+A
A-

المقاهي تتحول لملاعب مونديالية

ليس مونديال روسيا مثل غيره بالنسبة للمصريين هذه المرة إذ إن منتخبهم الوطني شارك للمرة الأولى منذ العام 1990.

زاد الإقبال في الفترة الأخيرة على شراء أو تأجير المقاهي باعتباره المشروع الأكثر ربحاً في مصر، بسبب مشاركة المنتخب المصري في بطولة كأس العالم في روسيا، وبسبب نجومية محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي. أصبحت المقاهي خلال شهر رمضان بمثابة الملاعب التي تفِد إليها الجماهير لمتابعة استعدادات المنتخبات العالمية ونهائيات الدوريات القارية، وصولاً لمباريات “الفراعنة” في المونديال.

بالفعل، بدأت مباريات كأس العالم في مصر مبكراً عبر متابعة المباريات الودية بين المنتخبات المشاركة، ومعها بدأت استعدادات المقاهي في تجديد الأثاث وشراء المزيد من الكراسي وشاشات العرض العملاقة، والتنافس بين المقاهي لجذب الجماهير التي في معظمها لا تجد سوى المقاهي متنفساً لمشاهدة المباريات جراء الغلاء الفاحش وعدم القدرة على الاشترك في قنوات بث المباريات. فالزحام المتزايد على المقاهي والاستعدادات الكبيرة التي يقوم بها أصحاب المقاهي من شراء عشرات من الكراسي وتزويدها بشاشات عرض كبيرة تغطي المكان وتزيينها بالأنوار، فضلاً عن تزايد الإقبال بشكل كبير على تأجير المقاهي أو شرائها واعتبار الموسم الكروي فرصة لافتتاحها والترويج لها.

وتختلف المقاهي في مصر من مستوى إلى آخر، كما يقول أبو أحمد، وهو صاحب مقهى بلدي في حي المهندسين. يتابع أن هناك “الكافيهات” ذات الأسعار المرتفعة، التي تبدأ من 100 جنيه (5.6 دولارات أميركية) للفرد في “المينيموم شارج” الذي يتيح له مشاهدة المباراة مع مشروب، وتصل إلى 500 جنيه لمشاهدة جميع مباريات يوم محدد مع مشروب، عن طريق الحجز المسبق. وهناك مستويات أقل تبدأ من خمسين جنيهاً للفرد. أما في مناطق مثل وسط البلد وحي شبرا والمناطق التي يسكنها متوسطو الدخل فبعشرين جنيهاً للمباراة الواحدة، عشرة لمشاهدة المباراة وعشرة للمشروب الواحد، وإذا زادت المشروبات أو قدمت الشيشة يدفع حساب الزيادات على حدة.

يعمل إبراهيم (20 عاماً) في مقهى شعبي بمنطقة بولاق الدكرور. يقول إن صاحب المقهى يجمع الكراسي بعيداً، ومن يرغب في مشاهدة المباراة يحجز كرسياً بخمسة جنيهات من دون مشروب، وبعد ذلك يحاسب الجمهور على المشروبات خصوصاً أن معظم مرتادي المقهي من أهل الحي، ويشهد إقبالاً كبيراً منذ فترة لمتابعة البطولات الأوروبية، ودوري أبطال أوروبا.

ويقول أحد أصحاب المقاهي في ميدان الجيزة إن الأمر يختلف من مقهى إلى آخر: “أكتفي فقط بتحصيل قيمة المشروب، أما المشاهدة فمجانية لأحافظ على رواد المقهى. بالرغم من أن الاشتراك يكلفني أكثر من أربعة آلاف جنيه، لكن أعطي الفرصة لغير القادرين للاستمتاع بالمشاهدة ومتابعة المنتخب المصري، ويساعدني في ذلك أن زبائن المقهى يتغيرون بحسب الوقت ويتسع ل200 متفرج، والمشروبات وحدها كفيلة بتحقيق ما نتمناه من ربح”.

وفي معظم المقاهي خصص ركن للسيدات لمتابعة المباريات مع شاشات عرض كبيرة وكراسي خاصة، لاسيما أن الكثير من السيدات يفضلن الجلوس في المقاهي وتدخين الشيشة. انتقلت فوبيا كأس العالم إلى السيدات، وأصبح هناك اهتمام متزايد من المرأة برياضة كرة القدم. تقول إحداهن إن كل المصريات منشغلات بالرغم من الظروف بمنتخب مصر، ومحمد صلاح أعطى طعماً لكرة القدم لأنه لم يعد مستحيلاً أن يخرج من مصر لاعبون عالميون، ومعظم النساء بعد تجربة صلاح الناجحة يشجعن أبناءهن على لعب كرة القدم والتمثل به.