+A
A-

إطلاق مركز الملك حمد للسلام السيبراني لتعزيز التسامح بين الشباب بنيويورك

المشروع حظي بإشادات واسعة ودعم منقطع النظير من الحضور

استهداف الشباب لجعلهم روادا في مكافحة الإرهاب

وضع حد للتحريض السيبراني على ارتكاب العنف والإرهاب

المبادرة تترجم مدى التزام المملكة بجعل التسامح منهاج حياة

 

أعلن مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية “هذه هي البحرين” إطلاق مشروع مركز الملك حمد للسلام السيبراني لتعزيز التسامح والتعايش بين الشباب.

جاء ذلك في حفل نظمه مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية “هذه هي البحرين” في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنسختها الـ 74، بحضور ما يقرب من 200 شخصية دبلوماسية ونخبة من كبار الضيوف وممثلي الجمعيات والهيئات الأممية والمنظمات الدولية ورجال الدين.

ويعتبر مشروع مركز الملك حمد للسلام السيبراني منصة محاكاة تفاعلية عبر الشبكة المعلوماتية، إذ سيعمل المشاركون في عالم افتراضي بصورة فردية أو ضمن فرق لاتخاذ قرارات بشأن كيفية الاستجابة للقضايا والتحديات المتعلقة بالتعايش، والتي تشمل العدالة والظلم والأمن والتمييز والجرائم والعنف والتعصب الديني وغيرها، وستمكن المحاكاة الإلكترونية المستخدمين من توفير إجابات عن الأسئلة وحلول للمشاكل”. ويستهدف برنامج الملك حمد العالمي للسلام السيبراني الشباب لجعلهم روادا في مكافحة الإرهاب الإلكتروني ومحاربة خطاب الكراهية والتطرف، إضافة إلى وضع حد لكل أشكال التحريض السيبراني على ارتكاب أعمال عنف وإرهاب باستخدام التكنولوجيا المتطورة.

وحظي مشروع مركز الملك حمد للسلام السيبراني بإشادات واسعة ودعم منقطع النظير من قبل الحضور، والذين أجمعوا على أن المبادرة البحرينية الرائدة تترجم مدى التزام المملكة التاريخي بجعل التسامح والتعايش السلمي منهاج حياة بقيادة الشباب الساعي وراء الوسطية والاعتدال.

موراتينوس: انفراد البحرين بإطلاق مبادرات نوعية لم يشهد العالم لها مثيلاً

وأكد الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNOAC)، ميغيل أنخيل موراتينوس، في كلمة له في الحفل، انفراد مملكة البحرين بإطلاق مبادرات نوعية لم يشهد العالم لها مثيلاً، لإيمانها العميق بجوهرية صياغة استراتيجية عالمية للحوار بين جميع الثقافات والأديان والحضارات مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل، لتكون أكثر أهمية من أي مسائل أو قضايا دولية أخرى، مؤكداً اهتمام المنظمة بخلق شراكة دائمة مع مركز الملك حمد لتبني مثل هذه المشاريع الرائدة عالميا تحت غطاء أممي.

وأكد موراتينوس أن تحالف الحضارات الأممي (UNOAC) يرحب ويدعم بقوة مبادرة مملكة البحرين المهمة بإطلاق مشروع مركز الملك حمد للسلام السيبراني، والذي من شأنه أن يضع حداً للشبكات الاجتماعية التي تبث الكراهية وتروج للتمييز، وخلق منصة حوار قادرة على ابتكار مقاربات اجتماعية وثقافية تتعمق في جذور مختلف المجتمعات.

وأضاف موراتينوس: “لا تقتصر مهمتنا الرئيسة في هذا الكوكب الصغير على الجوانب البيئية كتغير المناخ؛ بل يجب أن تتركز على كيف يمكننا العيش مع بعضنا البعض وفهم واحترام مختلف الأديان والطوائف، وهو أمر قد أبلت فيه مملكة البحرين ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بلاءً حسناً لتكون المثال الأبرز على مستوى العالم أجمع، لذلك يجدر بنا حماية أرواح الناس في بادئ الأمر ثم النظر إلى حماية البيئة”.

واستطرد موراثينوس: “لقد جاءت البحرين بهذه الروح المفعمة بالتعايش والتسامح لنشرها في كافة أنحاء العالم، ويجب علينا وعلى الجميع التحلي بها بأفكارنا وقراراتنا وسياساتنا وتصرفاتنا، ويجب علينا تبني مشاريع المملكة الرائدة في هذا السياق”.

وجدد موراثينوس تقديره للجهود الجبارة التي تبذلها مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى في سبيل نشر قيم التسامح والتعايش السلمي في كافة أرجاء المعمورة، وجعل الشباب صناع القرار ومفتاح النجاح في هذا المسعى الإنساني الحميد.

