+A
A-

مهرجان الموسيقى

قدّم مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الـ27 على مدار عشرة أيام للجمهور في مملكة البحرين أمسيات فنية أحياها نخبة من المبدعين الموسيقيين وألقى الضوء على أنواع موسيقية متنوعة في مواقع ثقافية حول المملكة كمسرح البحرين الوطني، الصالة الثقافية، متحف البحرين الوطني، مركز الفنون ودار المحرّق.

18 أكتوبر شهد مسرح البحرين الوطني انطلاقة المهرجان الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار. فعلى خشبته أحيا الفنان العراقي حسين الأعظمي للجمهور ذاكرة المقام العراقي وعكس خبرته التي تمتد لأكثر من 45 في غناء مقامات مختلفة كالبنجكاه، الدست، الحويزاوي، النهودند والجمال، كما وقدمت الفرقة المصاحبة لحسين الأعظمي معزوفات أصيلة عراقية على آلات كالجوزة والسنطور والعود والكمان والناي والقانون والرق والمزهر.

أما الصالة الثقافية فاستضافت حفلات موسيقية عربية وأجنبية بدأتها مع فرقة “نوى” التابعة للمؤسسة الفلسطينية للتنمية الثقافية، التي استعادت المشهد الموسيقي لفلسطين قبل نكبة عام 1948م عبر العديد من المقاطع الموسيقية الأصيلة. وجاءت هذه الأمسية بالتعاون مع السفارة الفلسطينية لدى مملكة البحرين. وقدّمت الفرقة للجمهور تجربة موسيقية فريدة، وألقت الضوء على الجانب الكلاسيكي للموسيقى الفلسطينية وعزفت مقاطع متنوعة مثل: رقصة ليلى، كل الجراح، حبايب، ليالي الأنس والرقص العصري.

وعلى طريقتها الخاصة، قدمت هيئة البحرين للثقافة والآثار تحيةً للفنان الراحل محمد علي عبد الله حيث استمتع الجهور الحاضر في الصالة بعرضٍ غنائيٍ مميز لفرقة البحرين للموسيقى بقيادة المايسترو القدير خليفة زيمان. وفي بداية الحفل، أدى الفنان محمد ربيعة عددًا من الأغنيات المحببة لدى الجمهور المحلي، منها “يا ملك روحي”، “على حلّك تدلل”، “دعيت عليك من قلبي، كما قدّم الفنان حسين الحمد فقرةً غنائية تضمنت مجموعة من الأغنيات العاطفية للفنان الراحل منها: “كم سنة وشهور”، “يعني انتي ماتدرين”. فيما تخلل الحفل مشاركة كورال فرقة البحرين للموسيقى بتقديم أغنيتي “ناحت حمامات”، و”عنّو على البال”.  ومن البحرين إلى فرنسا، حضرت إلى الصالة الثقافية الفنانة نتاشا أطلس في حفل أقيم بتعاون ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار والسفارة الفرنسية لدى مملكة البحرين. وسافرت نتاشا أطلس في رحاب الموسيقى الشرقية ودمجتها بألوان موسيقية غربية كالبوب، الإلكترو، الأغنية الفرنسية والراب وقدّمت تفسيرها الشرقي الطابع لأغنية فرانسواز هاردي “مون آمي لا روز”. أما محبّو الألحان الأندلسية فكانوا على موعد مع حفل الفنانة نبيلة معن التي قدمت مجموعة أغنيات منها: شمس العشية، لما بدا، لغزال فاطمة، والله يا مولانا. واختتمت الصالة حفلاتها مع أمسية للفنانة السورية وعد بوحسّون بعنوان “شغف الشعر”، حيث عكست الفنانة بوحسون شغفها بالشعر العربي والموسيقى العربية الأصيلة وذلك عبر مقاطع مزجت ما بين الكلمات الموزونة واللحن الشرقي المؤثر. وتنوعت الأغاني التي قدّمتها وعد بوحسون ما بين أغاني الموسيقى الكلاسيكية العربية في القرن العشرين، أغاني الحب الصوفي والشعر النبطي.

أغاني المرأة التقليدية في البحرين

بالتعاون مع مكتب قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة. استضاف متحف البحرين الوطني حفل تدشين ألبوم “أغاني المرأة البحرينية الشعبية” لمبارك نجم. هذا ويعد نجم نجم أحد أبرز الملحنين في البحرين والعالم العربي حيث قدم عبر مشواره الفني عددًا كبيرًا من الألحان الناجحة وتم تكريمه في عشرات المحافل المحلية والدولية، بدأ بتأليف الموسيقي وهو لم يتجاوز سن الثالث عشر، ونسبت إليه النقلة النوعية التي شهدتها الفرقة الموسيقية للشرطة بمملكة البحرين، حيث طوّر للفرقة أسلوبًا خاصًّا مميزًا ومقطوعات موسيقية عسكرية فريدة ذاع صيتها على الصعيدين المحلي والدولي. ويعتبر الدكتور مبارك أيضًا من أعلام الموسيقى الشعبية في الوقت الحاضر وله مؤلفات موسيقية وأوراق أكاديمية كثيرة في هذا المجال.

ومن المنامة إلى المحرّق التي تحتفي بها الهيئة كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2018، شهدت دار المحرّق محاضرة حول الفن الغنائي النسائي ألقاها الأكاديمي والباحث البحريني جاسم بن حربان ورافقها عرض مباشر على خشبة المسرح. وخلال المحاضرة ألقى بن حربان الضوء على الغناء النسائي البحريني التقليدي وأبحر مع الحضور في كيفية تشكّله والعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت فيه وأعطته هويته المميزة، حيث اعتمد الغناء النسائي على المكان بشكل كبير كالبادية، الحقول الزراعية والبحر. كما تناول جاسم بن حربان أنواع الغناء النسائي المختلفة مثل: أغاني الزواج، دق الحب، استقبال الغواصين، تربية الأطفال.