+A
A-

أين الفنتك من الزحمة بالبنوك؟

شهدت غالبية البنوك المحلية قبيل عيد الفطر المبارك زحمة في الإجراءات وكثافة من المراجعين للخدمات المصرفية المختلفة، حيث شهدت بعض الأفرع لبنوك رائدة في البحرين طوابير طويلة للزبائن وذلك للقيام بعمليات بسيطة كان يمكن أن تجرى في وقت قصير وقياسي. وقال أحد المراجعين بفرع أحد البنوك المشهورة في شارع البديع:

“حضرتُ لإيداع بضعة دينارات عبارة عن إيجار شقة (...) وعندما سحبت رقما متسلسلا حتى أقوم بالاجراء وجدت أن أمامي أكثر 200 شخصا يريدون الوقوف على نافذة الصراف ناهيك عن مئات الأشخاص الآخرين الذين يريدون القيام باجراء ما في ذات البنك مثل خدمات الزبائن وغيرها”.

في الواقع كان سبب الازدحام أن ذاك اليوم كان يوافق الأحد 2 يونيو 2019 وهو بداية عمل البنوك عقب العطلة الأسبوعية المعتادة علاوة على أن عطلة عيد الفطر على الأبواب اذ يفصل بينها يوما واحد.

ومع ذلك فان السؤال الذي يفرض نفسه أليس هناك حلا لهذا الوضع الضاغط لعمل البنوك في تصريف الإجراءات المصرفية والتخفيف على الزبائن خصوصا في هكذا مناسبات؟.

يحدثنا مصرف البحرين المركزي دائما انه يحث البنوك المحلية على الاستثمار في التكنولوجيا المالية “الفنتك” من أجل مواكبة العالم في تطور الخدمات المصرفية بحيث يجري العميل أية معاملة عبر الموبايل.

وعلى الرغم من أن غالبية البنوك أعلنت من خلال بيانات لها أنها امتثلت لتوجيهات المصرف المركزي وأنها استثمرت مبالغ ضخمة في التكنولوجيا المالية “ الفنتك” وأنها عينت موظفات افتراضيات “ رقميات”، لكي يقمن بتوجيه الزبائن لتنفيذ عمليات رقمية تسهيلا وتبسيطا للإجراءات ومن أجل ادخار وقت العملاء إلا أن الزبائن حتى الآن لم يلمسوا أي تغيير في الأنظمة التقليدية.

اعتقد انه حان الوقت لتفعيل التعهدات بتطبيق الفنتك في أنظمة البنوك البحرينية إذ لم يعد العميل يحتمل كل هذا الهدر في الوقت (الانتظار 3 ساعات لكي يودع نقدا بضعة دينارات)، خصوصا أن البحرين أصبحت سباقة على مستوى المنطقة لكي تكون مركزا لخدمات التكنولوجيا المالية.