+A
A-

كتب مسرحية قيمة في “المسرح العربي” بالقاهرة

لم تخلو الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي المقامة بالقاهرة من الإصدارات المسرحية المهمة التي تغني رفوف المكتبة العربية وتكون زادا ومعينا لكل الباحثين والمهتمين، حيث أصدرت الهيئة العربية المسرح أحد عشر كتابا مسرحيا تدور حول المسرج المصري، بمناسبة انعقاد هذه الدورة في القاهرة، تحت عنوان “ نقد التجربة – همزة الوصل المسرح المصري في نصف قرن 1905 – 1952”.

حول هذه الإصدارات أقيم مؤتمرا صحفيا، استعرض خلاله ثلاثة من الباحثين إصداراتهم وهم عمرو دوارة، ومصطفى سليم من مصر، وعلي الربيع من العراق، عيدابي أشار في تقديمه إلى أن الهيئة العربية للمسرح اعتادت دائما، ضمن مشروعها للنشر إصدار مجموعة من الكتب في دورات المهرجان العربي، وأضاف أن الهيئة تختار موضوعات هذه الإصدارات تتناغم وتنسجم مع المحاور التي تدور حولها فعاليات المهرجانات، وهو ما ميز إصدارات هذه الدورة أيضا، حيث جاءت جميعها، حول المسرح المصري، فرقه، وشخصياته وتراثه، وتاريخه، مشيرا إلى أن الهيئة رأت أن تدرس وتؤرخ تاريخ المسرح المصري في مائة عام، وقد خصصت هذه الدورة لتغطية نصف قرن، فيما ستخصص الدورة القادمة لتغطية النصف الآخر.

وأعرب عمرو دواره مؤلف كتاب “ كرم مطاوع رجل المهام الصعبة”عن سعادته بأن أتاحت له الهيئة العربية هذه الفرصة لنشر كتابه عن المخرج الكبير، مشيرا إلى أنه عمل مساعدا لكرم مطاوع في عدد من العروض على مرحلتين، الأمر الذي أتاح له الاقتراب منه ومعرفة الكثير من مزاياه، مؤكدا أن مطاوع لم يكن يجيد تقديم الفرجة فحسب إنما كان مفكرا مسرحيا كبيرا

واشار دوارة لانتصار مطاوع في تلك المعركة ودليله على ذلك هو أن يوسف إدريس حينما نشر نصه “ الفرافير “ نشر نص العرض بعد التصرفات الإخراجية لمطاوع.

دوارة ذكر أيضا شهادة سميحة أيوب لكرم مطاوع، مشيرا أنه سألها عن المخرج الذي تعتبره الأول بين المخرجين الذين تعاملت معهم، عربا وأجانب فقالت إنه كرم مطاوع.

واشار دوارة إلى انه أصدر عددا من الكتب حول مخرجين مصريين منهم أحمد عبد الحليم ومحمود الألفي، وجلال الشرقاوي وكمال عيد، وهناء عبد الفتاح، ليس كنوع من التأريخ إنما سعيا لاكتشاف رؤاهم الإخراجية

أما مصطفى سليم فأشار إلى أن كتابه “ الدلالات الدرامية للنظم الطقسية في الدراما التجريبية “ هو رسالته للدكتوراه التي أنجزها عام 2006، في أكاديمية الفنون، مشيرا إلى أنه لم يكن ينوي نشر هذا الكتاب إلا في مؤسسات متخصصة، نظرا لتخصصه الشديد، وهو ما أتاحته له الهيئة العربية للمسرح.

وقال سليم إنه رصد وصنف الطقوس في الوطن العربي، وبحث في كيفية تعامل النصوص المصرية مع هذه الطقوس وذكر سليم عددا من التطبيقات التي تناولها في كتابة بغرض تحليل الكيفية التي تعاملت بها نصوص الكتاب المصريين مع الطقوس، فأشار إلى معالجة محمود دياب لطقس الحصاد في ليالي الحصاد، وظهوره الكثير من الطقوس لدى رأفت الدويري خاصة في “ قطة بسبع ترواح” وعلاقة السيد بالعبد في نص الفرافير الذي يتعامل مع طقس الموت بشكل ساخر، وكذلك معالجة توفيق الحكيم لطقس السبوع في “ ياطالع الشجرة “.

و كشف الكاتب العراقي علي الربيعي أنه عكف على دراسة المسرح العربي لأكثر من ربع قرن، وأخرج 17 كتابا، منها ما يتصل بتاريخ المسرح العراقي وقد أصدر فيه عددا من الأعمال أهمها: المسرح المسيحي في العراق، وإسهامات يهود العراق في المسرح.

 

انطلاق مهرجان بغداد المسرحي الوطني

ومن الاتفاقيات التي وقعت في المهرجان، اتفاقية انطلاق مهرجان بغداد المسرحي الوطني، حيث وقع الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، والفنان جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، اتفاقية تعاون حيث ذكر عبدالله إنه وفقا للاتفاقية سترعي الهيئة إقامة مهرجان وطني بدولة العراق في أكتوبر المقبل.

وأضاف.. لم تتوقف مسيرة دعم الشيخ سلطان القاسمي للمسرح العربي، منذ انطلاق اعمال الهيئة، في 2007 عندما القي سموه كلمة اليوم العالمي للمسرح.

وتابع.. كانت العراق وستظل معينا خصبا للإبداع والمبدعين، الذين طالما اثروا الحياة الثقافية العربية، ونحن في الهيئة نتشرف بانضمام العراق لبرنامجنا لدعم إقامة مهرجانات وطنية وفعاليات مسرحية في البلاد التي لا يوجد بها مثل هذه الأنشطة والفعاليات.

من جهته قدم جبار جودي نقيب فناني العراق الشكر للشيخ القاسمي وللهيئة العربية للمسرح، لدعمها المستمر للحراك المسرحي العربي. وكشف عن تواصل الاتصالات مع الهيئة، وعقد العديد من الاجتماعات حتي تبلورت الاتفاقية في شكلها النهائي. وأعرب جودي عن أمله في ان يكون المهرجان العراقي المدعوم من الهيئة والذي تبدأ فعالياته في 24 أكتوبر القادم “استثنائيا” بتضافر جهود كل المسرحيين العرب.