+A
A-

الكاتب والسيناريست بشير الديك: THE GODFATHER المهم للسينما

الكاتب والسيناريست المصري بشير الديك غني عن التعريف في العالم العربي والعالمي، فهو أحد أبرز وجوه جيل الواقعية الجديدة في السينما المصرية، ووراء العديد من أنجح القصص والسيناريوهات القيمة في السينما العربية، فمن منا لا يذكر أفلاما مثل “الحريف، سائق الأتوبيس، ضد الحكومة، موعد على العشاء، النمر الأسود”، وغيرها من أفضل النتاجات الراسخة عندنا، ويقول عنه النقاد بأنه “مكتشف الضعف الإنساني في السينما”.


تواجد بشير الديك ضمن مهرجان الجونة السينمائي الدولي مؤخرا في مصر وتحدث للصحفيين عن هذه المشاركة عبر فيلم “الفارس والأميرة”، وهو أول فيلم رسوم متحركة مصري عربي كتب قصته وحواره، بعد أن أدرجت إدارة مهرجان الجونة السينمائي الفيلم ضمن مسابقات الدورة الثالثة على أن يتم عرضه تجاريا قريبا في البحرين والدول العربية ومن ثم العالمية.


الفيلم الذي بدأ العمل فيه العام 1997، أي قبل أكثر من 20 عاما، يشارك بالأداء الصوتي فيه أسماء كبيرة مثل مدحت صالح ومحمد هنيدي ودنيا سمير غانم وماجد الكدواني، وعبدالرحمن أبو زهرة وغسان مطر وعبلة كامل، كما سيظهر صوت كل من النجمين الراحلين سعيد صالح وأمينة رزق، وعندما عرض في المهرجان بحضور مسافات البلاد كان من الحضور صناع الفيلم أمثال مدحت صالح وعبدالرحمن أبوزهرة ولقاء الخميسي، وتدور أحداث “الفارس والأميرة” حول الفارس العربي في القرن السابع الميلادي محمد بن القاسم، الذي تيقن وهو في سن الـ 15، أن لا وجود للمستحيل، وأخذ عهدا على نفسه بإنقاذ النساء والأطفال، المختطفين من قبل قراصنة المحيط الهندي، وعند بلوغه سن الـ 17، قرر ابن القاسم ترك مدينته البصرة في العراق والمضي في مغامرة مثيرة لتحرير السِند من حكم الملك الظالم “داهر”، الذي كان يتقاسم الغنائم مع القراصنة.


 في البداية لماذا 20 سنة؟
يضحك.. الفيلم تاريخي ومهما مرت سنوات، فلن يتغير شيء، وليس عملا يناقش مشكلة معاصرة! والحقيقة لم أتوقع أن يشارك في مهرجان كبير مثل الجونة، وإن كان طُلب في أكثر من مهرجان منها مهرجان مالمو وأحد مهرجانات المغرب، لكن الأهم من ذلك أن يحبه الجمهور، وأنا سعيد جدا بعرضه أخيرا كتجربة جددية فريدة في الوطن العربي. والعودة للسؤال، فإن صناعة فيلم رسوم متحركة يتم بطريقتين الأولى، وهي الـ 2D، والثانية 3D، ونحن اخترنا من البداية الطريقة الأولى، حيث يتم رسم كل أحداث العمل، وقام بالفعل فنان الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين برسم كل الأحداث، تبقي فقط المعركة الأخيرة مثل ما قلت من قبل، وقمنا بعملها 3D، فلم يكن هناك تقدم تكنولوجي أحدث مما قمنا به، فنحن من البداية اخترنا صناعة فيلم “هاند ميد” على طريقة ديزني، واستغرقنا عامين فقط للانتهاء من ۹۰ ٪ من الفيلم، ولكن توقفنا بسبب مشكلات إنتاجية، وعموما مثل ما قلت بأن الفيلم تاريخي، ومهما تغيرت السنوات، فلن تغير من بطولة الشخصية.

هناك شاعرية كبيرة في أحداث العمل الكارتوني.. حدثنا عن ذلك؟
أولا الفيلم مستوحى من قصة تاريخية حقيقية تعود في القرن السابع الميلادي، وبالفعل قمنا باستخدام تقنية الميتا واقعي أي فوق الواقع أو الواقعية الجديدة، وهو أسلوب محبب عند المنتجين اليوم، وهي صورة من الواقع، وهو ما سيجده المشاهد في الفيلم بشكل مختلف؛ لأن نوع العمل يقتضى وجود أسطورة وملحمة، من أجل القالب الموسيقي للعمل، فلا تستطيع تقديم عمل رسوم متحركة بواقعية صلاح أبوسيف مثلًا، فقمت بعمل مداعبة لمشاعر الجمهور بالموسيقى والاستعراضات، وقمت بعمل “ديكوباج” كامل للفيلم من بدايته للنهاية، سيطرت خلاله على القالب الرئيس للفيلم.


شخصيا أحب المغامرات، فكافة أفلامي كانت مغامرة، وفي كثير من الأحيان نجحت المغامرة؛ لأنها أحيانا تكسر الواقع، وأتوقع أن الفيلم سيفاجئ الجمهور وسيتقبله في كل مكان.


 لماذا انت اليوم مختفٍ عن الإنتاج السينمائي؟
أنا موجود دائما و”متابع ممتاز” لكل الأعمال المطروحة، لكن هناك ربما تحفظات عندي على موضوعات الأفلام التي تقدم، وبالطبع مصر ولادة، وهناك كتاب واعدون ومخرجون جيدون، لكني لم أجد ما يشدني للكتابة، لذلك توقفت عن الكتابة، وحاليا أقوم بالقراءة فقط، في التاريخ والتصوف، وهو ما كنت أرغب به من سنوات طويلة، وإذا وجدت بها شيئًا يجذبني للكتابة، سأكتب للسينما أو التلفزيون، فأنا أنسان مغامر في كل شيء، حتى في أفلامي سمة المغامرة هي الأساس عندي، والحقيقة أن في كثير من الأحيان نجحت المغامرة؛ لأنها أحيانا تكسر الواقع، وأتوقع أن الفيلم سيفاجئ الجمهور وسيتقبله بالرغم من جنونه.


 في نظرك أين تكمن أزمة الفن السينمائي العربي؟
يجب أن نبتعد عن المقارنات، فلا توجد أي نقطة مقارنة بين السينما عندنا وفي الغرب مطلقا؛ لأن الإنتاج الضخم في هوليوود أتاح فرصة للتنوع في الأفلام ما بين الأكشن والعنف رغم أن بها مبالغة كبيرة ولا تعتمد على الواقع بشكل كبير، والقضية هي أن الكاتب عندما يستمتع بكتابة فيلم معين، فبالتأكيد سيستمتع الجمهور المتلقي أيضا، شخصيا أنا أعشق للفيلم الخالد THE GODFATHER للمخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا، ومن بطولة الممثل مارلون براندو في دور دون فيتو كورليوني، ويشاركه في البطولة العملاق أل باتشينو في دور الابن مايكل كورليوني، والممثل الذي لم تتح له الفرصة لإثبات نفسه بعد موته المفاجئ بسرطان العظام جون كازال في دور فريدريكو كورليوني أو فريدو، تلك الشخصية التي كانت مؤثره في الأحداث بصورة كبيرة، وسبب هذا الحب التأثير الكبير الذي سببه الفيلم منذ انطلاقه في السبعينات إلى يومنا هذا لم يحدثها أي فيلم، إذ صارت كلماته من الكلمات المأثورة عند الجميع حول العالم حتى ملوك الإجرام صاروا يستخدمون عباراته.