+A
A-

مبارك: روح فريق المحرق في الجمهور والفانيلة

هو لاعب كرة القدم البحريني، وأسطورة كروية من أساطير نادي المحرق، هو محمد سلطان مبارك المذكور الملقب بـ “بحرين”، وقد حقق العديد من البطولات منذ نشأته الكروية في الستينات حتى اعتزاله الكره في منتصف الثمانينات، تاركا بصمة محسوسة في تاريخ الكرة البحرينية، وفدى من عمره 25 سنة حبا للمحرق وجمهوره الكريم، ولم يحصل في مسيرته الكروية على أي إنذار في الملعب لا الأصفر ولا الأحمر. وكان لاعبا مثاليا ورمزا للفانيلة المحرقية وما تمثله من معان وأخلاق. وقد استقبلنا محمد سلطان في مجلسه المتواضع استقبالا أبويا كريما، وكان لنا هذا الحوار.
 كيف بدأ محمد سلطان مسيرته الرياضية؟
في العام 1960 انضممنا أنا وأصدقائي إلى فريق الساحل، وبقيت فيه حتى العام 1968، ثم التحقت بنادي البحرين المعروف بنادي النهضة سابقا، واستمررت فيه حتى العام 1971، وبعدها التحقت بنادي المحرق من العام 1971 حتى نهاية مسيرتي العام 1985.
ما قصة لقب محمد سلطان باسم “بحرين”؟
عندما كنا صغارا كنا نلعب بالقرب من مدرسة الهداية الخليفية، وقد كنا نشجع نادي المحرق، وبناء على ذلك كنا نقسم الفريق، وكل منا يأخذ اسما من أسماء لاعبي المحرق، وفي ذلك اليوم وصلت متأخرا عن أصدقائي، وقد أخذوا جميع أسماء أعضاء فريق المحرق، وكانت هنالك مبارات بين فريق المحرق وفريق الجزيرة، وكان لدى فريق الجزيرة لاعب اسمه “عيسى بحرين”، فأخذت اسمه وظل اسمي بحرين حتى هذا اليوم.
هل كان للعائلة أثر في دعم طموح اللاعب؟
نعم! فقد كانوا يشجعونني ويتعصبون للمحرق حتى أن إخوتي كانوا يغسلون فانيلة النادي، ويقومون بكيّها.
 موقف طريف من المواقف التي حدثت لك أثناء المبارات؟
قبل نهاية الشوط الثاني بـ 4 دقاق من مباراة فريق المحرق مع فريق الوحدة، كانت النتيجة 1-1، وكان هنالك ضربة ركنية لصالحنا. وأشار إليّ المدرب الأسكتلندي “جورج سميث” وهو يصرخ “بحرين قووو” ومع تقلب الأحداث مررت إليّ الكرة، ورغم وجود عدد كبير من اللاعبين في الخط الـ 18 سجلت الهدف الثاني ومن شدة الفرحة ركضت يمينا وشمالا دون أن استوعب إلى أين أركض وعندما استوعبت، كان قد تعب الفريق من ملاحقتي، فأنبطحت وانبطحوا هم عليّ بعد جري طويل.
 كيف كانت علاقة اللاعبين بك؟
جميع أعضاء الفريق الـ 11 مع الاحتياط إخوة على قلب واحد، وكلنا أسرة واحدة لا يستطيع أحد أن يفرق بيننا، وهذا ما ميز فريق المحرق عن الفرق الأخرى. جميعنا على روح الأخلاص والمحبة والولاء للفانيلة المحرقية وجمهورها.
وماذا عن علاقة اللاعب محمد سلطان بالمدربين والإداريين؟
يمكن وفصها بالعلاقة الأبوية، حيث إني أتذكر محمود جمال مدرب فريق الأشبال التابع لنادي النهضة الذي هو نادي البحرين حاليا. أتذكر أنه كان يدربني، وهو في الوقت نفسه مدرس في المدرسة، فيأخذني معه لأكتب الشهادات معه؛ لأن خطي جميل، وفي المقابل، فإنه ينشئ لي دورات في النادي، وبذلك تكونت هذه العلاقة الأبوية.
وأتذكر أيضا مدرب الفريق الأول شناف الفيصل الذي أعجب بلعبي في تدريب الأشبال، وأشار إلي، وقال “أبيه...من بكره يلعب عندي”.
وقلت “أنا ألعب مع الكبار؟”، وقد كان عمري 17 أو 18 سنة، فرد شناف الفيصل “نعم”، وكان ناتج ذلك أني لعبت كلاعب أساس من البداية، وفزنا بكأسين في الدوري الممتاز المعروف بالدرجة الأولى سابقا.
كيف كانت معاملة المسؤولين لمحمد سلطان؟
كان رئيس العمل عبدالله حمزة عضوا في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وكان يساعد في تهيئة الجو للمباريات، وقد كان يسمح لنا بالإجازات من المباريات في الحالات العسرة.
ما أفضل لحظة في مسيرتك؟
فوزنا 3-1 على نادي البحرين في العام 1975. نزل إليّ في غرفة التبديل أحد أفراد الجمهور، وقال لي “بحرين تعال... ما أبي شويعر يسجل علينا، وإذا ما سجل موعدي معاك بعد المباراة”، وما كان ردي إلا إن شاء الله، وفعلا لم يسجل خليل شويعر، وغلبنا البحرين بـ 3-1، ونزل إليّ وأعطاني 9 دنانير، والتي تعتبر بمثابة 90 دينارا في هذا الزمن، فدفعت ثمن وجبة العشاء لي ولأصحابي وزادت. وقد استغرب أصحابي وأصبحوا يتساءلون من أين لي هذا؟ وقد كشفت لهم عن هذه بعد فترة.
