+A
A-

الرويعي: البحرين تمتلك قاعدة لصناعة السينما

ممثل ومخرج يختزل النجاح منذ أكثر من 30 عاماً، وضع بصمته الإخراجية من خلال مناقشة القضايا الأكثر مساساً بأوضاع المجتمع، اشتهر بأدواره التليفزيونية في مسلسلات “سعدون” و “نيران”، كما شارك في تمثيل فيلمي “حنين” و “حكاية بحرينية” ومؤخرا فيلم “الشجرة النائمة”.

وكأي فنان يرغب في تحقيق أحلامه التي تتمثل في صناعة سينما حقيقية تهدف إلى خدمة المجتمع، اختار أن يطلق لخياله العنان وأن يترك أفكاره تفرض نفسها في عالم الواقع. إنه المخرج جمعان الرويعي.

في موقع تصوير مسلسل برايحنا التقينا بالفنّان جمعان وكان سخيا بوقته، دون أن ينأى عن هواء الفن الذي يتنفسه، ليمدنا بهذه السطور التي تؤرخ مسيرته الفنية من خلال الحوار الذي كان لنا معه.

نبذة صغيرة عن جمعان قبل الإخراج كلمة تختصر للقارئ سيرة الممثل جمعان الرويعي.

كممثل، بدأت منذ الصغر وتتلمذت على يد أساتذة كبار، كنت مع المسرح البحريني في بداية نهوضه، وكانت بدايتي مع مسرح الطفل في “باسمة والساحر”. وبدأت التمثيل عندما كنت ذا عشر سنوات تقريباً.

قصة التحاقك بالمسرح غريبة بعض الشيء، حدثنا عنها.

نعم، حقيقة كنت متشوقاً للتمثيل منذ كنت طفلاً، في يوم من أيّام المدرسة في الطابور الصباحي أعلن أحد الأستاذة عن مسرحية للأطفال، ويوجد مخرج يرى أداءنا، وعندما تم اختيارنا نحن الثلاثة قدمنا بروفات للقراءة، وبناء عليها أسندت الأدوار إلى زملائي، واختاروني ممثل احتياط وراقصا مع الفرقة.

أول ظهور لك على المسرح، كيف ومتى كان؟

عندما اختاروني أنا وزملائي، كنت أحضر جميع البروفات كمشاهد فقط، حتى جاء يوم وقررت أنه سيكون اليوم الأخير لي في البروفات، ولكن ما حدث في ذلك اليوم أن زميلي لم يحضر البروفة؛ لالتزامه بمباراة كرة يد مهمة في ذلك الوقت، وفي ذلك اليوم كان المخرج يريد القيام ببروفة يقيس على أساسها زمن الفصل الأول من المسرحية. وبسبب غياب زميلي أسند الدور إليّ، فطلب مني المخرج قراءة النص من الورقة، فأخبرته بأنني أحفظ النص وأجيد تمثيل المشهد كاملاً بسبب مشاهدتي لهم أثناء التدريبات السابقة، ففوجئ الجميع وأعجبوا بأدائي واستأذنوا من زميلي لاحقاً وأصروا أن أقوم أنا بالتمثيل في المسرحية بدلاً منه.ما أحب الأعمال إلى قلبك التي شاركت فيها خلال مشوارك الفني أثناء أكثر من 30 عاما؟أحب وأتذكر جميع لحظاتي في المسرح والسينما والتليفزيون، وربمّا أحبها إلى قلبي البدايات؛ لأنها الأساس.

ما التجارب السينمائية التي تأثرت بها؟ هل تتذكّر الفيلم الأوّل الذي أثّر فيك؟

في البداية، كانت صناعة السينما حلم بالنسبة إلي، وعملت كثيراً واجتهدت حتى قدمت تجارب كثيرة بين القصيرة والطويلة، وأول فيلم قدمناه اسمه “استيقظ في الصباح” لعبدالله السعداوي، رواية قصيرة صنعنا منها فيلماً فاز في مهرجان أبوظبي السينمائي، حصلنا على كاميرة كجائزة للفيلم.

*ما مشاريعك المستقبلية وما هي قصة “سعدون”؟

الأحلام كثيرة، و “سعدون” من الشخصيات التي ما زالت حية بعد أكثر من 20 عاما. وفي الحقيقة، إن الكثيرين كانوا يطالبون بجزء ثانٍ منه، لكنّ الفكرة التي كانت تدور مؤخراً في رأسي هي صناعة فيلم يكمل مسلسل “سعدون”، خصوصاً أصبح لدينا جمهور واع ويهتم بصناعة السينما، لهذا السبب سنبدأ العمل قريبا على فيلم سيحمل اسم “شيّال الفرح” وسيكون مكمّلاً لمسلسل “سعدون”. آملين أن يكون هو متنفس البداية لإكمال مسيرة صناعة الأفلام.

ماذا عن السينما المستقلة والأفلام والبرامج القصيرة مثل برنامج “المسباح”؟

حقيقة، أحمد شريف أحد الشخصيات المجتهدة التي أحبها وأحترمها، كنت أعرفه من خلال الفيديوهات والمقاطع التي يقدمها في مواصل التواقع الاجتماعي. تواصل معي أحمد واقترح أن أشارك معه بعد أن أطلعني على أفكاره التي كانت راقية ومبهرة، ومما يعجبني فيه أيضا استغلاله عمله ليقدم الطاقات الشبابية الموجودة. أما عن تجربة “المسباح”، فإنها من التجارب الجميلة والرائعة التي عشتها مع المجموعة وأضافت لي الكثير.

الهروب الجماعي للمخرجين البحرينيين إلى الخارج... كيف تفسره؟

بسبب عدم وجود الإمكانيات والدعم الكافي، وهو ما يفسر أيضاً عدم تكرار جيل التسعينات الفني.

دخلت مجال التدريس، هل تجد في الجيل الجديد أملاً في إيجاد وسط فنّي محترف؟

نعم بالتأكيد، لدينا طاقات مذهلة وبالإمكان أن يصلوا إلى مستوى احترافي. قدمت ورشات عمل عديدة منها في مسرح الصواري وفي وزارة شؤون الشباب والرياضة، حيث إننا من خلالها قدمنا حفل الافتتاح، وكانت عبارة عن مرثية للراحل عبد الحسين عبدالرضا. وكانت هذه أول تجربة لمعظم الذين مثلوا مع في الحفل.

هل هناك خطوات مطلوبة من هيئة الثقافة لتطوير صناعة السينما؟

كل ما نحتاجه هو الدعم، لدينا الطاقات البشرية ولدينا المحتوى الجيد والهادف، ولكن إن لم تكن لدينا الإمكانات فإن هذه الطاقات ستهمل، والمواهب ستدفن. الدعم هو الأساس ومتى ما توافر لدينا فإننا سنصل إلى مراحل مختلفة من الإبداع.

بعيدا عن الفن، يوم جمعان المثالي كيف يكون؟

ضاحكاً: “يومي المثالي!” ربما بزيارة الأهل والأصدقاء، ولكن لا يوجد لدي يوم بعيد عن الفن؛ لأننا نجتمع في مكتبة نون العائدة لعلي الشرقاوي يوميا، وحقيقة هي عادة اكتسبتها منذ الصغر، حيث نلتقي مع مختلف الأصدقاء من الفنانين والأستاذة في المكتبة.

 

حوار طالبة الإعلام: إيمان الحسين

جامعة البحرين