+A
A-

25 ديسمبر سماع شهود نفي تخابر وتلقي متهمَين أموالا من قطر

استمعت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة إلى شاهد الإثبات بقضية المتهمين بالتخابر مع دولة أجنبية وتلقي أموال من وزير الداخلية السابق بالحكومة القطرية المدعو عبدالله بن خالد آل ثاني؛ بهدف التأثير على الانتخابات النيابية، واللذان ضبط بحوزتهما مبلغ يصل لأكثر من 12 ألف دينار لم يفصحا عنه، وادعيا أنهما نسيا ذلك، فضلا عن أنهما تلقيا أموالا في السابق بلغت عند أحدهما أكثر من 170 ألف دينار خلال 10 سنوات، وأجلت القضية حتى جلسة 25 ديسمبر الجاري؛ للاستماع إلى شهود النفي.

وتشير التفاصيل، حسبما جاءت بتصريح للمحامي العام للنيابة الكلية أحمد الحمادي، في أن النيابة العامة كانت قد تلقت بلاغا من إدارة المباحث الجنائية، مفاده أن التحريات توصلت إلى قيام شخصين بجمع وتلقي أموال من الخارج دون ترخيص من الجهة المختصة وبالمخالفة لأحكام القانون، إذ ثبت تلقيهما أموالا من المدعو عبدالله بن خالد آل ثاني، من خلال حساباتهما البنكية أو بالتردد على قطر واستلام الأموال منه نقدا على دفعات كبيرة وآخرها ما ضبط لديهما.

وأسفرت التحريات كذلك إلى أن أحدهما تسلم من المذكور مبالغ مالية للترشح في الانتخابات النيابية ولدعم حملته الانتخابية، وأنه بتكثيف التحريات حول صلة المتهمين بالمسؤول القطري والأغراض التي لأجلها يتلقيان الأموال منه، فضلا عن الدافع من وراء تقديم الدعم المالي لحملة أحدهما الانتخابية.

وكشفت أيضا عن أن الغرض من تلقي تلك الأموال هو استخدامها في أمور من شأنها الإضرار بمصالح البلاد، ومن بينها التدخل في الشأن الداخلي بالتأثير في عمل المؤسسات التشريعية بالمملكة من خلال العمل في المجلس النيابي على نحو يخدم التوجهات والأهداف القطرية المناوئة للبحرين.

وعلى إثر تلك التحريات أصدرت النيابة العامة إذنا للشرطة بمراقبة وتسجيل المحادثات الهاتفية التي تجري فيما بين المتهمين، وثبت منها صحة ما توصلت إليها هذه التحريات.

وبناء على أمر النيابة العامة تم القبض على المتهمين بمطار البحرين الدولي لدى عودتهما من دولة قطر حاملين معهما مبالغ نقدية تجاوزت مقدارها 12 ألف دينار بحريني و5000 ريال قطري، دون أن يفصحا عن حيازتهما إياها بالدائرة الجمركية، ومن ثم تم ضبطهما وعرضهما على النيابة العامة رفقة ما يحوزانه من نقود ومضبوطات أخرى.

وأثناء التحقيق مع المتهم الثاني اعترف أنه تسلم من المدعو عبدالله بن خالد آل ثاني مبلغ يصل إلى 10 آلاف دينار؛ لغرض دعمه في حملته الانتخابية، وذلك عبر حسابه البنكي في قطر، وأن المتهم الأول يقوم باستلام مبالغ عبر حسابه في البحرين وأنهما يحوزان في منازلهما على أموال وشيكات تم استلامها من دولة قطر.

واعترف المتهم الأول (52 عاما - يعمل محلل مالي في بلدية المحرق) بأن ما نسب إليه صحيح بشأن تلقيه أموالا من الوزير القطري السابق سالف الذكر عن طريق تحويلات بنكية من الحساب الخاص بمكتبه في دولة قطر إلى حسابه، وبأنه لم يفصح عن المال الذي كان بحوزته أثناء عودته من قطر كونه نسي ذلك.

وأضاف أنه تعرف على آل ثاني من خلال شقيقه، الذي كان يدرس في قطر آنذاك، وتزوج بسيدة قطرية، وتوطدت علاقتهما، حيث كان يرسل له 1500 دينار شهريا على حسابه البنكي في صورة مساعدات.

ولفت المتهم الثاني إلى معرفته بآل ثاني منذ العام 1998، إذ كان يلتقي معه كل يوم خميس في أحد المساجد، واستمرت العلاقة بعد أن صار وزيرا للأوقاف في قطر، ثم وزيرا للشؤون الداخلية ووزيرا للداخلية، مشيرا إلى أنه كان يعمل في قطر لسنوات واستقر فيها لفترة ثم عاد للبحرين.

وأوضح أنه يتسلم راتبا شهريا مقداره 1500 دينار من عبدالله آل ثاني منذ العام 2008، مقابل عمله معه مرافقا له في سفراته، وقد توقف آل ثاني عن دفع الراتب منذ سنة بعد الأزمة التي حصلت بين البلدين، مشيرا إلى أنه هو الآخر نسي الإفصاح عن 2000 دينار كانت بحوزته حال وصوله من قطر، ونفى أن يكون المبلغ مقابل دعم لحملته الانتخابية، إلا أنه تسلم مبلغ 10 آلاف دينار؛ لتركيب عوازل للأمطار.