+A
A-

هل تضل ألمانيا طريقها في روسيا؟

يعتقد كثيرون أن منتخب ألمانيا بطل العالم النسخة الماضية قادر على بلوغ دور الستة عشر رغم تعثره في المباراة الافتتاحية أمام المكسيك 1/‏‏0 لما يمتلكه من تاريخ حافل وعناصر مؤثرة، ولكونه أحد أبرز القوى العظمى في عالم كرة القدم المعروف باعتماده على المنظومة الجماعية والانضباط التكتيكي واللياقة البدنية، الأمر الذي يرجح كفة “المانشافت” لتخطي عقبة السويد بالمجموعة السادسة اليوم وذلك ضمن منافسات المرحلة الثانية من مونديال روسيا 2018، ولكن الظروف التي يمر بها المنتخب لا توحي بقدرته للتربع على عرش المونديال العالمي ليصبح ثالث منتخب في تاريخ البطولة يدافع عن لقبه حيث سبقه إلى هذا المنتخبان الإيطالي في 1938 والبرازيلي في 1962.

ألمانيا التي اعتادت أن تكون ضيفا دائما في الأدوار النهائية بوصولها إلى النهائي 8 مرات والدور قبل النهائي 13 مرة لتتوج مشوارها المونديالي بأربع ألقاب عالمية في مونديالات 1954 و1974 و1990، و2014 باتت اليوم ليست محل ثقة كاملة أمام جماهيرها ومحبيها بالقدرة على المضي إلى أبعد نقطة في مونديال روسيا بعد الأداء المهزوز أمام المكسيك ومن قبله في المواجهات الودية الدولية بعدما خسر الألمان أمام النمسا 3/‏‏1 وحققوا فوزا صعبا على السعودية 2/‏‏1.

وتعرض منتخب المانشافت إلى انتقادات واسعة بعد الخسارة أمام المكسيك حيث قال نجم ألمانيا السابق لوثر ماتيوس “ الفريق افتقد لكل شيء لازم من أجل تحقيق الفوز أو حتى تجنب الهزيمة أمام الخصم اللاتيني.

وأضاف “فوز المكسيك بهدف نظيف كانت رحيمة بالنسبة لنا، لم يسبق لي أن رأيت المنتخب الألماني بهذا الضعف في أي بطولة كبيرة من قبل”.

وتعتبر تلك الخسارة هي الثانية في تاريخ مباريات ألمانيا الأولى في كأس العالم، والأولى منذ العام 1982 عندما خسر الألمان أمام الجزائر 1-2 وهو ما زعزع الثقة بقدرة الألمان على المحافظة على اللقب.

ومثلما توقع المحللون قبل مباراة ألمانيا فإن المكسيك اعتمدت على فرض طوق دفاعي صارم أمام الهجوم الألماني والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والمباغتة، بينما فشل المنتخب الالماني في فك العقدة الدفاعية المكسيكية وكان سرابا للمنتخب الذي توج قبل 4 أعوام بلقبه الرابع في كأس العالم، كما أن تلك النتيجة مازالت تبعث على الخوف بشأن قدرة الدفاع الألماني في الذود عن مرماه في المباريات القادمة وإن كان منتخبي السويد وكوريا الجنوبية ليسا بتلك القوة الهجومية.

ويخوض المدرب يواكيم لوف المونديال بفريق يعتمد بشكل أساسي على النجوم الشبان والوجوه الجديدة توجت بلقب بطولة القارات الأخيرة، بيد أن الكثيرين يرون بأن غياب نجومه الكبار المعتزلين مثل فيليب لام وباستيان شفاينشتيغر وميروسلاف كلوزه الذين يشكلون عنصر الخبرة أدى إلى تراجع الأداء.

كما أن الظهور الباهت للمنتخبات الكبيرة وعلى رأسها الأرجنتين التي منيت بخسارة ثقيلة من كرواتيا 3/‏‏0 وتعادلها مع آيسلندا 1/‏‏1 علاوة على تعادل البرازيل أمام سويسرا 1/‏‏1 بات يشكل مصدر قلق لجماهير المانشافت، خوفا من أن تصيبه “لعنة الكبار” ويلقى نفس المصير، فهل تضل ألمانيا الطريق في مونديال روسيا أم تستعيد قوتها مجددا؟