+A
A-

خبراء دوليون: “الراوي” و “آفاق دبي” تمولان “داعش”

أعلن خبراء دوليون في مؤتمر صحافي على هامش الاجتماع الحادي عشر للمجموعة المعنية بمكافحة تمويل تنظيم “داعش” الذي استضافته البحرين يومي 16 و17 أبريل بفندق الريتز كارلتون عن تحقيق تقدم ملحوظ في عمليات منع تمويل التنظيم في مختلف دول العالم، فيما تم ضبط “جهات مشبوهة” تعمل في الخليج والعراق تمول التنظيم ومنها مجموعتا “الراوي” و “آفاق دبي”.

رقابة ممتازة في البحرين

وتحدث في المؤتمر الصحhفي الذي عقد بُعيد اختتام الجلسة الصباحية للاجتماع صباح أمس الأربعاء 17 أبريل 2019 مستشار وزير الخارجية للشئون السياسية والاقتصادية، ناصر البلوشي، ومساعد وزير الخارجية الأميركي مارشال سكوت بلينغسليا، ومنسق التعاون المالي الدولي بوزارة الخارجية الإيطالية أنتونيلا يونيدو.

وأجاب البلوشي على سؤال يتعلق بجهود مملكة البحرين في مجال مراقبة الأموال بالقول “المملكة لديها رقابة لمنع نقل الأموال إلى الجهات المشبوهة، فهناك رقابة ممتازة من جانب بنك البحرين المصرفي ووزارة التجارة والصناعة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وكل تلك الجهات تدرك المخاطر وتعمل ضمن فرق عمل فعالة، وليس هناك أي مؤشرات على عمل جهات غير مرخصة خارج نطاق القطاع المالي، وبالتالي، لدينا سيطرة ورقابة ممتازة في البحرين”.

قطع التدفقات المالية

وتطرقت أنتونيلا يونيدو إلى تركيز الاجتماع على مدى اليومين لبحث ما تحقق على صعيد عمليات مكافحة تمويل التنظيم وقطع التدفقات المالية من جانب توابعها وداعميها في مختلف دول العالم، لكنها شدّدت على أن التنظيم لا يزال يمثل خطرًا على المجتمع الدولي، وبالمقابل، هناك التزام ملحوظ من جانب الدول الأعضاء في التحالف عبر التعاون وتعزيز التشريعات وسبل المكافحة.

وردًّا على سؤال لـ “البلاد” بشأن ما تحقق من تقدم منذ اجتماع الفريق الدولي في باريس أبريل من العام 2018 وفق الإطار المحلي والقانوني والعملياتي وجمع المعلومات الاستخباراتية الموصى به وما إذا تم ضبط جهات في منطقة الخليج العربي تقدم تحويلات مالية مشبوهة إلى التنظيم، قال مارشال سكوت بلينغسليا “هناك العديد من الإنجازات، لكن من الصعب إعلانها ومناقشتها في منصة علنية، فمنذ أبريل من العام الماضي عمل العديد من الدول مع بعضها بعضا كالعراق “كردستان”، وتركيا وبعض دول الخليج وأوروبا لمراقبة عمل مجموعة “الراوي” المالية التي تمول التنظيم وتعمل معه، واتخذت الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام إجراءات تجاه هذه المجموعة بالتعاون مع الدول الأعضاء”.

وكشف بلينغسليا عن أنه في شهر أكتوبر من العام الماضي 2018 تم قطع تمويل أحد المزودين الكبار بمسمى “آفاق دبي”، بعد ضبط تحويلات مالية وتزويد التنظيم بالأموال في منطقة الشرق الأوسط وهي لا تعمل في الإمارات بل في العراق، واصفًا بأن المجموعة الدولية بدعم من أميركا ودول الخليج “عملوا عملًا مبهرًا لقطع شبكة “آفاق دبي”.

تفاهم ونجاح لهزيمة التنظيم

وفيما يتعلق بدور التحالف في منع مخاطر التحويلات المالية، والسيناريو السياسي بعد قرار الرئيس الأميركي باعتبار “الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية”، قال بلينغسيا إن الدول الأعضاء ملتزمة بالتركيز على مكافحة المجموعات الإرهابية ومع أي ولوج لداعش فالتهديد اليوم متعدد، وهناك تهديد ربما من بعض الخلايا التابعة لداعش في مختلف المناطق ضمن شبكات وفروع حول العالم، وخلايا فردية تتناغم أو تختلف مع أيديولوجيا “داعش” لكنها لها ارتباط بها تحاول بناء مجموعة إرهابية حول العالم، وقد توصلنا إلى تفاهم ونجاح في مسألة هزيمة “داعش” على أرض الميدان، ومهمتنا منع دخولها من جديد، أما موضوع الحرس الثوري الإيراني فليس هو موضوع النقاش ولن يؤثر على عملية تعقب الأموال وقطع أي مصدر لتنظيم “داعش”.

تعاون خليجي مشترك

وأردف أن الوضع المالي للتنظيم يعتمد على التحويلات المشبوهة ولكن بعد السيطرة عليه من جانب التحالف الدولي، أصبح بعض المنتمين إلى “داعش” يسرقون الأموال ويهربونها إلى بلدانهم، وينهبون أموال الناس في المناطق التي يتواجدون فيها، فلم يعد لدى التنظيم مصادر تمويل من بيع النفط وليس لديه أي فرصة للنجاح، وقد اتجهوا إلى عمليات النهب والخطف، أما عن التعاون مع دول الخليج، فأشار إلى أن هناك مواقف جيدة وعلاقات “رائعة مع كل دوله” فلكل دولة أنظمتها ونعمل مع الجميع ولدينا مركز لمكافحة الإرهاب مقره الرياض، ونرحب بتعاون كل دول الخليج لمكافحة الإرهاب.

وعن محاصرة الوسائل الإعلامية للتنظيم عبر شبكات الإنترنت، فقد تمت الإشارة إلى أن التحالف يركز على التواصل الاستراتيجي من جانب الخبراء لمكافحة تمويل داعش، إلا أن هناك مجموعات أخرى في الإمارات وبريطانيا تعمل منع المجموعات الإرهابية ومراقبة نشاطها في التجنيد وأمور أخرى.

من جانبها، تحدثت أنتونيلا يونيدو عن دور إيطاليا في التصدي لتهريب الآثار عبر الحدود باعتبارها طريقة لجمع الأموال للتنظيم، وقدمت التعاون والدعم الفني للعراق بوجود فريق من الموظفين الإيطاليين لمراقبة الآثار، وملتزمون بمساعدة السلطات العراقية لبناء قاعدة بيانات.

واختتم المؤتمر الصحفي بالإشارة إلى أن الاجتماع الثاني عشر سيعقد العام المقبل في إحدى الدول الأوروبية.