+A
A-

فريج الفاضل... ذكريات متجددة من الزمن الجميل

جددت أكثر من 500 سيدة من “فريج الفاضل” لقاءهن السنوي في نسخته السابعة في فندق الخليج أمس، في احتفالية تراثية وعروض فنية لـ “المالود” و “الجلوة” و “المرادة” تخللتها الزغاريد والأغاني البحرينية القديمة، وشاركت السيدات بإعداد الأطباق الشعبية.

عضوات اللجنة المنظمة وهن: مها الزامل، دلال الشروقي، فوزية زباري، وداد الفاضل، فاتن القصير، حياة المهزع، عفاف الحمر، ونجمة مراد، أعربن في كلمة مؤثرة في بداية الحفل عن جل شكرهن وتقديرهن لعائلة الوجيه الراحل عبدالله الزامل وأبنائه وبناته؛ على دعمهم المتواصل لإقامة الاحتفال بأفضل صورة.

الوطن في قلوبنا ووجداننا

وأكدت الشروقي أن احتفال العام شهد إقبالا كبيرا، خصوصا من الشابات اللواتي لم يشاركن في النسخ السابقة، وهو ما يؤكد وعي بنات “الفريج” بتعريف بناتهم بتاريخ أقدم فريج من فرجان “المنامة”، مشيرات إلى أنهن أحببنه؛ لأنه الدار الذي تربين فيه على الحب والرحمة ومساعدة الآخرين، فقد كان الجميع بيت واحد، وقلب واحد، يجمعنا الوطن الكبير، البحرين الغالية.

وأضافت أن بعض من حضرن لأول مرة التقين بالجيران والأصدقاء باشتياق، مشيرة إلى أن بيوت الفريج التي كانت عامرة بالخير والعطاء، تركها بعض أصحابها، وانتقلوا للعمل في بعض دول الخليج العربي، موضحة أن الفريج كان يضم عائلات من السعودية كعائلة الوجيه الزامل.

وقالت الشروقي لـ “البلاد”: نحن جيل ترعرع في هذا الفريج العامر، الذي كان يمثل مجتمعنا الكبير، أحببناه، وعلى رغم أننا غادرناه منذ زمن، لكن قلوبنا بقيت محفورة بذاكرة الأيام الجميلة التي قضيناها فيه.

التلاحم والولاء

من جهتها، قالت زباري: علمنا فريج الفاضل التلاحم والولاء لوطننا، والتواصل مع الجميع والتلاحم والمودة، لم يكن أهل الفريج على الرغم من تعدد أجناسهم أو مذاهبهم، إلا قلبا واحدا ويدا واحدة، تمد يد العون لكل أهل الفريق وأبنائه، وها نحن نتجمع اليوم في لقاء ذي شجون يجمع الرعيل الأول بالأبناء والأحفاد من أهالي الفريج؛ ليتذكروا أيام الزمن الجميل.

وبينت أن الدعوة تم توجيهها لكل سكان الفريج، من داخل وخارج البحرين، لحضور هذا التجمع الجميل، وإعادة ذكريات الماضي.

وأوضحت زباري أن فريج الفاضل يمثل تجربة إنسانية نادرة، مشيرة إلى أن أهل الفريج لم يكونوا يغلقون أبوابهم، وأن العلاقات الإنسانية كانت هي الأساس بين الجميع، لقد كان الميسورون من أبناء الفريج يضعون الفقراء ضمن مسؤولياتهم، كان هناك الود والمحبة الصادقة والتراحم الذي يربط الجميع في “فريج الفاضل”.

فرصة لقاء الأحباب

أكدت القصير أن اللقاء يعد فرصة لتجمع الأهل والأحبة والجيران الذين كان يظلهم الفريج، مشيرة إلى أن اللجنة وبدعم من عائلة الوجيه الزامل تحرص على أن يكون الملتقى سمة وعادة متواصلة يحملها أبنائنا بعدنا؛ ليكون اشعاعا مضيئا في حياتهم المقبلة.

الذكريات الجميلة

وبدورها، رفعت الزامل أسمى آيات الشكر والتقدير لكل عوائل فريج الفاضل الممتدة والمتواصلة، وإلى اللجنة المنظمة للاحتفالية السنوية الرائعة، معربة عن سعادتها وفخرها بأنها تربت في فريج الفاضل، وعن سعادتها للحضور هي وأسرتها من السعودية للمشاركة في الملتقي السابع، وأنها لم تغب عن أي ملتقى منذ الأول وإلى اليوم.

وقالت: كان بيت جدي المغفور له عبدالله الزامل في فريج الفاضل، وحتى بعد أن تحول إلى “برج الزامل” لا زال الحنين إلى فريج الفاضل وأهله باقيا في الوجدان كحبنا للبحرين وأهلها جميعا، مؤكدة أن دعم عائلة الزامل للاحتفالية هو واجب ومسؤولية نفتخر بها.

زيادة التواصل

من جهتها، أعربت ابنة الفريج المخلصة بدرية لوري عن سعادتها، وسعادة كل المشاركات في الملتقى، مؤكدة أن الملتقيات الستة التي سبقته هدفت إلى زيادة التواصل والترابط والتكاتف بين كل أبناء الفريج، ويتم من خلالها إنجاز عدد من الأعمال الخيرية، وبدعم أبناء الفريج الذين تولوا مناصب قيادية.

وقالت: إن الفرجان اختفت من البحرين، لكن فريج الفاضل يبقى الذكرى الطيبة والعطرة لفرجان “أيام أول”، حيث التراحم والتعاطف والتكاتف، والأبواب المشرعة، والغني يكفل الفقير، والجميع يعيشون بأمان وسلام لا تفرقة ولا تمييز بسبب دين أو مذهب أو طائفة أو عرق، الكل تجمعهم الرحمة والإنسانية والتكافل، في تمازج إنساني رائع.   

ضيوف السعودية

من السعودية شارك عدد من الضيفات بالتجمع، أم عبدالرحمن القصيبي، أديل النافع، وشقيقتها باهرة، إذ أعربن عن شكرهن للجنة المنظمة لاحتفالية “سيدات فريج الفاضل”، وأكدن حرصهن على المشاركة السنوية في هذا التجمع، مبينات أن المشاركة في الأعوام السابقة تركت آثارا طيبة استفدن منها في مزيد من التواصل مع الأهل من أبناء الفريج، واستعادة ذكريات أيام الزمن الجميل، مشيرات إلى أن هذا التجمع يحمل أمانة الأجداد والآباء من عادات وقيم أصيلة لنعمل بها ونورثها للأجيال من بعدنا؛ لنكون فاعلين في زيادة الروابط الأخوية وأن يبقى حبل المودة بين الأسر والعوائل متصلا.

مقترح صالة

وأعربت اللجنة المنظمة عن جل الشكر والامتنان لراعي الملتقى عائلة عبدالله المزامل وعلى دعمهم السنوي، وناشدت اللجنة وجهاء الفريج وأبناءه المخلصين التبرع ببيت قديم أو أرض لتخصيصها كصالة لمناسبات الفريج ونشاطاته وفعاليته المختلفة.