بدورها؛ أشادت المديرة التنفيذية للجنة الأممية لمكافحة الإرهاب ميشال كونينكس، بمشروع مركز الملك حمد للسلام السيبراني واصفة إياه بالخطوة الاستثنائية والفريدة من نوعها على مستوى العالم، خاصة وأنها تجعل الشباب من كلا الجنسين يمثلون مجتمعاتهم المدنية بكل شفافية وعدالة ليكونوا شركاء فاعلين لمواجهة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله.

واعتبرت كونينكس المشروع البحريني مسعى حميد لتحشيد النشء من مختلف انحاء العالم لبحث السبل الكفيلة والحلول الناجعة لكافة مشاكل التطرف، وصولاً الى تهيئة عالم مسالم ومتسامح لجميع شعوب الأرض.

وأضافت كونينكس: “إن مشروع مركز الحمد للسلام السيبراني سيجعل الأجيال القادمة وصناع القرار متيقظين لما يحاك من خطابات كراهية وعنف عبر المنصات الالكترونية، خاصة مع تزايد محاولات استقطاب الشباب عبر مواقع الكترونية مشبوهة للانضمام للجماعات الإرهابية وحدوث ما لا تحمد عقباه، وهو امر غير مقبول البتة”.

ولفتت كونينكس إلى أن نجاح المبادرة البحرينية يرتكز في جوهره على قاعدة “الشباب عماد المستقبل”، وبالتالي يجب دعمهم ومنعهم من الانخراط بأية أعمال غير إنسانية وتفادي وقوعهم في براثن التطرف، وتوفير منصة تفاعلية متطورة لجمع رؤاهم الواعدة بحياة أفضل للجميع أساسها السلام والوئام وحرية الأديان وحوار الحضارات.

لارسون: المشروع يحمل غايات إنسانية في قمة النبل

بدوره، قال رئيس معهد السلام الدولي، تيري رد لارسون، إنه ليس بمستغرب أن تطلق البحرين مشروع الملك حمد العالمي للسلام السيبراني بحكم باعها الطويل لعصور طويلة في تعزيز التسامح والتعايش السلمي بين كافة الأعراق والأديان والثقافات، مشيراً إلى أن هذا المشروع يحمل غايات إنسانية في قمة النبل تضمن للبشرية مستقبلاً مسالماً بفضل توحيد رؤى الشباب وخروجهم بمرئيات تسمو فوق الكراهية والعنف والتطرف.

وبين لارسون أن معهد السلام الدولي يعمل عن كثب مع مملكة البحرين عبر مكتبه الاقليمي في المنامة منذ عدة سنوات في شراكة طويلة الأمد غايتها نشر قيم السلام والوئام بين جميع المجتمعات المدنية، مجدداً التأكيد على ريادة البحرين المستمرة كنموذج يحتذى في صون الحريات الدينية والتعايش السلمي.

وأضاف لارسون: “فخورون بالعمل دوماً مع البحرين والتي تبقى مثالاً رائداً للانفتاح والوسطية بفضل مشروعها الاصلاحي وقائدها الفذ جلالة الملك، إلى جانب ما تتمتع به من حرية التدين والمساواة بين الجنسين، وآمل أن تواصل المملكة مواكبة هذه المبادرات والإصلاحات المثمرة”.

خالد بن خليفة: فسيفساء البحرين الغنية بالتنوع الثقافي شهدت تطوراً عبر الأزمنة

وبهذه المناسبة، صرّح رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد للتعايش السلمي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة: “فخورون للغاية بالإعلان عن هذا المشروع الواعد الذي سيعزز طرق وبرامج التوعية بمفاهيم التعايش السلمي والتسامح الديني على نطاق عالمي، وينقلها إلى آفاق أرحب من التنوع والابتكار، مع الاعتماد على أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا المتطورة”.

وأضاف: “العالم في أمس الحاجة لوجود برامج متخصصة تخدم زيادة التوعية بمفاهيم ومبادئ التعايش السلمي والتسامح الديني ونبذ التطرف والعنف بكافة أشكاله، وذلك باستخدام أدوات مبتكرة وأساليب تقنية ذكية بغية إحداث نقلة نوعية في توجهات الشباب وأفكارهم تعود بالنفع على مجتمعاتهم وشعوبهم بالسلام والوئام”.

وبين سعادة الشيخ خالد أن التعايش السلمي كان أسلوب حياة يومي في البحرين منذ آلاف السنين، وما تزال حتى يومنا هذا واحة لذلك التسامح مع تحولها إلى موطن لمئات المساجد والكنائس من جميع الطوائف، والعديد من المعابد التي تخدم احتياجات الجميع بتعدد ثقافاتهم.

وأوضح الشيخ خالد أن فسيفساء البحرين الغنية بالتنوع الثقافي قد شهدت تطوراً لافتاً عبر الأزمنة لتصبح اليوم مملكة عصرية ومزدهرة، بقيادة ملك يؤمن إيماناً راسخاً أن الحرية الدينية هي مفتاح التعايش السلمي في أي مجتمع ودولة، حيث تسود روح الأسرة الواحدة وتقبل الآخر بغض النظر عن ديانته أو مذهبه أو عرقه.