+A
A-

“رئيسان” لفنزويلا وسط انقسام عالمي

كان يوم الأربعاء نهارا طويلا في فنزويلا شهد أحداثا دراماتيكية بدأت بإعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو رئيساً بالوكالة” على وقع مظاهرات حاشدة، الأمر الذي استدعى ردود فعل دولية متباينة بين مؤيد لهذه الخطوة، وداعما للرئيس نيكولاس مادورو، الذي حظي أيضا بجرعة أمل من الداخل. وطالب متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل فيما تردد عن سقوط ضحايا خلال الاضطرابات في فنزويلا، وحث جميع الأطراف على إجراء حوار سلمي. وأضاف المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان أمس الخميس ”الأمين العام يؤكد الحاجة الملحة لالتزام كل الأطراف المعنية بحوار سياسي شامل ذي مصداقية لعلاج الأزمة طويلة الأمد في البلاد“. وقال مسؤولون في فنزويلا إن 8 أشخاص لقوا حتفهم في اشتباكات مع الشرطة هذا الأسبوع في البلد الذي يشهد أزمة حادة بعد أن أدى رئيس البرلمان خوان جوايدو القسم رئيسا للبلاد بدعم من دول في المنطقة مما زاد من عزلة الرئيس نيكولاس مادورو. وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع في أنحاء متفرقة من فنزويلا لمطالبة مادورو بالتنحي. وعلى الفور، اعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالمعارض البالغ من العمر 35 عاما، قبل أن تتوالى رسائل الدعم الدولية، حيث اعترفت 3 دول في أميركا الجنوبية هي كولومبيا والبرازيل وباراغواي بغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، كما هنأه الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية. وأوروبيا، دعا الاتحاد الأوروبي إلى الإنصات “لصوت” الشعب الفنزويلي وطالب بانتخابات “حرة”، في حين كانت تصريحات رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أكثر وضوحا بشأن دعم غوايدو، وذلك حين طالب أوروبا بأن تتحد في دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا. وفي المقابل، سارعت بعض الدول إلى تأكيد وقوفها إلى جانب مادورو، على رأسها كوبا التي أعربت عن “دعمها الحازم” للرئيس الفنزويلي في “مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها”. وفي المكسيك، وعلى الرغم من إعلانها السابق بعدم التدخل في فنزويلا، فقد أعلن المتحدث باسم الحكومة المكسيكية عن تأييد بلاده لمادورو، وإن كانت تصريحاته غير مباشرة، فقد اكتفى بالقول “نعترف بالسلطات المنتخبة وفقا للدستور الفنزويلي”. وعلى الساحة الداخلية كان الانقسام واضحا، فقد أعلن وزير الدفاع الفنزويلي رفض الجيش إعلان غوايدو نفسه “رئيسا بالوكالة”، وقال “نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية”.