+A
A-

إبداع بحريني يصل إلى العالمية

“لدي ايمان عميق بأن نعبر كل الحدود والحواجز عبر الموسيقى، فهي فن راق له رسالة عميقة، تتجاوز العنصرية والطائفية والتعصب والحروب والكراهية”.. هذا ما يصبوا اليه المايسترو البحريني وحيد الخان والذي طرق أبواب العالمية ووقف على اكبر مسرح أوروبي ومن ثم عربي ويستعد حاليا للمضي قدما الى محطة تلو الاخرى، ليقول في النهاية ان البحرين تزخر بالمواهب والابداعات وحتي يتسنى للآخرين الولوج من بابا العالمية الذي فتحه لهم وحيد الخان..

غبت ثم عدت بمشروع يعد الأول من نوعه، من صاحب الفضل في عودتك؟

لا اخفيك سرا ان صاحب الفضل في عودتي الى الموسيقى من جديد هو وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة والذي صادف ان طلب مني في عام 2011 تنظيم حفل موسيقي بمناسبة عيد الشرطة وحين فرغت من تنظيم الحفل واثناء التشرف بالسلام على معاليه ابدى اعجابه بالعمل، وقال للفنانين: “اعينوني على إقناعه بالعودة للموسيقى”!

وفي الواقع ان مشواري مع التأليف الموسيقي بدأ منذ الثمانينات ولكن عالم “البيزنس” اخذني بعيدا عن معشوقتي الاولى الموسيقى، الا ان الحنين اعادني اليها.

 

حدثنا عن مشاركاتك الأخيرة.

الحفل والذي أقيم ضمن مهرجان التلال السبع للسينما في قاعة “Kodaly Center” مدينة “بيج” عاصمة الثقافة الأوروبية في هنغاريا كأول فنان عربي يعتلي خشبة هذا المسرح والذي تأسس في عام 1811 وتضمن موسيقى من البوم “العودة – روح البحرين” حظي بنجاح كبير فقد استقبلها الجمهور الهنغاري بحفاوة بالغة وكان يترنح مشوقا ومستمتعا طربا من المقطوعات وقد التهبت القاعة تصفيقا طويلاً للمقطوعات التي عزفتها أوركسترا “بانون السيمفونية بقيادة المايسترو الهنغاري تيبوربوغانيوهي ردة فعل لجمهور لا يعرف المجاملة. اما عن تجربة القاهرة في في دار الاوبرا فالنجاح كان أيضا يفوق التوقعات، وكان للحضور الكبير الدور الفعال في هذا النجاح، وقد حرصت وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم على التواجد لتهنئتي شخصيا بعد الحفل، وحاليا نحضر لحفل في روسيا واخر في لندن وإيطاليا ونيويورك.

 

ما الذي تبحث من “العودة”؟

التميز، ألبوم (العودة – روح البحرين) يصنف ضمن الموسيقي كـ(World music )وهي نوع من الموسيقى ذات بعد عالمي، وتضم مجموعة كبيرة من الموسيقى الفولكلورية والقومية لمختلف البلدان، وقد تكون متأثرا أو ممزوجا بعناصر البوب أو الروك أو الموسيقى الكلاسيكية، وحتى موسيقى الجاز والراب، مع الحفاظ على العناصر الأساسية للموسيقى والآلات التقليدية للشعوب،لذلك فالمعادلة ليست سهلة بل جهد ووقت كبير من التأليف(...) ما يجعله مختلف، ان البداية تبدأ بحكاية من تأليفي ثم البناء علي هذه الحكاية، المؤلف الموسيقي، ولا اعتقدان هناك من سبقني في هذه التوليفة، لذلك قد يجد الجمهور اعمالي الموسيقية كـ”سينماتك”يكاد يكون كل 20 ثانية يخرج مقام ومشهد جديد.

اما الصعوبة، فهي تكمن في كيفية ادخال الآلات المحلية بمصاحبة الآلات الشرقية، فنحن في الخليج موسيقانا تمتاز بالالات والنسيج الايقاعي الخاص، لذلك راعيت عدم الزج بالايقاع الخليجي باستمرار، ادخلتها في أماكن ولحظات معينة لكي اعطيها خصوصية، تخدم المؤلف الموسيقي، كما استخدمت بعض الانماط من الالحان الشعبية مرورا بها، بغية الدلالة على زمن معين ومكان معين.

 

ما الذي تتمنى أن تقوله من خلال موسيقاك عن البحرين؟

اتمنى ان يرى العالم الوجه الحضاري للبحرين من خلال الموسيقي، هذا هو الهدف الرئيسي من البوم (العودة – روح البحرين) إيصال الابداع البحريني للعالم.. انا موسيقي بحريني في هيئة سفير يحمل في حقيبته رسالة سلام، لدي ايمان عميق بأننا يمكن نعبر كل الحدود والحواجز عبر الموسيقى، فهي فن راق له رسالة عميقة، تتجاوز الخلافات، ولها القدرة على نشر المحبة.

 

كيف ترى حال الموسيقى في الخليج، وهل هناك تشجيع ودعم من قبل المسؤولين؟

الى الآن نحن في البدايات في هذه النوعية من الموسيقى الراقية، فالفن الأوركسترالية يحتاج الى مهارات معينة بجانب علم ودراية، علاوة على ان كتابة النوتة الأوركسترالية تحوي صعوبة (....) مؤخرا انتشر في الخليج تقليعة جديدة (موضة) بين الملحنين البسطاء يعتقدون بأن حين يقوم باعداد (وليس كتابة) لحن الكتروني ثم يعطي لأحدهم ليقوم بالتوزيع الموسيقي ومن ثم تسجيله، يتخيل ان ذلك عمل اوركسترالي وهذا غير صحيح، المؤلف الموسيقي يجب ان يؤلف من الألف إلى الياء وليس بطريقة اللحن الغنائي (....) الأمور لا تسير بهذه الطريقة وليس هذا المعني الحقيقي للفن الأوركسترالي!

اما عن الشق الثاني من السؤال، بالفعل هناك دعم من قبل المسؤولين، وعلى رأسهم إبراهيم محمد جناحي - الرئيس التنفيذي لـ (تمكين)، الا ان ذلك غير كاف فلا بد من القائمين على الثقافة تشجيع الموسيقيين ودعمهم لتوسيع قاعدة الفن الاوركسترالي.