+A
A-

28 % يشجعون أبناءهم على استخدام منصات “التواصل”

- 51% يرون أنها بديلة عن صلة الرحم

- إدمان المواقع قد يؤدي لاضطرابات سلوكية خطيرة

- نجاح العلاقات الافتراضية مرتبط بالنية الصادقة

- الأزواج الشكاكون وأصحاب الفتنة ينشئون حسابات وهمية

يقضي العديد من الناس ساعات طوال أمام شاشات الهواتف الذكية التي أصبحت تسلب معظم أوقاتنا دون أن نشعر بها، ونظل أمامها إما بدافع الملل أو التسلية والترفيه أو حتى لقضاء حوائجنا، لكن البعض اليوم أصبحيستخدم هذه البرامج كوسيلة لصلة الرحم.

في استبيان إلكتروني نشر على مواقع التواصل الاجتماعي شمل 586 مشاركاً، شارك فيه من فوق عمر الثلاثين سنة 48.7%، وكانت هي النسبة الاكبر من المشاركين يليها من عمر 20-15 سنة بنسبة 28.1%، وأتت الفئة العمرية من 26 – 21 سنة بنسبة 20.5%ن بينما كانت الفئة العمرية من 29 – 27 سنة اقل الفئات العمرية مشاركة حيث بلغت نسبتهم 2.8% فقط.. وتصدرت الاناث نسبة وصلت إلى 82.9% أما الذكور فقد شاركوا بنسبة 17.1%.

اشار الاستبيان إلى أن 44.5% من المشاركين بلغ متوسط عدد الساعات التي يقضونها في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في اليوم من 6-4 ساعات، أما 32.9% منهم فيقضون من ساعة إلى ثلاث ساعات في حين يقضي 22.6% من 9-7 ساعات يومياً. واختلفت آراء المشاركين حول سبب استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، فالأغلب اجمع على انه بدافع الملل ووقت الفراغ والتسلية والترفيه، في حين ذكر عدد منهم بانهم يستخدمونه للتواصل مع الأهل والأصدقاء لمعرفة أحوالهم والاطلاع على آخر الأخبار والمستجدات. وفي شق منه تناول الاستبيان تكوين صداقات جديدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بلغت الإجابة بنعم نسبة 59.5% من المشاركين والبقية ونسبتهم 40.5% كانت إجاباتهم بلا.

في حين تقاربت نسب المشاركين في سؤالين طُرحا، الاول هو: هل تشجع ابناءك أو اشقاءك على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي حيث بلغت نسبة الإجابة بلا 51.2% في حين إن نسبة إجابة نعم بلغت 28.8%. أما السؤال الثاني، فهو هل تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي صلة رحم؟ ونسبة من اجابوا بنعم بلغت 51.5% في حين إن نسبة الإجابة بلا بلغت 48.5%.

سلاح ذو حدين

ذكر عبدالستار الهيتي وهو أستاذ مشارك في أصول الفقه بجامعة البحرين أن من إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي الاطلاع على ما يحيط بالإنسان من أخبار ومعلومات، وايضاً تجعل تواصل المرء مع افراد اسرته واصدقائه أسرع، وبطبيعة الحال هنالك سلبيات وهي الانزواء وعملية الاكتفاء.

هل تفضل التحدث مع الأهل مباشرة أم عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟

وعن تكوين الصداقات الوهمية قال إنها منصة تساعد المرء على ان يعيش في عالمه الخاص بعيدا عن العالم الأسري، وحتى إن حاول أن يقترب من أسرته فإن شغفه بوسائل التواصل يمنعه، فمن خلال مواقع التواصل اصبح بمقدور الشخص زيارة اماكن لا يستطيع زيارتها في الواقع فهذا يجعله يشعر بأنه مطلع على كل ما يدور حوله.

