+A
A-

قلب المنامة.. خال من السيارات

يعج قلب مدينة المنامة، أو باب البحرين كما يسمى محليا، بالحركة والحياة، طوال أيام السنة تقريبا، وحتى في “عز” أيام الصيف والرطوبة والحرارة، كما لا يمر وقت طوال النهار والليل يخلو من الناس سواء المواطنين والمقيمين أو السياح.

ويفضل كثيرون قضاء بعض الوقت في وسط المنامة وسوقها القديمة، لما تتميز من تاريخ وتراث وحضارة “مخلوطة” بعضها ببعض، في لوحة بحرينية رائعة الجمال رغم بساطتها وبساطة دكاكينها ومطاعمها ومقاهيها.
بعضهم يسعى لشراء احتياجات لا يجدها إلا هناك وبأسعار شعبية، فيما يقصدها كثيرون للتمتع بأزقتها و”سستمها” القديم.
وللسياح حكايتهم الخاصة هناك، فهم لا يستطيعون القول بأنهم زاروا البحرين إلا إذا مروا بأسواقها التقليدية وعطاريها وبائعي التحف والهدايا التقليدية، وجلسوا على جنباتها لشرب الشاي أو أكل “البلاليط”.
برعت هيئة الثقافة بإعادة ترميم المكان وصياغته بطريقة فنية جميلة لم تفقده إرثه وتاريخه، حتى عاد محجّا لكل من يحب “القديم”.
لكن كل هذا الجمال، “ينخدش” بحركة السيارات داخل الشوارع والأزقة الضيقة، وهو أمر لا يتناسب مع طبيعة وشكل المكان، خصوصا إذا ما أراد أصحاب القرار جعله سياحيا.
كثير من مدن العالم التي يؤمها السياح جعلت من مركزها “وسطها القديم” للراجلين فقط، ومنعت عنه السيارات لإعطائه خصوصية ومساحة للناس؛ حتى يستطيعوا التحرك بحرية. فتخيل لو قلب المنامة من دون سيارات!
يقول عبدالله الشهري، سعودي تعود القدوم للبحرين بالشهر مرة أو مرتين على أقل تقدير، أنه لا يفوت زيارة للمنامة إلا ويقصد سوقها القديمة، فهو يحب التنقل بين أزقتها وشراء بعض الحاجيات خصوصا الحلوى البحرينية.
ودعا إلى منع السيارات من دخول الشوارع والأزقة وإبقائها للمشاة فقط، كما في كثير من مدن العالم، حيث حركة السيارات تشوه المكان وتؤثر على حرية الحركة.
وأكد الشهري أن السوق القديمة، جميلة وتراثية، وهو مقصد لكل السياح الذين يأتون البحرين؛ لذا يجب الاهتمام بها أكثر وتعديل أزقتها لتكون مناسبا للحركة بشكل أسهل.
من جهته، يوضح العامل الآسيوي في أحد محلات البهارات والتوابل أن السيارات تعطل حركة الناس، فالمكان سياحي بامتياز رغم بساطته، وعادة ما يفضل الزوار المشي بالشوارع الضيقة، لكن السيارات تزاحمهم فيها.
وبين أنه يمكن السماح لدخول سيارات النقل الصغيرة في فترات ما بعد المساء لنقل البضائع للمحلات داخل السوق، فيما تمنع كل المركبات في بقية الأوقات.
وأشار إلى أن السوق تعج بالناس من مواطنين بحرينيين ومقيمين وأجانب وسياح، وهي مقصد سياحي هام بالمملكة، والجميل في الأمر أن السوق لا تخلو من الزبائن حتى في أيام الصيف والرطوبة ما يؤكد أهميتها.
وأيدت السيدة أم محمود، وهي مصرية، ما جاء به العامل الآسيوي والشهري، مضيفة أنها تفضل شراء بعض احتياجات أولادها من السوق القديمة، فالخيارات متوافرة بكثرة والأسعار مناسبة، حيث يمكن اعتبارها شعبية.
وأضافت “إضافة إلى التسوق، فالمكان جميل ويشبه بعض أزقة القاهرة، لذلك تفضله، كما أنه يوجد بعض المطاعم والمقاهي التي يمكن للشخص الجلوس عليها بعض جولة تسوق طويلة دون كلفة عالية”.
وتنظم بعض مكاتب السفر والسياحة البحرينية التي تستقطب بعض السياح، بجولات داخل السوق، كما تقوم العديد من شركات تنظيم المؤتمرات بتذكير ضيوفها من رجال أعمال وباحثين ومشاركين بضرورة زيارة قلب المنامة للتعرف على البحرين.
وتوفر السوق رغم صغر مساحتها خيارات كثيرة للسياح، خصوصا أولئك الباحثين عن هدايا تذكرهم بالبحرين، أو الذين يفضلون تجربة الطعام والأكل الشعبي.