+A
A-

مكاسب عديدة لانتصار الأحمر على إيران

يسير منتخبنا الوطني لكرة القدم بخطى ثابتة في مشوار التأهل لمونديال 2022 بعد أن حقق فوزًا ثمينًا على إيران المصنف الأول آسيويا وال 23 عالميًّا في مواجهة الذهاب الأخيرة التي انتهت 1/0 في المنامة ليرفع رصيده إلى 7 نقاط من فوزين وتعادل جعلته يتقاسم الصدارة مع العراق ليعزز حظوظه في بلوغ النهائيات لأول مرة وإن كان المشوار مازال طويلا.

بعيدًا عن النتيجة، فإن الأحمر حقق العديد من المكاسب المهمة بعد المواجهة الأخيرة التي خاضها في التصفيات المشتركة المؤهلة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023 ليثبت للجميع بأنه أصبح رقمًا صعبًا في المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبه العراق وإيران وكمبوديا وهونج كونج وأنه لن يكون صيدًا سهلاً في المجموعة التي تعتبر واحدة من أقوى المجموعات.

ونستعرض في هذا التقرير أهم المكتسبات التي خرج بها المنتخب بعد الإطاحة بإيران.

الثقة بالنفس

كان المنتخب بحاجة إلى تحقيق انتصار مدوي كالذي حققه على حساب إيران ليستعيد الثقة بنفسه في القدرة على تحقيق الفوز على مختلف الخصوم، فلطالما كان الجميع يردد الأغنية المشهورة “هذا البحريني ما تغلبونه” وغالبًا لم تكن تتحقق على أرض الواقع، ولكنها ابتداء من لقب بطولة غرب آسيا أصبحت شعارًا للاعبي المنتخب، لأنهم أدركوا بأن العطاء داخل الميدان والروح القتالية والانضباط الفني هي السلاح الأساسي لتحقيق الانتصار تلو الانتصار بعيدًا عن رهبة المنافس واسمه وتصنيفه وموقعه وتاريخه.

وأن تلك الثقة سيكون لها انعكاس إيجابي على مشوار المنتخب، فالأحمر أصبح قادرًا على هز الشباك وتهديد مرمى الخصوم والسيطرة على منطقة المناورات دون خوف وهو مكسب هام جدا.

عودة الجماهير

على امتداد ال 10 سنوات الماضية فقد المنتخب ثقة الجماهير، باستثناء خليجي 23 بدولة الكويت التي شهدت تطورًا في أداء المنتخب، لكن الجماهير كانت غائبة عن مدرجات استاد البحرين الوطني في أكثر من مناسبة لأنها كانت محبطة دائمًا من نتائجه ومستواه، ولكن الفوز بلقب بطولة غرب آسيا والمستويات المتطورة التي قدمها المنتخب وبالأخص الفوز على إيران سيجعل الجماهير تزحف بكل قوة إلى استاد البحرين الوطني في جميع المباريات القادمة التي سيخوضها على أرض الوطن، لأنها بدأت تفتخر بهذا المنتخب وتعلق عليه الآمال في تحقيق حلمها وتطلعاتها، والانتصار على إيران سيدفعها أكبر للوقف خلفه ومساندته في المرحلة القادمة.

القناعة بالمدرب

في مختلف الظروف وفي معظم المراحل، كان المدربون محط سخط الجماهير وانتقادات وسائل الإعلام، باستثناء المدرب الأرجنتيني كابرييل كالديرون الذي أشرف على قيادة المنتخب بخليجي 21 عام 2013 عندما وجد أسلوبه قبولاً من الشارع الرياضي بنسبة كبيرة.

واليوم نجد هناك حالة من الرضا بأداء المدرب البرتغالي هيليو سوزا وإشادة بأسلوبه التدريبي الذي يعتمد على جميع اللاعبين لدرجة أنه أصبح من الصعوبة التكهن بالتغييرات أو التشكيلة التي سيدخل بها المباراة، كما أن المدرب حظي بإشادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وهو ما ولّد قناعة كبيرة بالمدرب من قبل الشارع الرياضي نأمل بأن تستمر إلى نهاية المشوار وتتكلل بالنجاح.

ارتفاع حظوظ الأحمر

إن الفوز على إيران رفع من حظوظ المنتخب في بلوغ الدور الثاني من التصفيات دون المبالغة في الأمر مع تبقي خمس مباريات في الدور الحالي من التصفيات، حيث إن الفوز على إيران وكسب النقاط الثلاث منح المنتخب دفعة معنوية كبيرة وثقة بالنفس في القدرة على هزيمته أو التعادل معه في طهران للخروج بنقطة على أقل تقدير، ووفق المعطيات النظرية فإن منتخبنا بإمكانه الفوز على كمبوديا وهونج كونج، وأما بالنسبة للعراق فإن الأحمر كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز على العراق في مواجهة الذهاب بالمنامة لولا الهدف الذي جاء في الوقت بدل الضائع ليهدي العراق نقطة التعادل بعد أن كنا قريبين من كسب النقاط الثلاث، وهي معطيات تشير إلى ارتفاع حظوظنا مع أهمية عدم الإفراط بالثقة وطي الصفحة الحالية والعمل على مضاعفة الجهود.

مضاعفة الدعم

مكسب آخر مهم سيحظى به المنتخب بعد النتيجة المذهلة التي حققها أمام إيران، حيث إن تلك النتيجة ستضاعف من حجم الدعم المادي والمعنوي من قبل المسئولين عن الرياضة لأن ذلك الأداء سيحفّزهم على زيادة العطاء والوقوف بجانب المنتخب وتسخير كافة الإمكانات أمامه، وقد أكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة خلال لقائه باللاعبين ذلك، فالعطاء والتقدير سيشجّع اللاعبين على التميز أكثر وإن كان الدافع الحقيقي هو حب الوطن ورفع رايته عالية خفاقة.

أبواب الاحتراف

التألق اللافت لمنتخبنا الوطني في التصفيات سيفتح أمام اللاعبين أبواب الاحتراف بصورة اكبر بالدوريات الخليجية والأوروبية خصوصًا وأن الأضواء تكون مسلطة على اللاعبين في التصفيات من قبل السماسرة والكشافة ومدربي الأندية وهو ما يستدعي مضاعفة الجهود وتقديم أفضل المستويات ليحصل لاعبونا على فرصتهم في الاحتراف أسوة بالجيل الذهبي لمنتخب 2002 الذي كان قريبًا من بلوغ مونديالي 2006 و2010، خصوصًا وأن لدينا حاليًّا لاعبين محترفين وهما عبدالله يوسف لاعب لافيا براغ التشيكي وسيد ضياء سعيد لاعب النصر الكويتي.