+A
A-

محاضرة عن الحج في الموروث الشعبي

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي (الموافق 14 أغسطس) محاضرة “الحج بالنسبة للموروث الشعبي” لأنيسة السعدون، وأدار الحوار أحمد البحر.

استهلت السعدون الأمسية بسؤال متعلق بأطروحتها البحثية، وهو ما سر تسرب الكثير من عناصر التراث الشعبي الى بعض الشعائر الدينية!؟

وذكرت السعدون أن انشداد الشعوب الى ابتداع احتفالات وطقوس شتى تستفز روح الانتصار للمقدس بمختلف العقليات الجماعية التي تنشغل بتقديس اي احتفال متعلق بالدين، ولها علاقة في بعض الأحيان بالوضع الاجتماعي والاقتصادي قد يكون أحد أسباب وأسرار ذلك التسرب، وأضافت أن من الأسباب الأخرى لذلك قد يكون لفتح أسرار الشعائر الدينية لتلك الشعوب أو قد يكون لإشاعة الفرح والبهجة في النفوس.

ثم بدأت السعدون بعرض أمثلة حية لطقوس الشعوب المتعلقة بشعيرة الحج، ومنها احتفالات توديع الحجاج التي تقيمها عدد من القرى، فيدار حول رأس الحاج بالأرز والمال الذي يتصدق به فيما بعد على الفقراء؛ دفعا للبلاء والشر والحسد، ومنها أيضا نشر الأعلام الخضراء فوق أسطح البيوت للإعلان عن وجود حاج سيغادر لأداء الفريضة في هذا المنزل، إضافة لذلك كانت العديد من الأسر تصنع مجسما يمثل الحاج الغائب وتضعه في ساحة المنزل، كما كانت الازهايج تنظم بما يربط صلتها بالغائب.

وفي ختام حديثها، أكدت السعدون أن هذه الموروثات الشعبية تؤكد وتصقل الهوية، فتعاهد الأطفال بتربية “الحية بية”، وهي نبتة يتم إلقاؤها في البحر من الشاطئ بتجمعات الأطفال على سبيل المثال له أبعاد تربوية تعكس أن تعاهد النبات بالتربية كتعاهد الطفل بالتنشئة، وتؤكد علاقة التآخي والتآلف بين الجماعات في نفوس الأطفال.