+A
A-

حَمَدٌ فَإنَّ المُلكَ أنتَ تُزِينُهُ

قصيدة مهداة إلى مقام عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة؛ بمناسبة عيد جلوس جلالته التاسع عشر والعيد الوطني السابع والأربعين لمملكة البحرين العزيزة.

 

شِعرًَا لِحُبِي قَد كَتَبتُ مُخَاطِبا

لا عُنوَةً قَد صُغتُهُ بَل رَاغِبا

ما انفَكَّ حُبٌّ لِلفُؤَادِ مُشَاغِلًا

مِن دُونِ أَن أَدرِي إلَيهِ تَسَرَّبا

مَا هَمَّ قَلبِي ما سَيَلقَى في الهَوَى

كَم مِن مُحِبٍّ في هَوَاهُ تَعَذَّبا

مَن ذَا سَيرهَبُ أن يَبُوحَ بِحُبِّهِ

حِبٌّ لِحضنٍ دَافِيءٍ وَبِهِ رَبا

أختَارُ مِن بِينِ البُحورِ جَزِيلَها

وَمِنَ الحُروفِ جَمِيلَها كَي تُعرِبا

عَمَّا يَفِيضُ مِنَ الحَنِينِ بِخَاطِرِي

وَنَما بِقَلبِي مُنذُ أيَّامِ الصِّبا

أَهوَاكَ يا وَطَنِي وَحُبُّكَ بِي سَطَا

قَلبِي وَعَقلِي وَالجَوَارِحَ قَد سَبى

أَوَ لا أحِبُّكِ يا حَنَانًَا ضَمَّنِي

أمًَّا وَ بَيتًَا كُنتِ لِي وَالمَلعَبا

فَرحِي وَ حُزنِي فِيكِ أنتَ وَ ليسَ لِي

إلَّا رِضَاكِ وَكَانَ فَرضًَا وَاجِبا

بَلَدِي مَلاذِي لَا أَبِيعُ وِدَادَهُ

وَيَظَلُّ لِي مِن كُلِّ كَربٍ مَهرَبا

وَاليَومَ قَد وَجَبَ الغِنَاءُ لِمَوطِنِي

وَيَحُقُّ لِي في عِيدِهِ أَن أَطرَبا

فَرَحِي بِعِيدِكِ يا بِلادِي وَاجِبٌ

قَد صِرتِ لِي دِينًا وَحُبُّكِ مَذهَبا

فَلَبَستُ أَحلَى مَلبَسًا قَد حُزتُهُ

وَمِنَ الأَطايِبِ قَد نَثَرتُ الأَطيَبا

عِيدٌ يُجَسِّدُ حُبِّنا لِمَلِيكِنَا

حَمَدٍ فَمِن خَيرِ السُّلالَةِ أُنجِبَا

أَنتَ المَلِيكُ وَأَنتَ مَنبَعُ عِزِّنَا

وَلَكَ الفِدَاءُ نُفُوسُنا كَي تَطلُبا

عِيدُ الجِلُوسِ بِهِ النُّفُوسُ تَوَحَّدَت

حَمَدٌ بِهِ جَمَعَ القُلُوبَ وَقَرَّبا

وَلَإِن جَرَى تَنصِيبُهُ بِجُلُوسِهُ

هُوَ فِي القُلُوبِ وَقَبلَ ذَلِكَ نُصِّبا

حَمَدٌ فَإنَّ المُلكَ أنتَ تُزِينُهُ

فَلَكَم تَمَنَّى المُلكُ مِثلَكَ صَاحِبا

وَلَقَد أتاكَ المَجدُ طَوعًا صَاغِرًا

وَلَكَم أَرَادَ المَجدُ مِثلَكَ رَاكِبا

وَلَكُم حِصَانُ المجدِ سَلَّمَ أمرَهُ

مَا ضَلَّ يَومًا في طَرِيقٍ أَوَ كَبا

وُهِبَتْ بِكَ البَحرَينُ أعظَمَ قَائِدٍ

مَن كَانَ غَيرُ اللهِ مِثلَكَ وَاهِبا

لَو لَم تَكُن حَمَدٌ مَلِيكَ بِلادِنا

لدعَوتُ رَبِّي أن لِشَخصِكَ يَجلُبا

قَالَت لَكَ البَحرَينُ حِينَ أتَيتَها

أهلًا وسَهلًا بالمَلِيكِ وَمَرحَبا

فَدَنَوتَ يا حَمَدٌ وَشَعبُكَ قَد دَنا

لِقُلُوبِنا بِالحُبِّ كُنتَ الأَقرَبا

حُبٌّ تَأَصَّلَ فيكَ يَا حَمدٌ غَدَا

سَبَبًَا لِوِحدَتِنا لِشُكرِكَ مُوجِبا

وَلَقَد عَرَفنا الجُودَ مِنكَ سَجِيَّةً

فَمَعِينُ جُودِكَ دَافِقٌ لَن يَنضُبا

وَلَقَد رَأيتُ النَّاسَ تَأوِي نَحوَكُم

كُلٌّ يَؤمُّ مَعِينَكم كَي يَشرَبا

وَأَرَاكَ رَغمَ الحُبِّ بَأسُكَ قد غَدَا

بَأسًَا، تُقَاسُ بِهِ الصَّلابَةُ، أَصلَبا

وَالحِلمُ زَانَكَ فَوقَ ذَلِكَ كُلِّهِ

قَلبٌ كَبِيرٌ بِالجَمِيلِ تَشَرَّبا

تَزِنُ الأمُورَ بِحِكمَة وَرَوِيَّةٍ

فَغَدَت فِعَالُكَ لِلعَدَالَةِ مَكسَبا

يا مَن تَرُومُ المَجدَ في عَليَائِهِ

فَانظُرْ إلى حَمَدٍ كَفَاكَ تَرَقُّبَا

مَهمَا بَحَثتَ عَنِ العِظَامِ وَ مَجدِهُم

وَجَهَدتَ نَفسَكَ في البِلادِ مُنَقِّبًا

حَمَدٌ سَيَبقَى فَوقَ ظَنِّكَ كُلِّهِ

لَن تَلقَ لِلمَلِكِ المُظَّفَّرِ غَالِبا

حَمَدٌ أقُولُ لِمَن يَشُّكُّ بِقَدرِكُم

مِلِكٌ عَظِيمٌ شَاءَ ذَلكَ أم أَبَى

وَاللهُ يَرفَعُ مَن يَشَاءُ مَكَانَةً

فَمَتَى أرَادَ قَضَى الأمُورَ وَسَبَّبا

وَمُقَدِّرُ الأسبَابِ رَبُّكّ قَد قَضَى

يُعطِيكَ مَنزِلَةً لِقَدرِكَ أنسَبا

 

 

د. عبدالله بن أحمد منصور آل رضي