+A
A-

مشروعات سعودية عملاقة وأفكار مبتكرة لإنجاح الفريضة الخامسة

سخرت المملكة العربية السعودية الشقيقة الإمكانات البشرية والمادية كافة لاستقبال ورعاية حجاج بيت الله الحرام من شتى أقطار العالم، وتقديم أفضل الخدمات التي تعينهم على أداء الشعيرة المقدسة منذ لحظة قدومهم حتى مغادرتهم وتيسير سبل راحتهم واطمئنانهم، مما يساهم في أمان وراحة ضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فج عميق إلى بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).وتجسيدًا لتوجيهات عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خصصت الرياض ميزانية ضخمة من أجل دعم وتطوير الخدمات، وتنظيم العمل، وتأمين سلامة الحجاج، وتقديم المبادرات المبتكرة لموسم الحج في كل عام. ويشهد الحج عامًا بعد عام مزيدا من التحسين والتطوير في منظومة المشاريع والخدمات التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام، وفي مقدمتها استمرار مشروع توسعة الحرم المكي الشريف، وإنجاز مشاريع مهمة ساهمت بشكل فاعل ومؤثر في تسهيل وتيسير مناسك الحج كمشاريع توسعة المطاف والمسعى والجمرات وقطار المشاعر، في ظل تزايد أعداد الحجاج عامًا بعد عام.

ومن المشروعات العملاقة الجديدة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خدمة للإسلام وعناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما، قطار الحرمين، الذي يكتسب أهمية استراتيجية، إذ يربط المدينة المنورة بمكة المكرمة مهبط الوحي ومهد الإسلام، مرورا بمدينتي جدة والملك عبدالله الاقتصادية بـ “رابغ”، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد؛ تيسيرا لأداء مناسك الحج والعمرة؛ بهدف تأمين وسيلة نقل سريعة ومريحة وآمنة للمواطنين والمقيمين، والحجاج والمعتمرين في مواسم الحج والعمرة. ويستهدف المشروع الذي يبدأ تشغيله رسميا في سبتمبر المقبل، نقل نحو 60 مليون راكب سنويا بعد استكماله.

وإلى جانب المشروعات التطويرية الكبيرة، استعدت السعودية أيضًا تنظيميا، ففي يونيو الماضي أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا بإنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة برئاسة ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ضمن جهودها لخدمة الإسلام والمسلمين وحجاج ومعتمري بيت الله الحرام.

وتجند وزارة الداخلية السعودية برئاسة سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف إمكانات ضخمة لإنجاح موسم الحج بدءًا من استقبال الحجاج عبر المنافذ وتأمين تنقلاتهم وإقامتهم من خلال إعداد خطة متكاملة يتم من خلالها توزيع العدد الكبير من رجال الأمن الذين يقومون بواجب استثنائي في مثل هذا الموسم ويزيد عددهم عن مائة ألف، إضافة للجهات الأمنية التي مقرها الأساسي منطقة مكة المكرمة على جميع الأماكن المتعلقة بالأمن والخدمات، إلى جانب إعداد خطة للطوارئ تتضمن آلية مواجهة حالات الطوارئ المحتمل وقوعها في منطقة المشاعر المقدسة والعاصمة المقدسة والمدينة المنورة من خلال تحليل المخاطر والاستعداد لمواجهتها ووضع الخطط اللازمة للوقاية منها وتهيئة كل الإمكانات، وتنسيق جهود 33 جهة حكومية تشارك في أعمال الحج لمواجهة ما قد يحدث من الافتراضات الواردة في الخطة وتوفير السلامة لحجاج بيت الله الحرام. كما واصلت وزارة الحج والعمرة استعداداتها لموسم الحج بمبادرات مبتكرة، تهدف لتحقيق راحة وطمأنينة ضيوف الرحمن في تنقلاتهم وأدائهم نسكهم بكل يسر، إذ أنهت الوزارة استعداداتها لتطبيق برنامج “الوجبات مسبقة التحضير” لحجاج الخارج، بعد أن شارك أكثر من 600 مطوف وممثلين عن شركات حجاج الداخل في ورش العمل التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى، في تعاون بدأ منذ موسم حج 1436هـ، إذ سيطبق البرنامج بنسبة 15 % على حجاج الخارج، وصولًا إلى نسبة 45 % بحلول العام 2020، بالتعاون من عددٍ من الجهات منها أمانة العاصمة المقدسة، والهيئة العامة للغذاء والدواء، ومؤسسات الطوافة، وغيرها من الجهات، وهذه التجربة ستسهم - إضافة إلى جانب السلامة الغذائية - في رفع كفاءة الاستخدام للموارد.