رئيس الوزراء وهو لقاء تعتز به كثيرًا، إذ أشارت على سموه أن الضرائب والرسوم من شأنها التأثير على قطاع العقارات، مشيدة بتوجيهات سموه، إذ تم استثناء العقارات من ضريبة القيمة المضافة.

وفي 2019 كانت المناعي على موعد من البدايات الجديدة، إذ قررت تأسيس شركتها العقارية الأولى بالشراكة مع أحد زملائها، وافتتحت لها مكتب في السيف بتجهيزات متواضعة.

مشروع “جولدن جيت”

وجاءت المحطة المهنية الأخيرة في حياة المناعي حين تم اختيارها لتكون نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات لمشروع “جولدن جيت”، إذ اعتبرت أن المشروع ينسجم مع نظرتها ورؤيتها لذلك قبلت بهذه المهمة الجديدة، مشيرة إلى أنه منذ إطلاق المشروع فقد تم تحقيق النجاح ببيع نحو 460 وحدة في حين لم يتبق سوى 85 وحدة، تأمل أن يتم تسويقها عما قريب.

وتطرقت المناعي إلى قصة “الجرس” الذي اشتهرت به، إذ كان هذا الجرس يعود لجدتها التي توافها الله وكانت تستخدمه لطلب العاملة المنزلية، إذ جعلت منه الحفيدة أداة تحفيزية، فتقوم بقرعه كلما أنجزت صفقة بيع جديدة، مشيرة بكل فخر إلى أنها حققت أرقاما قياسية في هذا السياق، من بينها تسويق 60 شقة في 3 أيام فقط.

وتفاعل الحضور مع قصة حياة إيمان المناعي، إذ أشار بعضهم إلى أنها أعطتهم الحافز للتغيير والتطور، في حين توالت الاستفسارات من قبل البعض بشأن تفاصيل مسيرتها.