 وماذا عن أصعب لحظة في تاريخك الرياضي؟
أصعب لحظة كانت إصابتي في الجبهة عند اشتراكي في كرة ضد المهاجم حسن زليخ في نهائي كأس الاتحاد العام 1974، والتي كنت ألعب فيها مع فريق البحرين ضد الأهلي المعروف بـ “النسور” سابقا، وقد أوقف الحكم المبارات لشدة نزيف الدماء من جبهتي، وقد كانت الجولة الأخيرة والنتيجه 2-1 لصالحنا. أتذكر أنه أثناء معالجتي سجل النسور هدف التعادل ولم أتمالك نفسي وقلت للمدرب “بالعب” كان يقول المدرب خليفة الزياني لمدير الفريق خليفة سلمان “بدل!” واعترض المدير، وقال للمدرب “خله يلعب! بحرين عنده إحساس بالمسؤولية”، وفعلا دخلت، وكان باقي من الشوط 10 دقائق، وانتهت المبارات بتدخل اللاعب سلمان شريدة، وتسجيل الهدف الثالث، وفزنا بكأس الاتحاد.
ما أبرز البطولات التي شاركت فيها خلال مسيرتك الكروية؟
لقد شاركت في العديد من البطولات المهمة، منها بطولة كأس الخليج الرابعة العام 1976 ودورة مجلس التعاون 1981 و1982 أيضا، ولعل أهم دورة في مسيرتي كانت دورة الشباب في إيران العام 1976.
حدثنا عن دورة الشباب في إيران؟
حضر فيها 100 ألف متفرج، وقد كانت مباراتنا ما بين المركز الثالث والرابع، وقد فزنا فيها بنتيجة 3-1 على اليابان.
 ما أبرز لحظة في هذه المبارات؟
- اشترك مهاجم اليابان آنذاك مع لاعب الدفاع عبدالله بدر وأصيب، وهو صديقي في الغرفة، وقد غضبت غضبا شديدا ولم أتمالك نفسي، فذهبت إلى مهاجم اليابان، ورفعت قاعدة حذائي وقلت له “شفت هالجوتي؟ باخليه في راسك”، وقد قلت ذلك باللغة الإنجليزية البسيطة وقد لوح الياباني بأنه لا يريد العنف، فقلت له “لا...شوف شنو سويت في صديقي”، وعندما وضع الياباني في الأمر الواقع أخذ يلوح أكثر بأنه لا يريد العنف، فلم أضربه وتركته، وما كان إلا تهديدا.
هل اتخذ في حقك قرار إداري سيئ؟
كنت مصابا أثناء مباراتنا مع الرفاع الشرقي العام 1979 وأتعبتني الإصابة، فطلبت التبديل في بداية الشوط الثاني، وانتهت المبارات 4-2 بخسارة الرفاع الشرقي، وبعدها ذهبنا إلى النادي للتمرين، وجاءني مهاجم المحرق يوسف الرفاعي، وقال “تعال! أنت وحمود تم استيقافكما ثلاث مباريات”، فتعجبنا أنا واللاعب حمود سلطان الذي تم توقيفه لطلب التبديل في الشوط الأول وذهبنا إلى لوحة الملاحظات، وتأكدنا من القرار الصادر عن الإدارة وحزنت لذلك، وقلت إني لن آتي إلى النادي وبعد مرور 3 مباريات جاء إلي خليفة سلمان مدير الفريق طالبا مني النزول للتمرين في النادي، وكنت أرد عليه بالرفض، وكان يحاول إقناعي، ويقول لي “إللي صار صار”، وكنت أرد عليه “انتوا شلون توقفوني؟ هل أنا على علاقة مع الرفاع الشرقي؟” على العموم استطاعوا إقناع حمود سلطان، وقال لي المدرب ممدوح حفاجة بأنه يجب أن ألعب وأنا أرد عليه بالرفض حتى بين لي أهميتي بأني مصدر معنوية الفريق، وكان يأتي إلي يوميا حتى اقتنعت ونزلت للعب، وتفاجأ الجمهور بعودني إلى الساحة، حيث إنهم لم يروني أثناء التمارين.
ما أقوى الفرق التي واجهتموها كفريق البحرين؟
لعبنا مع فرق إنجليزية قوية المستوى مع أنها كانت مباريات ودية، إلا أننا استفدنا من هذه التجربة كثيرا.
 كفريق المحرق، ما أقوى الفرق التي واجهتموها؟
النادي العربي الكويتي. كانت تجربة صعبة للغاية. غلبونا 5-2 على ما أعتقد، وكانوا لاعبين ذوي مستوى عال وسمعة كروية راقية.
 بم ينصح “بحرين” إدارة نادي المحرق لرفع مستوى الفريق؟
اختيار مدرب ذي كفاءة عالية، والصبر عليه على الأقل سنتين، فلا يجوز استبدال المدربين خلال فترات قصيرة.
 بماذا يرد اللاعب على استياء الجماهير من مستوى فريق المحرق؟
نداء. اصبروا على المحرق، وسيرجع المحرق كما عهدتموه صاحب بطولات وأمجاد وانتصارات.
 ما نظرتك المستقبلية لنادي المحرق؟
أن يفرح المحرق مملكة البحرين بأكملها كما عهدنا في الزمن القديم.

فارس جهاد سلمان
 طالب إعلام بجامعة البحرين