وأردف: “أن وسيلة التواصل الاجتماعي إذا استخدمت استخداما مفرطا حتى لو كان جيدا سيؤدي إلى تباعد أفراد الأسرة بعضهم عن بعض، وانعدام التواصل الحميمي بينهم، وهذا سيؤدي إلى ابتعاد المستخدم عن الجو الأسري الحميمي مما ينتج عنه ضعف صلة الرحم. وتابع: أن التواصل مع الوالدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يعتبر عقوقا بل يسهل صلة الرحم بسبب ظروف تحكم الفرد مثل بعد المسافة والانشغال”.

بدوره، قال محاضر الإرشاد وعلم النفس بجامعة البحرين عبدالله العاثم بأن الإدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى التأثير البالغ على حياة وصحة الفرد ومستوى إدراكه وعلاقته الاجتماعية والاسرية وصحتهم الجسمية والنفسية، وقد يؤدي للإصابة ببعض الأمراض النفسية كالانطواء والقلق والاكتئاب، بحيث يعيش الفرد اجواء غير مستقرة يتوه فيها بين الواقع والخيال، مردفا، كما يؤثر الإدمان ايضاً على لغة المرء وعاداته مع الآخرين حتى مع أقرب الناس إليه.

وأكد العاثم أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى بعض الاضطرابات السلوكية والنفسية، حيث كشفت دراسة علمية حديثه أشرف عليها باحثون كنديون عن نتائج تؤكد أن الإسراف في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر وغيرهما يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الامراض النفسية وأكدت أيضاً الدراسة أن قضاء أكثر من ساعتين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعزز فرص الإصابة ببعض الأمراض النفسية الخطيرة كالانطواء والعزلة.

وأضاف بأنه يرى أن الأنترنت وسيلة فعالة للاتصال بين الأفراد وهذا هو الجانب الإيجابي ولكن لابد من وجود نقاط سلبية للإنترنت من قبل بعض مستخدميه، حيث أن البعض يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين صداقات مع اشخاص لم يرهم وجهاً لوجه لكي يتعرف عليهم حق المعرفة ولكن كيف تضمن أن يكون هذا الشخص ذو اخلاق وأن نواياه طيبة. بلا شك أن طلب الصداقة من الغرباء ربما يحمل وراءه أغراضاً وخيمه ودنيئة وربما يكون وراء ذلك عملية ابتزاز خصوصاً لو أتاح الفرد للطرف الآخر تفاصيل حياته الخاصة.

وضوح العلاقة

صنفت ريما الحمر وهي اختصاصية إرشاد اجتماعي مستخدمي هذه المواقع إلى اصناف، احدهم يستخدمها اذا دب الشك في الحياة الزوجية فيلجأ الزوجان لفتح حسابات وهمية لمراقبة بعضهم البعض، والصنف الثاني هو صاحب الفتنه يليها من يستخدمها بغرض التسلية.

وأشارت إلى إن مستخدمي الحسابات الوهمية يخفون امرا ما عن الآخرين، متسائلة: “ لماذا لا يكونون اناسا صريحين وواضحين “.

وأردفت: من أحد أسباب استخدام الحسابات الوهمية بأن صاحب الحساب الوهمي قد تعرض إلى مشاكل أسرية ويحتاج إلى شخص يعوضه عن الحب والاهتمام الذي فقده. في حين قد ينشئه شخص يعيش حياة طبيعية ولكن يريد اللعب، أما الحالة الثالثة فينشئ الحساب فرد ليعيش حياة كان يتمنى لو يعيشها حالياً.

وأوضحت أن تكوين الصداقات على وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر ظاهرة طبيعية مردفة “بأن هناك العديد من الزواجات اساسها وسائل التواصل الاجتماعي ونجحت هذا متى ما كان الإنسان واضحا “.

وختمت أن هناك عواقب اذا كانت العلاقة غير واضحة بين الطرفين خصوصا اذا كانت بنية الكذب فسينتج عن ذلك صدمة وعدم ثقة ومشاكل أسرية عديدة لكلا الطرفين.

مريم العيسى

طالبة إعلام في جامعة البحرين