+A
A-

بومبيو يطرح اليوم خريطة أميركية جديدة لمواجهة إيران

أعلن مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك، أن وزير الخارجية مايك بومبيو، سيطرح في أول خطاب رسمي له، اليوم الاثنين، خريطة طريق جديدة للتعامل مع إيران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرم معها في العام 2015، والذي وصف مرارًا من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيئ والكارثي. وقال هوك خلال مؤتمر صحافي، إن الوزير سيقدم بشكل أساسي خريطة طريق دبلوماسية لتحقيق بنية أمنية جديدة وإطار أمني أفضل، في أعقاب قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق مع إيران.

كما أوضح باقتضاب أن تلك الاستراتيجية تهدف إلى إجراء تنقيحات للاتفاق النووي تعالج المخاوف بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية، وإذكاء إيران الحروب الأهلية في المنطقة خصوصًا سوريا واليمن، وتحسين نظام التفتيش.

إلى ذلك، أكد أن الولايات المتحدة على اتصال مستمر مع الأوروبيين، وأجرى وزير الخارجية الأميركي خلال الأسبوع المنصرم اتصالات مكثفة مع نظرائه في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا؛ من أجل مراجعة الاتفاق.

وقال بريان هوك “جهودنا تستهدف ممارسة كل الضغوط اللازمة على إيران لتغيير سلوكها وللسعي إلى إطار عمل جديد يمكن أن يبدد مخاوفنا”. وأضاف “هناك فرصة جديدة لمواجهة التهديدات الإيرانية في إطار عمل جديد”، موضحًا “توصلنا إلى قناعة بأن هناك حاجة لإطار عمل جديد يعالج تهديدات إيران في المجمل، من النووي إلى الصواريخ الباليستية، ودعم الإرهاب، وتأجيج الحرب في اليمن وسوريا”.

وختم لافتًا إلى توافر الفرصة؛ من أجل مواجهة تهديدات إيران، وتصرفاتها المزعزعة للأمن في المنطقة. من جهة أخرى، قال النائب الإيراني محمد رضا رضائي كوتشي، الذي يرأس لجنة الإعمار في البرلمان الإيراني، إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وصف الاتفاق النووي بالمريض الذي يحتضر، في إشارة إلى قرب انتهاء الاتفاق مع خروج الولايات المتحدة منه.

وذكر كوتشي في مقابلة مع وكالة “مهر” أن ظريف أكد خلال جلسة سرية مع البرلمان حول جدوى بقاء إيران في الاتفاق النووي أن هذا الاتفاق في “غرفة الإنعاش ويمر بظروف صعبة جدا”. وحضر الجلسة السرية كل من رئيس البرلمان وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شماني، ووزير الاقتصاد ومساعد وزير الخارجية عباس عراقجي، وهو كبير المفاوضين، وناقشوا انضمام إيران لمعاهدة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، التي صوت عليها البرلمان. ونوّه النائب الإيراني بأن التصديق على هذه المعاهدة يضر بإيران؛ لأن الغرب قد يصنف جماعات مدعومة من إيران، مثل حزب الله وحماس على قائمة المنظمات الإرهابية. ونقل كوتشي عن ظريف أن هذه المعاهدة لن تؤثر على دعم إيران للجماعات الحليفة لها.

وعن الاتفاق نقل عن ظريف قوله إن الاتفاق يحتضر في ظل عدم وضوح الأوروبيين خلال المحادثات حول ضمانات بعدم الخروج منه وحماية مصالح إيران، حسب تعبيره.

وقال ظريف “لا نعرف كم سيقاوم الأوروبيون أمام عقوبات أميركا؛ لأن مساهمي الشركات الأوروبية هم أميركيون”.

وأضاف ظريف بحسب النائب الإيراني أن الشركات الأوروبية ربما لا تتبع سياسات دولها”. وتأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه 8 شركات أوروبية كبرى قرارها بمغادرة إيران نهائيًا، مع إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي وعودة العقوبات على طهران، وتهديد واشنطن بمعاقبة الشركات الأوروبية المتعاونة مع إيران. وأفاد الموقع الإلكتروني لغرفة التجارة الإيرانية، فقد قررت شركات كبيرة مثل توتال وآني وسيمنز وإيرباص وأليانتس وساجا ودنييلي ومايرسك عن استعدادها لمغادرة إيران، بعد 10 أيام من قرار ترمب، أي قبل موعد تنفيذ العقوبات بأشهر عدة.